وجرى استعراض الاتفاقيات الموقعة بين سورية والعراق وأهمية وضع الآليات المناسبة لضمان تنفيذها وتم بحث سبل بناء علاقات وتعاون استراتيجي شامل بين البلدين الشقيقين.
كما تم بحث المستجدات على الساحة الاقليمية وضرورة تكثيف الحوار والتشاور والتنسيق بين البلدين حيالها وقد جدد الرئيس الأسد دعم سورية للعراق في كل ما من شأنه تعزيز أمنه واستقراره والحفاظ على وحدته أرضا وشعبا ودعم جهود حكومة الوحدة الوطنية لإنجاح العملية السياسية.
من جانبه عبر رئيس الوزراء العراقي عن أمله في أن تسهم زيارته الى سورية في تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين خدمة لمصالحهما المشتركة معربا عن تقديره للدور الايجابي الذي تقوم به سورية من أجل دعم الاستقرار في العراق.
حضر اللقاء السادة فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية والمهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء ومحمد ناصيف معاون نائب رئيس الجمهورية ووليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية والمهندس سفيان علاو وزير النفط والثروة المعدنية والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية وسفير سورية في العراق.
ومن الجانب العراقي السادة الدكتور حسين الشهرستاني وزير النفط والدكتور عبد اللطيف جمال رشيد وزير الموارد المائية والدكتور صفاء الدين صافي وزير التجارة بالوكالة وشيروان الوائلي وزير الدولة لشؤون الامن الوطني والدكتور علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية وياسين مجيد المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء وسفير العراق في دمشق.
وقد أقام الرئيس الأسد مأدبة غداء تكريما للسيد المالكي حضرها أعضاء الوفدين الرسميين.
**
عطري والمالكي يبحثان التعاون المشترك
وكان المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء قد بحث مع السيد نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء العراقي بحضور اعضاء الوفدين الرسميين قضايا التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في القطاعات الاقتصادية والتجارية والمالية والري والموارد المائية والنفط والغاز والصناعة والطاقة الكهربائية اضافة الى مجالات التعاون في قطاعات النقل والصحة والثقافة والتعليم والمناطق الحرة والصناعية.
وتم التأكيد على ضرورة اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لتسهيل انسياب السلع والبضائع ذات المنشأ الوطني الى اسواق البلدين وازالة المعوقات بهدف زيادة حجم التبادل التجاري وتوسيع قاعدة التجارة البينية وتفعيل دور رجال الاعمال في سورية والعراق.
وجرى الاتفاق على تشكيل لجنة متابعة سورية عراقية مشتركة تتولى مهمة متابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة وموضوعات التعاون واقتراح الآليات والاجراءات اللازمة لتفعيلها.
وفي اختتام جلسة المباحثات تم الاتفاق على الاعلان عن بيان مشترك لتأسيس مجلس تعاون استراتيجي عالي المستوى بين سورية والعراق برئاسة رئيسي حكومتي البلدين يشمل مختلف اوجه التعاون الثنائي بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.
وسلم الجانب السوري نظيره العراقي وثيقة تأسيس المجلس ليصار الى دراستها تمهيدا لتوقيعها من قبل حكومتي البلدين في اقرب فرصة ممكنة.
وكان المالكي بدأ والوفد المرافق قبل ظهر امس زيارة الى سورية وكان في استقباله المهندس عطري حيث جرت له مراسم استقبال رسمية.
يشار الى ان هذه الزيارة هي الثانية للمالكي الى سورية حيث زار دمشق في 21 آب 2007 والتقى الرئيس الأسد الذي اكد دعم سورية للعملية السياسية الجارية في العراق وتحقيق المصالحة الوطنية بما يؤمن وحدة العراق واستقلاله.
وتم التأكيد خلال اللقاء على اهمية تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين.
وفي هذا الاطار وقعت سورية والعراق في نيسان الماضي خلال اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التي عقدت في بغداد برئاسة رئيسي وزراء البلدين بروتوكولا من اجل تجنب الازدواج الضريبي وبروتوكول تعاون في مجال المناطق الحرة والمجال الصناعي وثلاثة برامج تنفيذية للتعاون في المجال الصحي والثقافي وحماية البيئة ومذكرتي تفاهم في مجال الاسكان والتعمير والتعاون العلمي والثقافي.
**
تعاون بيئي مع العراق
دمشق-رولا عيسى:
ناقشت الدكتورة كوكب الداية وزيرة الدولة لشؤون البيئة مع الوفد العراقي امس سبل تنفيذ اتفاقية التعاون في مجال حماية البيئة بين الجانبين ضمن اطار متابعة البرنامج التنفيذي الاول للاتفاقية الموقعة في نيسان الماضي.
واكدت ان الاتفاقية تتضمن جوانب مفيدة للبلدين لحماية البيئة وتبادل الخبرات مستعرضة عمل وزارة البيئة ودورها في جعل البعد البيئي يأخذ مكانه سواء فيما يتعلق بالمنشآت الصناعية والزيادة السكانية والمناخ والموارد الطبيعية واستدامتها والمشاريع الاستثمارية. وتطرقت السيدة الوزيرة الى مشكلة تزايد ظاهرة العجاج نظرا لكونها مشكلة مشتركة لها تأثيرات تنموية وبيئية على الموارد والاراضي والمزروعات تحتاج لوضع خطط وبرامج عمل للحد منها لافتة الى اهمية التعاون مع الجانب العراقي واطلاعهم على تجربتنا في مجال تقييم الاثر البيئي، واضافت انه تم تشكيل لجنة مركزية لمتابعة عمل المديريات البيئية وعددها 14 للتأكد من تنفيذ الاشتراطات البيئية. من جانبه بين السيد عباس حمزة رئيس الوفد العراقي اهمية التعاون والاستفادة من تجربة الجانب السوري في المجال البيئي مشيرا الى ان العراق يعاني من تفاقم المشكلات البيئية نتيجة الحرب وانتشار الامراض المسرطنة وتلوث المياه وتدهور الزراعة مشيرا الى ان وزارة البيئة في العراق لديها 14 مديرية في المحافظات وتعمل للحد من المشكلات البيئية المتفاقمة من خلال اتفاقيات التعاون .