إلى أن فوجئنا في حلقة الاثنين الماضي أنه انتقل هكذا فجأة وبلا مقدمات ليناقش أزمة الكتاب..إلى هنا يبدو أنه يقفز بلا هوادة إلى أي قضية يراها أمامه لينقض عليها بلا أي رتوش،وكأنه يقدم فتحا في عالم البرامج الخدمية..وبالطبع تصدى لهذه المهمة عدة مذيعات إلى أن حطت المهمة أخيرا على أكتاف نهى النجار،وهي مذيعة انطبعت في ذاكرتنا بتقديمها لبرامج المنوعات إلى أن قفزت هي الأخرى بدون أي مقدمات لتصل إلى البرنامج...
ليبدو لنا أن برنامج (بلا رتوش)مشكلته مثل العديد من برامج التلفزيون السوري يهرب هو الآخر من الاختصاص،ولكن هذا الهروب لاشك أنه يوقعه في مطبات عديدة أولها... انه لايمكن لمذيعة واحدة أن تتمكن من الانتقال ما بين موضوع وآخر..التخصص يغنيها ويغني تجربتها ومعلوماتها..حتى لو كان وراءها معدون إلا أنهم لا اعتقد سيكونون حاضرين في كل المواقف لنجدتها كما حدث مع المذيعة نهى النجار التي اعترضت على اقتراح أحد الضيوف بضرورة وجود برنامج تلفزيوني يعنى بالكتاب،اعتراضها أتى لأن البرنامج تخصصي،ونحن نريد أن نعمم الثقافة،وهناك سبب آخر ذكرته خوفها ألا يحبه الأطفال وهم شريحة واسعة!!
السبب الثاني... قد يتعارض مضمون البرنامج مع مضامين برامج أخرى تعنى بذات الشأن الذي انتقل إليه البرنامج وهو ماحدث فعلا على يومين متتاليين حيث ناقش برنامج (هوامش ثقافية) بعض شؤون الكتاب ومشكلاته،لنفاجأ في اليوم الثاني مباشرة أن برنامج (بلا رتوش) يناقش أيضا شؤون وشجون الكتاب..!!
البرنامج استضاف محمود عبد الواحد رئيس الهيئة السورية للكتاب والدكتور قاسم مقداد والناشر سعيد البرغوتي...لنراهم ينتقلون من موضوع إلى آخر(عدم القراءة،سعر الكتاب،موقع المثقف والثقافة..)ولما كانت المواضيع متشعبة،فإن المذيعة كثيرا ما أفلتت الخيوط من يدها..فمثلا بدلا من الانتقال من الشأن الخاص إلى العام في البرنامج...حدث العكس حيث رأينا مرارا سعيد البرغوتي ينتقل للحديث لاعن مشكلات دور النشر ككل بل عن مشكلات داره كيف هي مهددة بالتوقف،كيف لايتمكن من نشر كتاب أو موسوعة،وكيف أن المراكز الثقافية لاتشتري كتبه...!!
الغريب أن لاتتدخل المذيعة ولامرة لتنبهه إلى أن البحث هنا عام ولا يتناول مشكلة داره فقط!بالطبع إن مثل هذه الشكاوى هامة ولكن ليس مكانها برنامج تلفزيوني يغيب عنه من يمكن أن يتكلم باسم الناشرين كلهم..،خاصة إذا علمنا أن معظم دور النشر تعاني مايعانيه ضيف البرنامج..!!