فكل أعمال التعذيب والأوامر غير القانونية والإجرامية تندرج تحت بند تنفيذ الأوامر المعطاة من الرئاسة .
البيت الأبيض كان عبارة عن تجمع للمحتالين السياسيين، لا يوجد للولايات المتحدة أي سلطة أخلاقية، فأعمال القتال المعادية للأميركان ولوجودهم العسكري في بعض البلدان ما زالت قائمة في العالم الثالث والسؤال لماذا؟ الجواب ببساطة لأن أوباما لم يقم بأي عمل يختلف اختلافاً جذرياً عما كان يقوم به بوش بالرغم من أنه أطلق عبارات رنانة في عدة خطابات من أجل التغطية على الاحتلال الأميركي الوحشي في أفغانستان والعراق.
بإغرام والمعسكرات الأميركية العسكرية مثل غوانتانامو ما زالت مفتوحة ونشيطة ومشروعة ، هل القانون الأميركي يطبق على المواطنين الأميركيين ولا يطبق على بؤساء الأرض في المستعمرات الأميركية؟ يجب على أوباما عمل الكثير لتغيير صورة الولايات المتحدة الحالية.
في روايته «لماذا مسألة دريفيوز هامة» أثار الكاتب لويس بغلي عدة مقارنات بين التعامل مع قضية دريفوز والسجناء المتهمين بالإرهاب في معتقل غوانتانامو ،في كلتا الحالتين كان هناك انتهاك باستخدام القوة، بالنسبة إلى بغلي فإن رئاسة بوش وما تبعها من أعمال تعذيب للمعتقلين شبيه بتصرفات النازية في ألمانيا، ربما هذه المقارنة ومقارنات شبيهة، تتضمن نوعا من التضخيم لكن سوء استخدام القانون تحت رئاسة بوش وأصدقائه يجب أن يجعل الرأي العام الأميركي يعي مدي هذه الخطورة سلطة الولايات المتحدة الفاسدة أخلاقياً يمكن لها أن تتغير وتتحسن فقط من خلال عملية صقل وتجديد قاسية لسنوات بوش يلي ذلك توجيه الاتهام ومحاكمة المسؤولين عن تلك التجاوزات.
لذا ينبغي على أوباما أن يبعد نفسه عن مفاهيم المحافظين الجدد حول الحرب المستمرة ضد المسلمين في كل من العراق وأفغانستان وباكستان وايران، كيف تسنى لوزيرة الخارجية الأميريكة هيلاري كلينتون أن تقول: إن الولايات المتحدة كانت وراء أعمال الشغب والتظاهرات في ايران
ماذا عن أوباما؟ من المسؤول عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة؟ هيلاري هي وزيرة الشؤون الخارجية في إدارة أوباما، لا يوجد أي تهديد ايراني للأمن الوطني في الولايات المتحدة ولم تشكل ايران أي تهديد في الماضي والانفاق العسكري الايراني أقل من 1 ٪ من الانفاق في الولايات المتحدة وإذا أتينا على ذكر الأرقام بدقة فإن الانفاق العسكري الأميركي يبلغ 623 مليار دولار سنوياً مقابل 500 مليار دولار مجمل الإنفاق العالمي بينما يترنح الانفاق في ايران حول مبلغ 4 مليار ات دولار، إذاً من يهدد السلام في العالم؟
عالما السياسة الأميركيان المشهوران جوم جي ميرشايمر وستيفن م. والت قالا في كتابهما «اللوبي الصهيوني» : إن اسرائيل لم تعد الآن نافعة وليست مصدر قوة لتحقيق مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، بل أصبحت عائقاً في وجه هذه المصالح ، يجب على إدارة أوباما تحديد مصالحها الاستراتيجية ووفقاً لمصالح الأمن الوطني لديها بالتالي فإن استمرار اسرائيل بانتهاك القانون الدولي وحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة، إن سمعة الولايات المتحدة السيئة والمشكلات في الشرق الأوسط أمور لها علاقة كبيرة بسياسة الاحتلال الاسرائيلي .
لقد انبثق استقلال الولايات المتحدة من ثورة مناهضة للاستعمار الأوروبي وطبقاً لإرث الولايات المتحدة المناهض للاستعمار، لا ينبغي عليها قبول الاحتلال والاستعباد للشعوب الأخرى عبر حلف يفترض أنه ديمقراطي، مثل هذا الاحتلال لا يؤثر سلباً على المحتل فقط بل أيضاً على مصداقية الغرب وقيمه في العالم الإسلامي.
لماذا لم ينجز أوباما إلا القليل جداً في الشرق الأوسط، ومزاعمه عن رفض توسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة ستذهب ادراج الرياح بسبب عناد اسرائيل.
ربما تكون ثمة تسوية زائفة جديدة تسعى إليها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط حيث سيكون الانصياع للقانون الدولي أمراً مطلوباً لكنه متعذر.
إن أوباما هو سجين لنخبة القوة الأميركية ومصالحهم المشتركة وهذا يرتب عليه أن يتصرف وفقاً لعدة قوانين لضمان وجود عسكري وامبريالي وعالمي للولايات المتحدة، ولهذا السبب تم انتخابه ، فالإدارة الوحيدة المتحررة من كل القيود هي القوة العسكرية الاميركية علماً أن الولايات المتحدة تعتبر مفلسة مالياً واقتصادياً وأخلاقياً، والكثير من الدول العربية لم تدرك بعد مكامن الضعف هذه وفي مقدمتها السعودية التي قدمت خطة سلام للشرق الأوسط مرتين ولم تتلق أي إجابات إيجابية من اسرائيل ولا من الولايات المتحدة أيضاً.
ومن هنا ربما يجب على العرب التفكير في تغيير المواقف بالرغم من خطاب أوباما الذي القاه في القاهرة.