في حين واصل المستوطنون الاسرائيليون اعتداءاتهم على اراضي المزارعين الفلسطينيين في بيت لحم، بينما اقتحمت قوة اسرائيلية خاصة معتقل الشارون وقامت بتقييد الاسيرات الفلسطينيات والاعتداء عليهن.
في غضون ذلك كشفت المعلومات عن نية الاحتلال اقتحام باحات المسجد الاقصى المبارك واقامة مستوطنة جديدة على تلة قرب بيت ساحور الفلسطينية بالتواطؤ مع قوات الاحتلال الاسرائيلي.
فقد استشهد مزارع فلسطيني واصيب اخر بجروح جراء اطلاق جنود الاحتلال الاسرائيلي النار عليهما في منطقة بيت لاهيا شمال القطاع.
واعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس ستة عشر فلسطينيا في مناطق متفرقة من الضفة الغربية أربعة منهم اعتقلوا في جنين وستة في قلقيلية واثنان في بيت لحم وواحد في أريحا لمقاومتهم للاحتلال.وذكرت اذاعة اسرائيل أن المعتقلين نقلوا إلى المراكز الامنية للتحقيق معهم.
في هذه الاثناء تعرضت اراضي المزارعين في بلدة الخضر جنوب غرب بيت لحم لاعتداء جديد من قبل المستوطنين الاسرائيليين في مستوطنة دانيال المقامة على أراضي البلدة والذين اقدموا على اقتلاع نحو 23 شجرة زيتون مزروعة في اراض يملكها المزارع رزق شحادة صلاح من سكان البلدة.
وكان مستوطنون اطلقوا النار على أحد المواطنين الفلسطينيين أثناء مروره في سيارته بالقرب من قرية سلواد غرب رام الله دون وقوع اصابات على حين نصب جنود الاحتلال الاسرائيلي حاجزا عسكريا بين مدينة نابلس وبلدة عصيرة الشمالية في الضفة الغربية.
قال مركز أبحاث الاراضي الفلسطينية في مدينة الخليل ان وتيرة اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين ضد أهالي مدينة الخليل قد تصاعدت في الاونة الاخيرة من خلال مهاجمة الفلسطينيين وممتلكاتهم. كما اعتدى جنود الاحتلال على الفلسطيني يوسف جمال اسطه البالغ من العمر 18 عاما من سكان طولكرم بالضرب وذلك اثناء وقوفه امام منزله في المدينة وحالته الصحية مستقرة حيث كان يعاني من رضوض في انحاء جسمه.
وفي قلقيلية اقتحمت قوة من جيش الاحتلال المدينة وقامت بمداهمة وتفتيش منزل المواطن عبد الرؤوف نزال دون أن يبلغ عن اعتقالات.
من جهة اخرى اقتحمت قوة خاصة تابعة لمصلحة سجون الاحتلال الاسرائيلية غرف الاسيرات في سجن الشارون بذريعة القيام بالتفتيش وقامت بتقييد الاسيرات بقيود حديدية والاعتداء عليهن. ونقلت وكالة فلسطين برس عن محامية نادي الاسير حنان الخطيب قولها أمس ان قوة خاصة قامت باخراج الاسيرات من غرفهن بحجة التفتيش وعبثت بمحتويات الغرف وقامت بتكسير الاجهزة الكهربائية وبافساد محتويات الغرف دون التقيد بالضوابط العامة للتفتيش.
وأشارت الاسيرات إلى أنهن قمن بارجاع ثلاث وجبات احتجاجا على قمعهن وتم رفع شكوى لمدير السجن احتجاجا على تكسير الاغراض الشخصية لهن علما أنه لم يتم ضبط أي شيء مخالف لما تريده الادارة.
في سياق آخر طالب عدد من المتظاهرين قبالة سجن عوفر شمال غرب القدس المحتلة سلطات الاحتلال الاسرائيلي أمس باطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الاسرائيلي.
في سياق متصل قال جمال عمرو الخبير الهندسي والمعماري والمختص في شؤون القدس ان قيام قوات خاصة اسرائيلية بنصب سلالم على المسجد الأقصى المبارك من الخارج وبالتحديد على جدار مسجد النساء وهو احد جدران مسجد الأقصى من الجهة الغربية والتدرب على السلالم نزولا وصعودا وصولا إلى باب المغاربة يعد مؤشرا على أن هناك نية اسرائيلية لتدريب هذه العناصر لاقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك.
من جهته كشف خليل التفكجي خبير الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية في جمعية الدراسات العربية في القدس عن خطة اسرائيلية قديمة وضعت موضع التنفيذ وتقضي بالاستيلاءعلى مزيد من أراضي الضفة الغربية لغرض البناء الاستيطاني وتسكين نحو مليون مستوطن.
وقال التفكجي في حديث لقناة الجزيرة.. ان الخطة وضعت عام 1979 وتهدف الى احاطة التجمعات السكانية الفلسطينية بالكتل الاستيطانية محذرا من مساع اسرائيلية للربط بين المناطق الفلسطينية بالانفاق واحاطتها بالمستوطنات من كافة الجهات والاستحواذعلى البحر الميت ومنافعه الاقتصادية.
بدورها دعت رابطة البرلمانيين الدولية لنصرة فلسطين جميع القوى الدولية إلى اتخاذ موقف واضح وحازم ضد كل عمليات التهويد والتعدي على الأقصى والقدس وأهلهما قبل فوات الاوان.
وقالت الرابطة في بيان لها أمس بمناسبة الذكرى الاربعين لاحراق المسجد الأقصى المبارك ان هذه الذكري الاليمة تأتي في ظل استمرار محاولات تهويد القدس واحتلال وتهديم منازل أحيائها العربية وفي الوقت الذي تمارس فيه اسرائيل التمييز العنصري ضد العرب الفلسطينيين الامر الذي يؤكد النيات العدوانية الاسرائيلية والاستمرار في جرائمهم وانتهاكاتهم للحقوق الفلسطينية والاسلامية.
من جهة أخرى قالت عائلات فلسطينية في الضفة الغربية انها ستطالب بتحقيق دولي مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي على خلفية ما كشفته صحيفة أفتونبلاديت السويدية عن قيام جيش الاحتلال بسرقة أعضاء الشهداء من أبناء هذه الاسر والاتجار بها بعد تصفيتهم بالرصاص.
ونقل تقرير لقناة الجزيرة أمس عن أحد أقارب الشهيد الفلسطيني مطالبته بتحقيق دولي عادل بهذه القضية تتم على اثره محاكمة الفاعل ويكشف عن الوجهة التي ذهبت اليها الاعضاء التي انتزعت من جثمان قريبة الشهيد.
في هذا التوازي تصدت كتائب ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري لحركة المقاومة الوطنية الفلسطينية لجان المقاومة الشعبية لقوة اسرائيلية خاصة تسللت لمنطقة التحلية شمال قطاع غزة أمس. وأصيب احد جنود الاحتلال الاسرائيلي بجروح جراء سقوط ثلاث قذائف هاون على مستوطنة اسرائيلية.
وذكرت اذاعة اسرائيل ان ثلاث قذائف هاون اطلقت من شمال قطاع غزة على مستوطنة اسرائيلية ردا على استشهاد مزارع فلسطيني برصاص جنود اسرائيليين في بيت لاهيا.
يأتي هذا في وقت قالت فيه صحيفة الغارديان البريطانية أمس ان وجود مستوطنين مصممين وسلطات متواطئة هي الالية المتبعة للاستمرار في سرقة الارض الفلسطينية وبناء المزيد من البؤر الاستيطانية عليها في الضفة الغربية رغم الادعاءات العلنية للحكومة الاسرائيلية بعدم السماح ببناء مستوطنات جديدة.
واشارت الغارديان في تقرير لمراسلها في الاراضي الفلسطينية المحتلة أمس إلى الكيفية التي تقوم من خلالها مجموعة من المستوطنين بالسعي لتحقيق مآربهم في بناء بؤرة استيطانية متقدمة في الارض الفلسطينية حيث التقى بتلك المجموعة التي تقودها مستوطنة مولودة في بلجيكا وهي مصممة على بناء تلك البؤرة على تلة قرب بيت ساحور الفلسطينية على رمية حجر من البيوت الفلسطينية ومسافة بضع دقائق فقط عن بيت لحم.
واوضحت الصحيفة أن قاعدة عسكرية اسرائيلية كانت حتى سنوات قليلة ماضية في المنطقة التي تسعى تلك المجموعة لاقامة مستوطنة شاديما عليها وكان هناك مخطط لاقامة مشفى فلسطيني مكانها ولكن المشروع وضع على الرف في حين بدأ المستوطنون نشاطهم المتواصل لتحقيق مشروعهم.
واشارت الصحيفة إلى ان ذلك يشكل تحديا صارخا لادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي يريد وقف نمو كل المستوطنات الاسرائيلية كبادرة حيال تجديد محادثات السلام.
وكانت صحيفة الغارديان قد كشفت مؤخراً عن قيام مجموعات يهودية اميركية متشددة باعداد استراتيجية مناهضة لمطالب الرئيس اوباما بتجميد المستوطنات عبر اتهامه بمعاداة السامية وتعريض امن اسرائيل للخطر.
واضافت الصحيفة ان هذه الاستراتيجية وضعت من قبل لوبي قوي موال لاسرائيل بينما صاغها مستطلع الاراء الجمهوري البارز فرانك لانتز.
في غضون ذلك أعلنت الحملة الفلسطينية الدولية لفك الحصار عن قطاع غزة انها سترسل سفينة تضامنية إلى قطاع غزة منتصف شهر تشرين الاول القادم.
ونقلت قناة الأقصى عن المتضامن الايطالي فيتوريو أريغوني قوله ان السفينة ستحمل كميات من الاسمنت والادوية إلى القطاع مؤكداً أن النشاطات التضامنية لرفع الحصار عن غزة لحركة التضامن الدولي وحركة غزة حرة ستستمر رغم الاستهداف المتواصل لها من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي.
على صعيد آخر قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بايقاف بث واغلاق محطة اذاعة فلسطينية بحجة التشويش على برج الاتصال بين الطائرات وبرج المراقبة في مطار بن غوريون.
يذكر ان قوات الاحتلال سبق أن أغلقت مقار عدد من الاذاعات الفلسطينية بالضفة الغربية بحجة التشويش على الاتصالات الاسرائيلية.
في هذه الاثناء عبر جنرال كبير في جيش الاحتلال الاسرائيلي عن خشيته من الاثر المعنوي الذي قد يخلفه اطلاق أسرى فلسطينيين من قيادات الفصائل على قواعد المقاومة الفلسطينية التي ستعتبرهم أبطالا محررين.
ونقل موقع فلسطين أمس عن الجنرال الاسرائيلي قوله ان الخوف من الافراج عن مطلوبين كبار ليس من القدرات الميدانية التي يمتلكونها ولكن يجب التركيز على مدى الاثر الذي سيتركونه على المجتمع الفلسطيني حينما سيعتبرون ابطالا يخرجون من السجن.
وقال انه من الممكن أن تقوم اسرائيل باعادة اعتقال أسرى حركة حماس الذين سيتم الافراج عنهم بعد اتمام صفقة تبادل الأسرى مع الحركة والتي سيطلق خلالها الجندي الاسرائيلي المختطف لدى الحركة جلعاد شاليط مقابل مئات المعتقلين الفلسطينيين.
من ناحية ثانية حذر شعوان جبارين المدير العام لمؤسسة الحق الفلسطينية من احتمال تحول ظاهرة متاجرة قوات الاحتلال الاسرائيلي بأعضاء شهداء فلسطينيين إلى تجارة عالمية.
وتحدث جبارين عن حادثة وقعت لفتى في السابعة عشرة من عمره عام 2004 في مستوطنة بيت ايل بالقرب من رام الله ونقلت جثته إلى الطب الشرعي في تل ابيب ولدى عودة الجثة اكتشف الاطباء في مستشفى رام الله واسرة الفتى ان صدره كان خاويا بما يعني انه لا أعضاء داخل الجثة.