وخصصت الخارجية الإسرائيلية للحملة مبلغ 12 مليون دولار في السنة، وستشمل الحملة الدول الأوروبية المهمة والمؤثرة مثل إنكلترا، وفرنسا، وألمانيا، وإسبانيا وهولندا، ودول اسكندنافيا. وتبين من المعطيات التي تصل إلى الخارجية الإسرائيلية من السفارات في أوروبا، كما قالت المصادر عينها، أن وضع إسرائيل سيئ للغاية، وأن الأغلبية الساحقة من الشعوب الأوروبية تؤيد الشعب الفلسطيني الضحية، وأن إسرائيل تعتبر دولة عدوانية دينية متطرفة. وتبين أيضا أن دولا مثل إنكلترا والدول الاسكندنافية تقاطع البضائع الإسرائيلية في الأسواق، وأن شبكات تسويق في هذه الدول تمنع إدخال منتجات المستوطنات إلى شبكاتها.
أساليب التضليل فشلت
ولم تعد لا الدعاية الإسرائيلية ولا الماكنة الإعلامية الصهيونية بكل تشعباتها الأوروبية ولا أساليب الكذب والتشويه وقلب الحقائق بقادرة على التغطية على الصورة الحقيقية «لإسرائيل» ككيان عنصري أقيم على حساب الشعب الفلسطيني في نظر الإنسان الأوروبي عامة والغربي على وجه الخصوص من خلال تجليات تلك الصورة بتشريد أصحاب الأرض الشرعيين بداية وتحويلهم إلى لاجئين وبالتالي ممارسة كل أشكال القهر والبطش والتنكيل والتمييز العنصري بحق كل من تبقى ممسكا بحقه ووطنه . وشن الحروب المتواصلة ضد جميع دول المحيط،واحتلال ما تبقى من الأرض الفلسطينية وأراض عربية خلال تلك الحروب ،ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب ، وإنما تعداه إلى ممارسة القتل اليومي بحق سكان الأراضي العربية المحتلة وبخاصة الشعب الفلسطيني ،وسرقة الأرض والاستيطان والاعتقال الفردي والجماعي وشق الطرق الالتفافية وبناء الجدران والمعازل حتى باتت صورة إسرائيل ملاصقة لصورة جنوب إفريقيا العنصربة بحسب هآرتس .
إضافة إلى ذلك كله ،فإن إسرائيل التي أصبحت اكبر المصدرين للسلاح والتي تعتبر رابع أكبر دولة في تصدير السلاح للعالم، بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين. فهي تسيطر على 7 في المائة من سوق تجارة السلاح في العالم. ففي سنة 2011 وحدها، أصدرت وزارة الدفاع الإسرائيلية 8000 ترخيص لتصدير أسلحة وصناعات أمنية أخرى إلى الخارج، سجلت فيها أسماء 130 دولة.
وتصدير الأسلحة هو أضخم مصدر دخل لإسرائيل، وأهم عنصر للنمو الاقتصادي. ففي سنة 2005، بلغت أرباحه 3.5 مليارات دولار، ارتفعت في السنة التالية إلى 4.4 مليارات، وفي سنة 2007 ارتفعت إلى 5.9 مليار ثم إلى 6.3 مليار دولار في سنة 2008، و6.9 مليار في سنة 2009. ويواصل هذا التصدير ارتفاعه ليصل في سنة 2010 إلى 7 مليارات دولار، وفي سنة 2011 إلى 8 مليارات. ويعمل في الصناعات العسكرية بشكل مباشر 43 ألف عامل، وبشكل غير مباشر 140 ألف عامل.
صناعة القتل
ففي تقرير لصحيفة معاريف على لسان احد اكبر المتطرفين من حزب الاتحاد القومي المتطرف « ميخائيل بن آري » تقول في مقدمته بأن «إسرائيل» تشجع صناعة القتل والدمار في العالم عن طريق بيع الأسلحة ، حيث دعا حكومته إلى إغلاق الصناعات العسكرية الإسرائيلية، واعترف بأنها تقف وراء تشجيع المذابح والقتل في أنحاء مختلفة في العالم مقابل الطمع بالمكاسب المالية.
وأضافت معاريف أن أقوال النائب العنصري في الكنيست بن آري جاءت في شريط مصور تم بثه على موقع اليوتيوب العالمي على الشبكة، وتمت ترجمته إلى الإنجليزية، حيث يزعم بن أري أن ما يؤلمه أن إسرائيل تحولت إلى مصدرة للسلاح. ويضيف لو كنت رئيس الوزراء في إسرائيل لمنعت كليا تصدير السلاح من دولة إسرائيل ولم أسمح بتصدير ولو حتى رصاصة واحدة أو ما يشبهها لا لاحتياجات السلام ولا لاحتياجات الحرب.
ويقر بن آري في الشريط المصور أن الصناعات العسكرية الإسرائيلية وتصدير السلاح، يقودان إلى القتل والحروب في العالم. فيقول ما هو عدد المرات التي صدرنا فيها السلاح لأغراض السلام، وحدثت جرائم القتل - سواء في أفريقيا أم إيران - خلال حرب إيران - العراق؟ لقد تسببنا بذبح الناس طمعا بالمال، هذا أمر لا يمكن لدولة يهودية أن تقبل به، على حد وصفه. وفي الشريط ذاته يتهم بن آري قادة إسرائيل بـالتلون، ويقر بأنه إلى جانب تصريحاتهم بشأن السلام فهم يعملون على تطوير الصناعات العسكرية. ونقل عنه قوله إن الدولة اليهودية يجب أن تنير العالم، وأن تعلم العالم التوقف عن القتل وعن الحروب. وتابع أن الصناعات العسكرية هي الصناعات المفضلة في إسرائيل. وبحسبه فإنه كان سيعمل على إغلاق الصناعات العسكرية وقصرها على الاحتياجات المحلية، مدعيا أنه من غير المعقول أن تصدر الدولة اليهودية القتل.
الصحافة الإسرائيلية ، إضافة إلى ما تقوم به من تلميع لصورة إسرائيل ،عبر تزييف حقائق الصراع وتصوير إسرائيل « بالضحية» عبر مراحل الصراع فإنها لم تعد قادرة على تغطية الجدل الواسع في المجتمعات الأوروبية حول طبيعة إسرائيل العنصرية ، بل إنها تحاول على الدوام لعب دور مركزي في ابتزاز الشعوب الأوروبية في اتخاذ مواقف مؤيدة لها عبر استخدام «المحرقة» أبشع استخدام وما تلعبه الصحافة الإسرائيلية من تزييف الجدل الدائر في ألمانيا حول تزويد إسرائيل بغواصات نووية والذي لقي معارضة شديدة من قبل فئات وأحزاب وقوى واسعة في ألمانيا، وقد أوردت صحيفة إسرائيل اليوم مقاطع من مقال نشرته جريدة كريستيان ساينس مونيتو بأن صفقة الغواصات الألمانية لـ«إسرائيل» أثارت الجدل مجدداً بشأن «العلاقة الخاصة» بين تل أبيب وبرلين، وهي العلاقة التي دفعت المستشارة أنجيلا ميركل إلى الترديد أن الأمن الإسرائيلي مسؤولية ألمانية، غير أن القليل جدا في ألمانيا يوافق على هذا التوصيف للعلاقة بين البلدين.»
علاقات متدهورة
وأشارت إلى أن قادة ألمانيا حرصوا بعد ما يسمى بالهولوكست (المحرقة اليهودية) على تقديم الدعم للأمن الإسرائيلي كجزء من سياستهم الخارجية.ولكن الجريدة تقول إنه ليس جميع الألمانيين يوافقون على وصف تلك العلاقة بالخاصة، ولا سيما أن قرارات المستشارة أنجيلا ميركل تثير قلقا متناميا في أوساط الألمانيين.