تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تطبيق أول تجربة للتعليم المتمازج‏ ..هــــــــل يحقــــــق قفــــــزة نوعيــــــة فـــــي ســــورية؟



مجتمع‏
الخميس 13-8-2009‏
مريم ابراهيم‏

التعليم المتمازج استراتيجية متطورة يمزج خلالها المعلم بين التعلم الالكتروني التفاعلي إضافة الى التعليم ضمن الغرفة الصفية، وهو نظام جديد يتوقع له أن يحدث نقلة نوعية في التعليم حيث يطبق لأول مرة في سورية‏

في احدى شعب الصف العاشر في ثانوية الشهيد عبد الرؤوف السعيد بدمشق يأتي نموذج هذا التعليم ضمن برنامج دمج التكنولوجيا في التعليم الذي تنفذه وزارة التربية كنظام تعليمي بجميع كوادره من طلاب ومدرسين ومناهج تعليمية وأدوات وإدارة وتقييم بغرض تحقيق الهدف الاساسي للتربية والتعليم وهو جعل المتعلم مستعدا لمواجهة متطلبات الحياة والاستثمار الأمثل للتعليم في الحياة العملية التي تعتمد على تقنية المعلومات ولهذا يدمج هذا النظام مع التدريس التقليدي ليكون داعما له بتطبيقات تدمج التقانة في التعليم.‏‏‏

ماذا عن التعليم المتمازج‏‏‏

الأنسة نهلة رومية المنسق الوطني لمشروع دمج التكنولوجيا في التعليم وفي لقاء معها تحدثت عن هذا النظام التعليمي عبر الدراسة التي اعدت لذلك بهدف تقصي أثر استخدام استراتيجية التعليم المتمازج في تحصيل الطلاب في المقررات التعليمية باستخدام وسائط متعددة وشبكة الانترنت، والحضور في الغرفة الصفية وتم بالاختيار العشوائي 35 طالبا واحداث شعبة تدرس التعليم المتمازج حيث يدرس الطلبة المقررات الدراسية من خلال انشطة تعليمية تبتعد عن الاسلوب المحاضر تقدم لهم في الصف من خلال مواد دراسية باستخدام نظام ادارة المناهج lmsmoodle وتعتمد الدراسة أيضا استراتيجية التعليم التعاوني حيث يتم تنفيذ الانشطة التعليمية ضمن الصف عبر مجموعات عمل طلابية تتألف كل مجموعة من خمسة طلاب.‏‏‏

الأهمية والمبررات للنظام‏‏‏

وحول أهمية الدراسة ومبرراتها تبين الأنسة رومية أن هذه الأهمية تبرز من أهمية الدور الذي سيقوم به الطلبة في المستقبل واستثمار تعلمهم جيدا واسهام الدراسة في معالجة ضعف التحصيل العلمي ونقص المهارات عند الطلبة وتمكينهم من رفع سويتهم العلمية بزيادة ساعات التعلم من خلال الموقع الالكتروني لادارة المناهج كرد على شكوى الأهل والطلاب من كثافة المناهج واستخدام التقويم وأدوات تقييم لتحسين مخرجاتهم التعليمية وسياسات الأنشطة التعليمية التي تطور مهاراتهم العقلية والفكرية والتكنولوجية وتقوم الدراسة على المقارنة بين تحصيل طلاب التعليم المتمازج و تحصيل طلاب التعليم التقليدي، حيث اعتمد التعليم التقليدي خلال الفصل الدراسي الأول والتعليم المتمازج في الفصل الدراسي الثاني.‏‏‏

وتوظف الدراسة أدوات عدة منها المادة التعليمية وهي المنهاج المقرر في وزارة التربية بما فيها اللغة العربية وتعتمد عناصر تدخل الطالب في جو ما سيتعلمه بشكل جذاب وشيق واعتماد المدرسين طرح اسئلة مع التغذية الراجعة لكل سؤال وصياغة أنشطة تعليمية تنفذ عبر التعليم التعاوني وهكذا يتم تعليم اللغة العربية عبر الأنشطة التفاعلية التي يكون المتعلم عنصرا رئيسيا فيها بالمساعدة مع الميسر وهناك التقويم النهائي من قبل المدرسين إضافة لدفتر الطالب ويعد كمرجع له أثناء الاختبارات والامتحانات النهائية وضمانا له في حال صعوبة الاتصال بالشبكة أو الانتقال لمدرسة أخرى أو تعطل الحاسوب وهناك أيضا الموقع الدراسي الالكتروني ويتفاعل معه الطلبة داخل وخارج أوقات الدوام المدرسي وتزويد الطلبة بملفات سمعية وبصرية وملفات فيديو واختبارات مدرسية ومنزلية ومذكرات رسمية والوظائف على الموقع واختبار نهائي باستخدام الورقة والقلم ويتم اختبار موحد مع سائر الطلاب في الصف الأول الثانوي في المدرسة والموزعين على ثماني شعب يتناولون المواد التعليمية بالطريقة التقليدية ما يتيح المقارنة في التحصيل العلمي بين استراتيجيتي التعليم المتمازج والتقليدي واستبيانات لقياس اتجاهات الطلبة نحو التعليم المتمازج واستخدام المنتديات الالكترونية لدراسة منعكسات التعليم على الطلاب وتقييمها من خلال تفاعلهم وردودهم واستخدام المحادثة الفورية على الموقع.‏‏‏

إجراءات الدراسة‏‏‏

وعن اجراءات الدراسة توضح الأنسة رومية أنها مرت بعدة مراحل منها ما قبل التنفيذ عبر تحديد الطلاب المشاركين بتقديم نموذج تطبيقي لاستراتيجية التعليم المتمازج يأخذ مستويات تعليمية وبيئية مختلفة مع اشتراط استخدام الحاسوب والانترنت في المنزل من قبل الطلاب وانتقاء مدرسي المناهج من فريق دمج التكنولوجيا في التعليم وتم الاختيار من دمشق وريف دمشق والسويداء والقنيطرة ودرعا بمعدل ثلاثة مدرسين لكل مادة، وتجهيز موقع ادارة المناهج وعقد ورشات عمل للجان بناء المناهج وبناءها على الموقع من خلال نموذج الخطة الدراسية المحددة وامتدت المرحلة الأولى للتطبيق ستة اسابيع واعتمدت هذه المرحلة مناهج وزارة التربية المحددة بخطة الوزارة للفصل الثاني فكان الاسبوع الأول تحضير الطلاب لاسترجاع واستدراك النقص في حال وجوده فيما يتعلق بمناهج الفصل الأول وبناء للعلاقة بين الميسرين والطلاب، وفي الاسبوع الثاني تأسيس علاقة بين الموقع الالكتروني لادارة المناهج والطلاب عبر الأنشطة التعليمية في الصف ومنتديات منعكسات التعلم حيث سجل الطلاب آراءهم حول التعامل مع الموقع وصعوبات ذلك ، ومر هذا الاسبوع دون تحديات تذكر وتم خلال الاسبوعين الأول والثاني بناء علاقة بين الطلاب المعتادين على العمل الفردي في العملية التعليمية والعمل التعاوني المعتمد في الدراسة وكان لا بد للمشرفين من ايصال آلية العمل التعاوني للطلاب واستمرت طيلة فترة التطبيق وبسياسات تحفيزية وتعزيزية للعمل التعاوني كاختيار المجموعة المميزة بتعاونها ونتاجها ونشر صورة المجموعة بشكل اسبوعي على الموقع وتنافست المجموعات على هذا الامتياز ويتم تغيير المجموعات اسبوعيا لتفعيل التعاون بين جميع أفراد الشعبة.‏‏‏

تقييم تطبيق التجربة‏‏‏

أما في الاسبوع الثالث تمت متابعة تناول منتديات الحوار الطلابية وأخرى خاصة بالمدرسين لسبر تقييم تطورات التطبيق وتعديلاته ضمن رؤيا ما بعد التطبيق المرحلي ومتابعة أثر العملية على تحصيل الطلاب بسبر ارائهم وآراء ميسري المواد التعليمية، أما المرحلة الثانية فتهدف لتفعيل الوظائف والاختبارات على الموقع وتطوير مهارات الطلبة وتم فيها تفعيل الوظائف الكترونيا وتفعيل الاختبارات الورقية والالكترونية لقياس تعلم الطلاب وتحسين مخرجاته وتحديد جلسات تعليمية بين مدرس الاختصاص والطلاب خارج أوقات الدوام لمتابعة التحصيل في المنزل وهناك المذكرات والامتحانات النهائية.‏‏‏

تطلعات جديدة‏‏‏

وأشارت الآنسة رومية الى أن الدراسة ستكتمل من خلال دراسة تطبيقات المراحل اللاحقة والتحديات التي واجهت التطبيق والنتائج المحققة والتوصيات التي تخص المتابعة بناء على النتائج المحققة مشيرة لأهمية نظام التعليم المتمازج والصعوبات التي واجهت هذا المشروع ولاسيما وجود الكادر التدريسي المناسب بنفس السوية والآلية وهو يحتاج لوقت وجهد كبيرين ومشروع ضخم يجب أن يكون له ميزانية خاصة له ومصاريف وتعويضات تتناسب مع ساعات العمل الطويلة بما يحقق في النهاية الأهداف المرجوة من هذا النظام الذي‏‏‏

لا شك سيشكل قفزة نوعية في النظام التعليمي عموما مع نية الوزارة التوسع في تطبيق تجربة التعليم المتمازج.‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية