التي تستعد غدا لانتخابات رئاسية وسط هجمات دامية لحركة طالبان التي هددت بإفشال الانتخابات وسط تحديات كبيرة للاستراتيجية الاميركية التي تعاني مهمة مستحلية في افغانستان التي اعتبرها الرئيس باراك اوباما الجبهة الرئيسية لمكافحة مايسمى بالارهاب.
الهجمات استهدفت مقرات للجيش الافغاني و القوات الدولية وقافلة للقوات الغربية كانت تسير على الطريق الموصل الى جلال آباد .
وقد اعلنت القوة الدولية للمساهمة في ارساء الامن في افغانستان التابعة لحلف الناتو ايساف مقتل وجرح العديد من جنودها في الهجوم الانتحاري الذي وقع أمس على الطريق بين كابول و جلال اباد واسفر عن مقتل ثمانية اشخاص على الاقل واصابة 52 اخرين بجروح.
ونقلت ا ب عن اللفتنانت كوماندر سمانثا ترويلوف المتحدثة باسم القوة قولها ان عددا من جنود ايساف قتلوا وجرح عدد اخر لدى قيام انتحاري بتفجير سيارته المفخخة قرب معسكر عسكري اميركي على الطريق التي تتردد عليها القوات الاجنبية دون ان تحدد ما اذا كانت الاصابات تعني قتلى ام جرحى.
واوضح مصدر عسكري فرنسي عدم وجود جنود فرنسيين بين اصابات ايساف.
بدوره قال كاي عيدي رئيس فريق الامم المتحدة في افغانستان ان اثنين من اعضاء فريقها وهما افغانيان قتلا في الهجوم فيما اصيب ثلاثة اخرون بجروح.
ولم يعرف ما اذا كان هذان العنصران ضمن حصيلة القتلى التي اعلنتها وزارة الداخلية الافغانية في وقت سابق امس.
وتبنت حركة طالبان على لسان المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد في اتصال هاتفي المسؤولية عن الهجوم .
وقد اعلنت القوات الدولية بقيادة الناتو وقف العمليات العسكرية الهجومية خلال الانتخابات.
هذا و تستعد جميع المدن الافغانية للادلاء بصوتها في الانتخابات وسط تعزيزات عسكرية يقابلها تهديدات من حركة طالبان بمهاجمة مراكز التصويت وذكرت شبكة سي ان ان الاخبارية ان 41 مرشحا ومرشحة يتنافسون على كرسي الرئاسة ابرزهم الرئيس الحالي حامد قرضاي ووزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله وثلاثة الاف مرشح يتنافسون على مقاعد المجالس البلدية وجميعهم يمثلون أطيافا متعددة.
وتتوقع استطلاعات للرأي فوز قرضاي بالانتخابات الرئاسية لكن دون الاغلبية المطلقة اللازمة لتجنب خوض جولة اعادة ضد منافسه الرئيسي عبد الله عبد الله.
ومنح استطلاعان منفصلان للرأي طلبت الحكومة الامريكية اجراءهما ونشرا الاسبوع الماضي لقرضاي نحو 45 بالمئة من الاصوات بينما حصل عبد الله على نحو 25 بالمئة.
من جهة اخرى تشكل انتخابات العشرين من اب اختبارا كبيرا للقوات المسلحة الاميركية والدولية التابعة لحلف شمال الاطلسي والتي تمت تعبئتها لاتاحة الفرصة كي ينتخب الافغان في حرية وامان بينما يخشى ان تؤدي اعمال العنف إلى ارتفاع نسبة الامتناع عن التصويت ما سيطعن في مصداقية الانتخابات.
ورغم كل الاستعدادات فقد بدا أن حركة طالبان ساهمت في تقليل المشاركة في الانتخابات لاقل من نسبة 10 بالمئة من مجموع السكان وهي العقبة الابرز التي قد تقوض شرعية الرئيس الافغاني الجديد.
و قد بلغ العنف هذا العام أعلى مستوياته منذ سقوط طالبان عام 2001 وتفاقم أكثر قبل الانتخابات التي وعد اكثر من 100 ألف جندي غربي في البلاد بتوفير طوق أمني خارجي لاعطاء فرصة للناخبين للادلاء باصواتهم بأمان بينما تتولى قوات الجيش والشرطة الافغانية الامن في البلدات والقرى.
وتتركز معظم أعمال العنف في الجنوب الذي يستمد منه قرضاي أغلب الدعم وبالتالي فان من الممكن أن تزيد أعمال العنف التي تقلل من نسبة الاقبال هناك من احتمال اجراء جولة اعادة ويعوق العنف ايضا جهود منع التزوير التي يمكن أن تزيد من الشكوك حول شرعية النتيجة. ووردت تقارير بالفعل عن عرض بطاقات تسجيل ناخبين مزورة للبيع وعن تسجيل أعداد كبيرة من النساء بشكل مثير للريبة ربما من قبل رجال قد يحاولون الادلاء بالاصوات نيابة عنهن وهي ممارسة يمكن أن تسمح بالتزوير.
وأشار البعض إلى أنه من الممكن أن يلجأ أنصار عبد الله الى الاحتجاج العنيف اذا فاز قرضاي من الجولة الاولى واعتقدوا أن النتيجة محل شك.
غير أن عبد الله نفسه حاول التقليل من شأن هذه التكهنات بوصفها مثيرة لقلق لا داعي لها.
كما يشتكي خصوم قرضاي من أن وسائل الاعلام الحكومية والمحسوبية تعطي للرئيس الافغاني ميزة غير عادلة.
من جهته اعلن الجيش الامريكي أمس عن مقتل اثنين من جنوده واصابة ثلاثة اخرين في انفجار قنبلة شرقي افغانستان بقنبلة زرعت على جانب الطريق .