وتبدو تهديدات طالبان متناقضة مع ما اعلنه شقيق الرئيس حامد قرضاي ، احمد والي قرضاي ، بأن قادة طالبان في الجنوب وافقوا على عدم استهداف مراكز الاقتراع.
وصرح والي قرضاي أن قادة حركة طالبان وافقوا على سلسلة من الصفقات السرية لوقف النار في أفغانستان، وتمكين الناخبين من التصويت في جنوب البلاد خلال الانتخابات . وتقضي هذه الصفقات التي لعب شقيق الرئيس الأفغاني ومدير حملته الانتخابية دور الوسيط فيها بأن يسحب قادة طالبان مقاتليهم من خطوط القتال في يوم الانتخابات، والسماح لقوات الجيش والشرطة الأفغانية بتأمين الحماية في مراكز الاقتراع.
وصرح أحمد أن اتفاقات الهدنة في بعض أقاليم أفغانستان الأكثر دموية مثل هلمند وقندهار، سوف تسمح بافتتاح المزيد من مراكز الاقتراع مشيرا الى ان قادة طالبان منقسمون حيال تنفيذ أوامر زعيمهم الملا عمر بعرقلة الانتخابات الرئاسية متوقعا ان يدير بعض قادة طالبان ظهورهم لهذه الأوامر.
وأوضح شقيق الرئيس الأفغاني أنه التقى أحد قادة طالبان الذين يتمتعون بتأثير نافذ، وأبلغهم أن انتخابات الرئاسة ستجري بغض النظر عن مشاركة الأقاليم غير المستقرة مثل هلمند وقندهار فيها، لأن هناك 32 إقليماً في اليلاد ولن تنتظر ما ستفعله قندهار أو هلمند .
ورأى أحمد أن شقيقه سيفوز بولاية رئاسية ثانية لأن منافسيه، ومن بينهم وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله، لا يحظون بالتأييد المطلوب، بينما هو يحظى بدعم 95 في المئة من سكان المناطق الجنوبية حسب تعبيره مشيرا الى ان حكومة قرضاي ستنشر ميليشيات قبلية في جنوب أفغانستان للمساعدة على توفير الأمن في مراكز الاقتراع.
ومن جانبه، قال وزير الدفاع عبد الرحيم وردك انه بالرغم من التهديدات التي أطلقتها حركة طالبان بتعطيل الانتخابات فان قوات الحكومة الافغانية ستلتزم بوقف اطلاق النار يوم 20 اب عندما يذهب الناخبون الى مراكز الاقتراع.
من جانبه، دافع الرئيس الأفغاني قرضاي عن تحالفه مع أمراء الحرب. وبرر خلال مناظرة تلفزيونية أمام اثنين من منافسيه هذا التحالف بأنه كان ضروريا من أجل الدفاع عن المصلحة الوطنية للبلاد، على حد قوله.
ونشرت طالبان تهديداتها عن طريق توزيع منشورات في المناطق التي تسيطر عليها جنوب البلاد. وتطلب المنشورات من المواطنين عدم المشاركة في الانتخابات لكي لا يقعوا ضحية عمليات طالبان مشيرة الى ان الحركة سوف تستهدف مراكز الاقتراع في كل انحاء البلاد .
واوضح المتحدث باسم طالبان انهم سيحاولون عرقلة الانتخابات بقطع الطرقات المؤدية الى المكاتب الانتخابية، اضافة الى مهاجمة القوات الاجنبية والافغانية.
وبدوره، دعا زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني قلب الدين حكمتيار واشنطن الى ادراك أنها لن تتمكن من الانتصار في حربها في أفغانستان عبر زيادة قواتها في هذا البلد أو عبر ما أسماها مهزلة الانتخابات.
وقال حكمتيار انه لا يوجد أمام الولايات المتحدة سوى الإذعان لمطالب المقاومة والخروج من هذه البلاد وترك الأفغان يقررون مصيرهم دون وصاية من الآخرين حسب تعبيره.
على صعيد متصل عاد الزعيم الأوزبكي الأفغاني عبد الرشيد دوستم إلى كابل من منفاه في تركيا، في خطوة وصفت بأنها جاءت بمبادرة من الرئيس قرضاي الذي يريد اجتذاب أصوات الأقلية الأوزبكية في الانتخابات الرئاسية.
وتجري الانتخابات في ظل تواصل العمليات التي تقوم بها القوات الدولية والقوات الافغانية من اجل ارساء الامن قبيل الانتخابات .
وترجح التوقعات فوز الرئيس قرضاي بولاية ثانية في هذه الانتخابات لكن عليه ان يوسع قاعدته الانتخابية في الجنوب الذي يعتبر معقلا لطالبان ومسرحا لاعمال العنف.
واعلنت السلطات ان مئات مراكز الاقتراع، ونسبتها 12%، قد تبقى مقفلة اثناء الانتخابات بسبب تزايد اعمال العنف.
ومن المقرر أن توفر القوات الدولية في أفغانستان وهي بحدود 100 ألف من العسكريين، إضافة إلى 200 ألف من قوات الأمن الأفغانية، الحماية اللازمة لـ29 ألف لجنة انتخابية، في ظل تنافس 41 مرشحا بينهم امرأتان والرئيس الحالي حامد قرضاي على الرئاسة.
وينظر إلى قرضاي ووزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله ووزير المالية السابق أشرف غاني على أنهم المرشحون الأوفر حظا للفوز بسباق الرئاسة.