تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المسرح يحظى بفضائية

فضائيات
الأربعاء 27-6-2012
جوان جان

في واقع تجاوزِ الفضائيات العربية المختصة ببث الأفلام العربية والأجنبية الرقم 15 يبدو المسرح العربي ملغياً ومنفياً من دائرة مُطلقي هذه الفضائيات، إذ لم يحظَ المسرح العربي والعروض المسرحية العربية سوى بحيّز بسيط من أوقات بثّ الفضائيات العربية على اختلاف أشكالها وألوانها .

هذا التقصير لا يعود بالتأكيد إلى عدم أهمية المسرح العربية والعروض المسرحية العربية، لكنه يعود إلى أن قلّة من الأعمال المسرحية العربية يتم تسجيلها تلفزيونياً، وما يُسجَّل منها قد لا يصلح لعرضه جماهيرياً، فهو موجَّه للنخبة التي تفضِّل متابعة العرض المسرحي على خشبة المسرح أكثر من متابعته على شاشة التلفزيون التي تنال كثيراً من جماليات العرض المسرحي في الإضاءة والديكور والأزياء.. إلخ .‏

كما أن المشاركين في تجسيد هذه الأعمال من فنانين قد لا يحظون بذاك الإقبال الجماهيري الذي يحظى به نجوم السينما العربية، لذلك بقي المسرح مهمَّشاً لجهة العرض التلفزيوني .‏

هذا التهميش يبدو أنه قد وجد أخيراً استثناءً له من خلال إطلاق فضائية مصرية مخصصة للعروض المسرحية، ولكن من الملاحَظ أن سياسة القناة لا تختلف في كثير أو قليل عن الفضائيات العربية التي تعرض أعمالاً مسرحية بين الحين والآخر، فجلّ الأعمال التي أعلنت وتعلن عنها القناة أو تلك التي عرضتها سبق وأن عرضتها الفضائيات العربية عشرات المرّات، لذلك ليس من المستغرب أن نتساءل هنا عن السبب في إطلاق فضائية عربية تعيد استهلاك ما شبع عرضاً من عروض مسرحية وصل إلى حدّ التخمة؟ وهل إعادة عرض هذه الأعمال سيقدم فائدة ما للجمهور العربي؟‏

يقول قائل إن الأعمال المسرحية العربية الكوميدية الكلاسيكية لا تنتهي صلاحيتها مهما تكرر عرضها لأن الوجبة الترفيهية الكوميدية التي تقدمها لا وجود لها في الأعمال السينمائية والتلفزيونية العربية أو في البرامج الترفيهية وبرامج المنوّعات، لذلك يبدو تقديمها مسوّغاً، خاصة في ظل الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها المنطقة العربية، والتي يحتاج فيها المشاهد العربي إلى وجبة كوميدية تنشله من الدائرة الدموية المغلقة للفضائيات العربية، وخاصة الإخبارية منها . تُرى هل ستشكل هذه الخطوة دفعاً للمسرح العربي كي يتجدد ويتطور؟ أم أن هذه الفضائية ستكون عاملاً إضافياً في إعراض المواطن العربي عن الذهاب إلى صالة المسرح والاكتفاء بمتابعة العروض المسرحية في صالة منزله؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية