من طائرة تركية تخترق المجال والسيادة السورية، لإلهاء العالم بما سيحصل على خلفية الخرق، وضمان حكومة «العدالة والتنمية»استمرار دعم العصابات الإرهابية المسلحة بعيداً عن التشويش، مروراً باستقدام طائرات بريطانية كي تكون مستعدة لأي عدوان على سورية، وقيام أقمار صناعية أميركية بالتقاط صور لتحركات القوات السورية، ووجود ضباط ال«سي آي إيه» الذين يقومون بتدريب ثلة من المارقين وقطاع الطرق، وليس انتهاء بسفينة التجسس الفرنسية المرابطة قبالة السواحل اللبنانية، ليضاف إليها سلسلة العقوبات المتتالية التي يفرضها الغرب لحصار الشعب السوري وتضييق الخناق عليه.. ألا يثبت هذا كله أن سورية تتعرض لحرب عدوانية شاملة تستهدف وحدتها وهدوءها؟ وهذه الحرب تقودها أميركا وتوفر لها التغطية والدعم، ويقوم بتنفيذها أدوات إقليمية وعربية ارتضت لنفسها الخدمة والعمالة الرخيصة في البيت الأبيض الأميركي مقابل قليل من الرضا والحماية.
ألا تؤكد كل هذه الاعتداءات والتدخلات والمؤتمرات أن الشعب السوري وحريته وديمقراطيته ورفاهيته، آخر ما يعني تلك القوى المنفذة والعميلة والداعمة؟ وكم من الوقت يحتاج القابعون في فنادق الخارج ويتلقون أوامرهم من أنظمته لمعرفة أن الخطر يحيط بوطنهم الذي خانوه من جميع الجهات وبات ناقوسه يدق كل مكان؟ وبالتالي لن يكونوا بعيدين عنه ما دامت جذورهم معلقة فيه.
حتى الآن تؤكد جميع المؤشرات والدلائل أن أقطاب المؤامرة على سورية لا تؤيد الجهود الدولية الصديقة التي تعمل ما بوسعها لإيجاد حل للأزمة لكونها مستفيدة من إطالة أمدها، وزرع المزيد من الإرهابيين وتنظيماتهم في المنطقة بهدف إبقائها بحالة استنفار وتوتر دائمين ومهددة بالاشتعال في أي لحظة، ما يساعد واشنطن وأعوانها على خلق المبررات والذرائع للبقاء أطول فترة ممكنة لتوسيع الهيمنة وإحكام السيطرة على الحكام والشعوب معاً.