ولكن عندما يتوجه إليه الإعلام بالسؤال يبادر قائلاً إنه بسبب الأزمة التي نمر بها ليس لديه المزاج الكافي للكلام ، والمفارقة أن مزاجه لم يمنعه من المشاركة في التمثيل عبر عمل واثنين وثلاثة وفي الوقت نفسه ، ولم يمنعه من المقاتلة لتقاضي أعلى أجر يمكن أن يستحصله عن هذه الأعمال ، وأن يعمل ليل نهار ويجسد مختلف الحالات والأدوار . وفي الطرف الآخر يقف فنان رافضاً حتى التمثيل قائلاً إنه لا يستطيع العمل وهناك أزمة نعيشها (فمزاجه مضروب) .. ولكنه لم يقل إن ما عرض عليه من أدوار إما أجرها لم يعجبه وإما أن الشخصية كانت أقل من طموحه ، ولذلك لم يشارك إلا في بطولة عمل واحد وضيف في عمل ثانٍ !!..
مما لا شك فيه أن ما تمر به سورية ترك أثره المؤلم في قلوب الجميع ، وأن هناك أشخاصاً يشعرون حقيقة أن الكلمات تعلق في حلق كل منهم وتأبى الخروج لأن الدهشة والذهول وقسوة الألم مازالت مسيطرة على الكثيرين ، الدماء النازفة والشهداء ومن ذهب ضحية عمل اجرامي .. كلها أمور تجعل الكثيرين عرضة لحزن قد يشل التفكير أو يجعل صاحبه يشعر أنه بمنأى عن أي شيء في العالم فما يجري أكبر بكثير من أي حالة أخرى يمكن أن يعبر أو يتكلم عنها .
ولكن على اختلاف الحالة والسبب إن كان حقيقياً أو مجرد حجة ، وبغض النظر أن هناك كثيرين أبوا على نفسهم إلا أن يعيشوا مقاومين رافضين الانزواء ، يبرز سؤال هام : هل نستسلم لشعور الإحباط والألم ؟.. ربما تختلط المشاعر وتتداخل الأحاسيس التي تعيش حالة من التخبط الذي يضيق به الصدر، إلا أن ما يحدث ينبغي أن يكون دافعاً لنا نحو الإصرار على الحياة والتمسك بها .
fmassad@scs.net.org