بعض النقاد الواقعيين اعتبروا الموقف الرومانسي من الحياة موقفاً انهزامياً مهزوماً.
لعل الشاعر والروائي والمفكر الرومانسي جبران خليل جبران أهم رائد للرومانسية في الأدب العربي الحديث وقد كان من أول الحالمين بالوحدة العربية وقد حاول في كتابه /النبي/ أن يربط ربطاً عضوياً بين الحداثة وتراث السلف الصالح.
يقول الناقد إحسان عباس: إن أي حداثة لا تمتلك أفقاً رومانسياً ستصاب حتماً بالتصقع.
أما المسرحي السويسري /كالدورلن/ في مسرحيته /الحياة حلم/ فيقول الحياة جميلة هي للحالمين رغم أنهم في نهاياتهم يتحطمون على جدران الوهم.
يقول سان شوبانسا على لسان /سربانتس/ مؤلف رواية «دون كيخوتة» الحلم أجمل ما عاقرت خلال مغامراتي في الحياة والأجمل منه هو الوهم.
في القرن السابع عشر ومع بدايات الثورة الصناعية الأولى بدأت تغرب شمس الرومانسية لتحل محلها واقعية /بلزاك وإيهادن وهولديرلن/ وثلاثتهم ألمان.
وفي القرن العشرين عرف العرب واقعية بالمعنى الشامل والعميق للمصطلح على أيدي نجيب محفوظ وحنا مينة وادوار الخراط ونبيل سليمان وأصبح الحدث الواقعي المفترض ينبئ بالحدث الواقعي الذي سيحدث بعد حين.
وفي ثلاثية نجيب محفوظ ومدارات الشرق لنبيل سليمان نبوءة استباقية بجميع الهزائم والنكسات العربية لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل من مدرسة واقعية كانت أم رومانسية يمكن لها أن تحمل وتختزل أحلام ومعاناة الإنسان العربي في واقع يزداد تفككاً واستلاباً واغتراباً؟!.
أقول مستنداً لأندريه بريتون رائد المدرسة السوريالية الفرنسية إن السوريالية حسب تعبيره هي أعلى أشكال الواقعية وهي في جوهرها ومنبعها تأتت من منبع رومانسي.