تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جـــــرأة تعــــــري الخفـــــــايا

فضائيات
الأربعاء 19-8-2009م
هفاف ميهوب

فتيات بعمر الزهور ولكن بلا ربيع، في حياتهن ما يجعل المصادفة وحدها سبيلهن إلى معجزة لاهن ولا احد يتوقع أن تأتي من خلال برنامج يتسلح بجرأة الوجدان.

انه «صبايا» البرنامج الذي يعرض أسبوعيا على قناة المحور والذي قرر أن يتميز عن جميع البرامج الاجتماعية والإنسانية التي تفتح أوقاتها على اتساعها لتستمع إلى آلام ومعاناة الأشخاص ولكن دون أن ترد أرواحهم الجريحة إلى صواب الحياة.‏

هو ليس مميز فقط،وإنما مغامر بكل معنى التحري والاختصاص ذلك أن مقدمته ارتأت تخصيصه لتلك الفئة المنسية من صبايا،لم يجدن فضائية تسعى لتخليصهن من ويل المجتمع الغارق في الانحلال والفساد لتقوم بنفسها وبالحكمة المنطوقة والإرشادات التي لاتتوقف عن توجيهاتها إلى الأسر والفتيات وأصحاب الشأن للعمل على حل مشاكلهن وصولا إلى تحقيق ماتعجز الجهات المختصة عن تحقيقه.‏

إنها ولدى طرحها لأي مشكلة لاتكتفي بالحديث عنها وإنما تسمعنا تفاصيلها بلسان الفتاة ومن ثم أسرتها لتسارع بعدها إلى الجهات المعنية التي وبعد أكثر من نداء فضائي تضطر لاتخاذ الإجراءات السريعة والقانونية،والتي تعود على الصبايا مثلما على البرنامج بالجدوى الإنسانية.‏

أيضا هي لاتتوقف عبر برنامجها عن توجيه النداءات الإنسانية مطالبة أصحاب الأخلاق والضمير بالتبرع لمساعدة بعض الحالات التي تكون بحاجة لمبالغ طائلة ترمم تشويهاً بالغ الفظاعة ما يجعل برنامجها يتفوق وجدانيا فيتلقى العديد من المساعدات وبما يساند موقفها بالكلام والمال.‏

فهل رأينا وعلى مدى برامج الفضائيات أن هناك من تجرأت على دخول زنزانة مجرم لتستمع إلى أقواله وتعري مواقفه وتشهر في وجهه أنه يستحق الإعدام وعلى مرأى جميع المشاهدين،نعم رأينا ذلك ولكن فقط،مع مقدمة برنامج صبايا التي دخلت إلى زنزانة شاب كان قد ألقى على وجه ابنة عمته التي رفضت حبه ماء النار ليحيلها إلى هيكل من رعب.‏

لم تكتف بزيارته بل وقامت بتوجيه أشد الأسئلة إحراجا وإدانة وتوبيخا له،لتتوجه بعدها إلى الفتاة المتفحمة فتنقلها من مشفى حكومي إلى مشفى خاص وبمساعدة كل من تأثر بقصتها فسارع للمساهمة في مساعدتها.‏

هاهي وفي إحدى حلقات برنامجها تقوم بالبحث عن فتاة كانت أسرتها قد أبلغت البرنامج عن اختفائها لتفاجأ باختفاء عشرات الفتيات من الحي نفسه الذي اختفت منه الفتاة.‏

وتسعى لتلتقي بإحدى المخطوفات فتروي قصتها مع عصابة اختطفتها إلى بيت للدعارة حيث تعرضت لحرق جسدها وقص شعرها بطريقة بشعة لتجبر أيضا على فعل المنكر،ومن ثم تنجو بمعجزة أوصلتها إلى البرنامج.‏

تذهب مقدمة البرنامج مع الفتاة التي روت قصتها بالتفصيل لتتأكد وتؤكد للمشاهد صدق ما تطرح ولتقوم بمرافقة الفتاة إلى الجهات القضائية فتقدم شكواها ليتم القبض على العصابة،بعد مداهمة المنزل واثبات الجرم.‏

أخيرا لاأريد أن أدخل في تفاصيل إنسانية للبرنامج ولكن أتمنى على جميع برامج الفضائيات الاجتماعية أن تكون بمستواه،بل أن تجاهد لتقديم مافيه الفائدة التي تعود بالأمل ليس على صبايا المجتمع فقط،وإنما على كافة فئاته،وإلا فالفساد والانحلال سيبقيان ينخران في مجتمعاتنا دون رقيب أو ضمير أو صاحب قضية...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية