تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الإعلام .. وضرورة المصداقية والمهنية !!

فضائيات
الأربعاء 27-6-2012
رمضان إبراهيم

فجأة قفزت الفضائيات إلى الواجهة بُعيد الأحداث التي هزّت العالم العربي في السنوات القليلة المنصرمة وباتت اللاعب الأول الذي يتحكم في توجيه دفتها وسط هذا البحر الهائج من التيارات والتناقضات التي جعلت من المتابع يقف فاغراً فمه من هول ما يرى ويسمع

فتغيرت مصطلحات وحلّت أخرى مكانها وبتنا نسمع شعارات تتبناها تلك الفضائيات وتروّج لها واختفت وجوه وبرزت أخرى على الساحة الإعلامية وانقسمت تلك الفضائيات إلى قسمين الأول بقي على الحياد وحافظ على ثقة المشاهد والمتابع له وتحدث بصدق وشفافية عمّا يجري دون مواربة أو كذب والقسم الثاني كان له الدور القذر والخبيث في تأجيج الصراعات وإشعال الفتن واعتبر جزءا من اللعبة وهو الطرف الذي على ما يبدو كان له دور في تأجيج مشاعر الناس في الاتجاه المخطط والمرسوم له!.‏

وطبعاً كان لذلك ثمن مادي لم يغرِ أصحاب الضمائر الحية والنفوس الشريفة فغادروا تلك المحطات وأعلنوا عن ذلك صراحة وكشفوا وفضحوا تلك الأدوار اللعينة كما حدث في قنوات الفتنة والكذب كالجزيرة القطرية والعربية وغيرها من القنوات التي باعت شرفها المهني فسقطت سقوطاً مدوياً وانهارت بفضل مشاهدنا الواعي والمثقف!‏

ما نشهده هذه الأيام من تطورات تتسابق بعض المحطات الفضائية لركوب موجة الشهرة من خلال تبني تغطيتها ولكن على أي أساس تقوم بتلك التغطية؟!. لقد وقع بعض تلك المحطات في وحل عدم المصداقية وعدم الثقة في تلك التغطية من خلال الفبركات وتلفيق الصور الكاذبة والأخبار المزعومة ولو كانت تلك المحطات تحترم عقول من يتابعها لنقلت ما يجري بشكل مستقل ومتوازن ودقيق . ولو سحبنا هذا الكلام على ما تشهده منطقتنا العربية هذه الأيام لبات الأمر جلياً لنا بما لا يدع مجالاً للشك ولكانت الصورة أكثر صدقاً وأوضح برهاناً. إذ كيف لفضائية تتبنى وجهة نظر قلّة قليلة من المواطنين وتهمل السواد الأعظم ممّن يخالفونهم الرأي؟!. كيف لتلك الفضائيات التي تتذرع بالبحث عن الحقيقة في حين نراها تتسابق كي تبث وتنقل أخباراً ملفقة تأتيها من مصادر مجهولة لا علاقة لها بالإعلام وترفض في الوقت عينه الأخبار الموثقة بالصوت والصورة والمكان والزمان من مصدر إعلامي رسمي آخر.. لا لشيء إلاّ لأنها وضعت نصب عينيها الابتعاد عن الحقيقة والتنقيب عن الفتن والتحريض على المزيد من القتل والمزيد من الدماء؟!‏

وبالمقابل فإن بعض الفضائيات التي وضعت نصب عينيها البحث عن الحقيقة وتقديم الرأي والرأي الآخر كقناة العالم مثلاً لم تغير مبادئها ولم تنجرّ إلى موجة التذبذبات التي عصفت ببعض الفضائيات الرخيصة كما ذكرنا فلم تعتمد كغيرها على الناشطين وعلى شهود العيان الذين كان لهم الدور الكبير في سقوط مصداقية بعض القنوات من خلال عدم الخبرة في فبركة وتزييف الصورة والحدث ما أوقعهم في مغالطات كثيرة وكثيرة جداً في حين اعتمدت قنوات اخرى على مراسليها على الأرض الذين زوّدوها بالأخبار الصحيحة دون تلفيق وكانوا ينقلون جميع الآراء من مواقع الأحداث سواء أكان صاحب الرأي من الموالاة أم من المعارضة في أي دولة شهدت حراكاً معيناً. وهنا لا بد من الإشارة إلى مراسليها الذين كانوا على الدوام مهنيين بامتياز ويجرون الحوارات بشكل أسبوعي من دمشق بعد أن يستضيفوا بممثلين عن كل الأطراف بالإضافة إلى عدد من المواطنين معظمهم من الشباب وتكون الأسئلة والبحث في عمق الحدث دون التحامل على أي طرف ويعطي الوقت اللازم لكلا الطرفين ليتوضح للمشاهد وجهتا النظر وليكون المشاهد هو الحكم فيما يجري . إن فضائيات مثل قناة العالم مثلا والتي تعتبر جديدة على الساحة الإعلامية إذا ما قارنّاها بتلك المحطات الفضائية التافهة والكاذبة التي سرقت ذات يوم ثقة المواطن قد أثبتت أنها جديرة بأن تتابع وأن تُحترم في ظل السقوط المريع لتلك المحطات بعد أن هوت وفقدت مصداقيتها وباتت موضع تندّر للعديد ممّن كانوا يتابعونها ويثقون بها في كل ما تقدمه بعد أن أسقطتها الأحداث الأخيرة في سورية ومرغتها في الوحل ورمتها على مزابل التاريخ !‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية