تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أفغانستان.. المدنيون أول الضحايا

شؤون سياسية
الخميس 13-8-2009م
غالب حسن محمد

إن تأسيس جيش من 100 ألف جندي حليف لقوات الناتو وقصف القرى الأفغانية والتغاضي عن قتل أمراء الحرب الأفغان لمئات بل للألاف من أسرى الشعب الأفغاني وتشييد قواعد عسكرية عملاقة واطلاق طائرات من دون طيار لقصف الأهداف المزعومة في باكستان.

كل هذه القدرات لن تحدث فرقاً وستذهب سدى.‏

الحرب لن توقف هجمات المتمردين، فالمجموعات المتمردة ليست قوى تقليدية بل إنها تحارب بقواعد الحرب التي تدرب عليها قادة الناتو في المعاهد والكليات العسكرية الغربية.‏

إن قوات الناتو تقاتل بطريقة خاطئة إنهم في الطرف الآخر الطرف الخاطئ من التاريخ سينهزمون في أفغانستان وسينهزمون في العراق، إن تكلفة الحرب في أفغانستان تتصاعد وحتى الآن من قتل عشرات الآلاف من المدنيين الأفغان وإصابات الآلاف الأخرى.‏

لقد كان شهر تموز الماضي الأكثر دموية بالنسبة لجنود الناتو فقد قتل 50 جندياً على الأقل منهم 26 أمريكياً قد أدت تفجيرات الشوارع والطرق على قوات التحالف إلى مضاعفة عدد القتلى والجرحى، وفي حزيران الفائت بلغ عدد التفجيرات على الطرق -736- تفجيراً وهذا يعد رقماً قياسياً يسجل للشهر الرابع على التوالي، فقد تصاعد عدد التفجيرات المرتجلة من 361 تفجيراً في آذار إلى 407 في نيسان، ثم 465 في أيار وأدى قرار أوباما إرسال 21 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان إلى زيادة قوات الناتو إلى 57 ألف جندي ومن المتوقع زيادة هذه القوات إلى 68 ألف جندي في نهاية 2009، هذه الزيادات لن تقدم ولن تؤخر ولن تعني شيئاً سوى مزيد من الموتى توسعة للحرب وخيبة أكبر.‏

إنهم في ورطة حقيقية يواجهون خليطاً من المجموعات المسلحة من الطاجيك والأوزبك إضافة إلى طالبان.‏

أغلبية طالبان من الباشتون وهم الحكام التقليديون لأفغانستان والباشتون- في صراع دائم مع تحالف الشمال من الطاجيك والأوزبك تحالف الشمال يسيطر حالياً على السلطة بمساعدة الغرب وهذه السلطة غير مرغوب بها وممقوتة لدى معظم الشعب الأفغاني وستسقط لأنها لا تعتمد على الشعب بل على قوى خارجية.‏

الأمريكيون يخسرون الحرب في أفغانستان بشكل تدريجي، في عام 2001 كانت طالبان تسيطر على 75٪ من البلاد والآن عادت وتسللت رغم الوجود العسكري الضخم وهيمنت على نصف البلاد تقريباً، وهي تدير تجارة أفغانستان من المخدرات وتحصل على أرباح /300/ مليون دولار سنوياً وهجمات طالبان صارخة وجريئة في العاصمة كابول ونادراً ما يتجول الأجانب في الطرقات العامة خوفاً من الاختطاف إضافة إلى الخوف والرعب من الذهاب إلى الأرياف.‏

حتى الآن لا أحد يستطيع بل لا أحد قادر أن يفسر بوضوح لماذا قوات التحالف والقوات الأمريكية موجودة في أفغانستان؟ ما الذي يفعلونه هناك؟‏

هل هم موجودون لاصطياد بن لادن؟ هل أعلنوا الحرب على القوى المتمردة؟ هل يؤسسون ديمقراطية؟ هل يحاربون الإرهاب في أفغانستان حتى لا يضطرون إلى محاربته في واشنطن، هل يقومون بتحرير المرأة الأفغانية؟.‏

إن سخافة الأسئلة والتساؤلات تكشف سخافة الحرب، واضطراب الهدف يعكس بالضرورة اضطراب هذه القوات على الأرض لا يدرون ماذا يفعلون.‏

مؤخراً قال قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، الجنرال «ستانلي ماكريستال»: إن على قوات الناتو أن تعمل على إحداث تحول حضاري وثقافي في أفغانستان وقال إنه يدرك أن الغارات الجوية التي قتلت مئات المدنيين أضحت بمثابة أداة تجنيد فعالة لطالبان.‏

تحاول هذه القوات أن تدعي أن هذه الغارات شر لا بد منه لمساعدة القوات البرية وهذه القوات ليس لديها رفاهية النظر في أحوال المدنيين عندما تتعرض للضغط.‏

في أغلب الهجمات الجوية التي قامت بها قوات التحالف تم فيها انتهاك للقواعد والنظم المرعية في المناطق الساخنة من العالم.‏

في أغلب الحروب الأمريكية يتضح أن المدنيين أكبر الخاسرين وهذا ما نراه واضحاً في أفغانستان والعراق.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية