تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قطرات سليمان العيسى ...يرحل العمر ويبقى العطش

كتب
الأربعاء 27-6-2012
يمن سليمان عباس

أنا خلية في جسد تبحث عن ملايين الخلايا، أنا شاعر الحلم مؤمن أن العروبة ستعود ذات يوم أكثر ألقاً وعطاء.. بعض مما يردده شاعرنا الكبير سليمان العيسى، الشاعر الذي لن ينقطع أبداً عن الإبداع طوال نصف قرن ونيف وهو أول من توجه إلى الأطفال العرب في عصرنا الحديث لأنهم أمل الأمة.

شاعرنا المريض -عافاه الله- تحرسه الملكة (ملكة أبيض) وتدأب على تصنيف وترتيب نتاجه وتقديمه للقارئ العربي، وجديد شاعرنا بإشراف وترتيب الدكتورة ملكة أبيض (قطرات شعر ونثر) كتاب جديد صدر عن دار جداول في بيروت وهذه القطرات هي محيط من العطاء والإبداع تقدم لها الدكتورة ملكة أبيض بقولها:‏

- قطرة... قطرة‏

يفتتح الشاعر هذا الديوان بشكوى من الضعف الذي أصابه مع تقدمه في السن فيسميه (قطرات) لقلة ما يكتب الآن مقارنة بالغزارة التي عرفت عنه في السنوات الماضية:‏

قطرات رشحت عنها يدي‏

ويدي من كبر ترتعش‏

عطش فيه بدأنا عمرنا‏

يرحل العمر ويبقى العطش‏

هذا العطش المستمر الذي يدفع للكتابة جعله يسجل المقطوعات القصيرة بعد أن كان يكتب القصائد الطوال، يسجلها قطرة قطرة حتى بلغت ديواناً هدهد فيها العمر.‏

هذه قطراتي‏

وكنّ قبل سيولا‏

أهدهد العمر فيها‏

أمد ظلي قليلا‏

لقد عصاني يراع‏

غزا بي المستحيلا‏

سكت لملمت جرحي‏

تمتمت: صبراً جميلا‏

مادام في العرق نبض‏

فلن أكون بخيلا‏

والواقع أنه كتب معظم قصائد الديوان خلال مالايزيد عن عام مرت خلاله بالشاعر أحداث كبيرة خاصة وعامة.‏

إلا أن همه الأول وحلمه الأول: هم الوحدة العربية والسير على طريقها يبقى شغله الشاغل الذي ينتهي به الديوان في قصيدتين من أجمل ما كتب يقول في إحداها:‏

ببيت شعر من دمي يسيل‏

ربطت هذا الوطن القتيل‏

جدلته ضفيرة من غسق‏

وقلت للآهات فيه احترقي‏

لابد أن أشرب موتي‏

قطرة فقطرة وأكتب الغزل‏

لأجل عينيها‏

لأجل الوطن القتيل‏

وتتابع الدكتورة أبيض أن النثر لايقل جمالاً وأهمية عن الشعر، حيث تطالعنا موضوعات عديدة يدور معظمها حول الأصدقاء المبدعين وإبداعاتهم ويلفت النظر فيها أن الشاعر يعطي وللمرة الأولى رأيه في الزجل، وهناك كلمتان بعث بهما الشاعر إلى التكريمين اللذين أقيما له في مسقط رأسه‏

اللواء- وفي المكتبة الوطنية الجزائرية نظراً لأن ظروفه الصحية لم تسمح له بحضورهما.‏

ستون عاماً.. شوق ورجع وصدى:‏

في قطرات احتفاء بمناسبة خاصة هي عيد زواج الشاعر ورفيقة دربه وبهذه المناسبة يقول:‏

ستون من عمرنا مرت‏

كوشوشة‏

من نسمة عبرت‏

من خاطر شردا‏

ستون أرمي ورائي الطرف في دعة‏

فلا أرى غير أشواق ورجع صدى‏

وعلى هامش احتفالهما بهذه المناسبة في مقهى (ضوء القمر) يقول الشاعر:‏

نتلاقى‏

تحت أهداب القمر‏

تقف الستون في ضوء القمر‏

أيها العمر الذي مرّ‏

ابتسم‏

ودعنا هاهنا‏

نبدأ الرحلة في «ضوء القمر»‏

وفي التسعين من عمره تتأجج عاطفة الشاعر فيخاطب ملكته:‏

أي حب؟ وأي خفقة قلب؟‏

ذروة الحب.. أن أراك بقربي‏

أنا في حاجة إليك... وحسبي‏

أن تمدي يديك نحوي، وحسبي‏

وفي غيابها يرى العالم صامتاً حوله:‏

تغيب...‏

فلا أرى في البيت شيئاً‏

ويصمت عالم حولي‏

ويهدأ...‏

وتصطرع الرؤى‏

لتقول شيئاً‏

فتنهزم الرؤى حولي‏

وتردى‏

دمشق كتاب الضوء‏

وتغنى الشاعر بدمشق حين سميت عاصمة للثقافة العربية عام 2008 فقال فيها:‏

كتاباً كنت ملء الدهر‏

ملء الدهر مازلت‏

وأقوى قصة في الأرض‏

بين جوانح التاريخ.. غلغلت‏

تلمون البقايا من عبيري.. ساطعاً أبداً‏

وترتجلون عاصمة من اسمي‏

أي لفظ سوف يبقى خارج الكلمات إن قلت؟‏

طبعت حكاية الأمجاد باسمي.. في حنايا النور....‏

في حلل الدمقس... مليكة جلت‏

أذيعوا ياسميني في الدنى.. لأباس‏

قولوا ملء حنجرة العلى‏

إني كتاب الضوء، ملء الدهر.. مازلت.‏

نثر شاعري‏

يتضمن القسم الثاني من الديوان مقتطفات نثرية تحمل عبق وروح الشعر: (إلى غزة- البرق الساطع- مع فراشات الوطن- عن الطفولة- أمسيات دمشقية- حول الترجمة- صديقي زاهر- الفارس العربي الجميل- من فصل إلى فصل- الرواية الأخيرة- إضافة إلى موضوعات أخرى).‏

وقد جاء في مقدمة ديوان الأطفال:‏

بالشمس والهواء والماء.. تفتح أزهار الربيع وبالموسيقا والحركة والغناء.. يتفتح الأطفال على كل جميل ورائع، دعوا الطفل يغني بل غنوا معه أيها الكبار، دعوه يتفتح... إن الكلمة الحلوة الجميلة التي نضعها على شفتيه هي أثمن هدية نقدمها له لكي يحب الأطفال لغتهم لكي يحبوا وطنهم لكي يحبوا الناس والزهر والربيع والحياة.. علموهم الأناشيد الحلوة اكتبوا لهم شعراً جميلاً، شعراً حقيقياً، وأعني بالشعر الحقيقي الشعر السهل الصعب، القريب البعيد في وقت واحد.‏

**‏

قطرات.. شعر ونثر - المؤلف: سليمان العيسى - الناشر: دار جداول- بيروت‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية