قرابة ثماني سنوات تكاد تمر دون تحقيق أي انجاز يذكر (اللهم) باستثناء إشاعة الخراب والدمار والفقر والجريمة والارهاب في كل أفغانستان.
اليوم باتت كل أحلام واشنطن وحلفائها في الناتو تتركز حول تأمين إجراء الانتخابات المحلية والرئاسية في أفغانستان في أجواء هادئة ومستقرة، أحلام تعكف حركة طالبان بكل ما أوتيت من عناد وقوة على تحويلها إلى كوابيس تقض مضاجع واضعي الاستراتيجيات العسكرية والأمنية في واشنطن وباقي عواصم الناتو.
بالأمس طالب قائد القوات الأميركية الجنرال ستانلي ماكريستال بإرسال 45 ألف جندي جديد إلى هذا البلد تضاف إلى 22 ألفا أرسلها أوباما منذ بداية العام، في حين رأى القائد الجديد للجيش البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز أن مهمة قواته في أفغانستان قد تمتد إلى أربعين سنة قادمة، قائدان عسكريان ميدانيان يدركان جيدا خطورة الأوضاع على الأرض ولذلك فهما يتنبأان بمهمة شاقة وطويلة تحتاج بنظرهما إلى المزيد من الجنود والسلاح والوقت والأهم من ذلك هي بحاجة إلى توفر القدرة على تحمل الخسائر والتضحيات.
بالمعايير والمقاييس الموجودة في أفغانستان حاليا تبدو عوامل الوقت والأرض والقدرة على تحمل الخسائر الكبيرة في صالح الطرف الأفغاني الذي وضع أمام خيارين لا ثالث لهما إما الموت أو الاستسلام لمواجهة مصير آخر لا يقل فظاعة عما حدث في غوانتانامو ويحدث في باغرام وغيرها من المعتقلات السوداء، وقد تحولت الحرب في هذه الأيام إلى مرحلة من عض الأصابع بين الطرفين وهذه لا تحتاج أكثر من نفس طويل وهذا ليس في صالح الحكومات الغربية الواقعة تحت ضغط شعوبها القلقة على مصير ابنائها، لا سيما بعد أن فقدت الحرب كل مبرراتها القانونية والأخلاقية كما حدث تماما في حرب العراق.
أيام تفصلنا عن الانتخابات الأفغانية التي لن تؤثر نتائجها في سيرورة الأحداث الجارية، باستثناء ما قد تضيفه أعمال العنف والهجمات المتبادلة من أعداد جديدة لسجل الضحايا من الطرفين، وخاصة بين المدنيين الأفغان الذين وضعوا بين مطرقة الاحتلال وسندان حركة طالبان.