لمع وقتئذ في سورية اسم د.عبد الرزاق جعفر, الذي يصادف أواخر تشرين الأول الجاري الذكرى الـ(٢٢) لرحيله, في ١٩٩٧/١٠/٢٩، حيث دفن في مسقط رأسه بمدينة دير الزور.
في عام رحيله صدر له كتاب (أدب الأطفال), الذي وقع في (٥٥٠) صفحة, عن اتحاد الكتاب العرب وكان آخر مآثر الأديب الراحل, بعد مسيرة حافلة بالعطاء, شهد له بها الأدباء والنقاد والأصدقاء على حد سواء.
ولعل آخر هذه الشهادات, هي ماجادت به قريحة الزميل (سراج أحمد جراد), الذي ألف مشكورا, كتيبا عن حياة وأدب الراحل د.عبد الرزاق جعفر, صدر مؤخرا عن وزارة الثقافة (الهيئة العامة السورية للكتاب), ضمن سلسلة الكتاب الشهري, (أعلام ومبدعون), وقع في (٥٣) صفحة من القطع المتوسط، تناول فيها الكاتب باختصار، نشأة الأديب الراحل, وحياته الملأى بالكفاح والعطاء, في بضعة فصول.
ولم أعثر في الكتيب على تاريخ لميلاد(د.جعفر), لكن المؤلف وقف عند أبرز المحطات في حياة د.جعفر ومؤلفاته, التي اقترب عددها من الـ(٢٠) كتابا, كان أهمها كتاب (أدب الأطفال), كما أشرنا بداية الحديث, إضافة لقصة طويلة (وادي النقاء)، كما أصدر الراحل مجموعة من الكتب الأخرى من أهمها:
- الحكاية الساحرة
- الطفل والثقافة ١٩٨٦ م
- النوم والأحلام وأحلام الأطفال ١٩٨٨ م
- أسطورة الأطفال الشعراء ١٩٩٢ م.
وكان أصدر الأديب الراحل من قبل, مجموعة من الأعمال المترجمة من الأدب العالمي, إلى جانب عدد آخر من الكتب العلمية, في علم النفس والتحليل النفسي.
واختصر الزميل سراج جراد مسيرة حياة الأديب الراحل الذي دفن في أعماق نفسه عبق الفرات وأناس الجزيرة وحكاياتهم وتعلم بينهم ليكمل تحصيله العلمي العالي في دمشق فنال من جامعتها الإجازة في التربية ١٩٥٧م، ودرجة الدبلوم العامة في التربية ١٩٦٢م، والدبلوم الخاصة حول موضوع المرأة والتعليم في سورية ١٩٧٨م, قبل أن يتم دراسته في كان بفرنسا وينال من جامعتها درجة الدكتوراه في علوم التربية.
عمل الراحل بعد عودته إلى الوطن مدرسا لمواد التربية وعلم النفس والاجتماع والاقتصاد في دور المعلمين منذ العام ١٩٥٧م, ثم انتخب لعضوية المكتب التنفيذي لنقابة المعلمين عام ١٩٧٠م, ورئيسا لتحرير مجلة صوت المعلمين، وانتقل للعمل في دول عربية عدة وأخذ ينشر أدبه في الدوريات المحلية والعربية، وخلال تلك الفترة عمل في إعداد الكثير من البرامج في الإذاعة والتلفزيون, والراحل عضو في اتحاد الكتاب العرب لجمعية القصة والرواية.
ونقل الزميل سراج جراد في كتابه عن الراحل شهادات العديد من الكتاب والنقاد فيه, كلها ذهبت إلى اعتباره أديبا مبدعا, كتب الطفولة وعنها، وصاغها في أدبه وحكاياته وتعليمه عشقا وربما حرمان وهاجس ظل يعمر قلبه نتاجا وإبداعا إلى أن فارق الحياة, ووجد النقاد في أعماله التنوع في الأسلوب، ورشاقة التعبير, ووضوح الرؤية, وسعى نحو الطفل بكل طاقاته الإبداعية, ليلهمه العبرة والفائدة.
وناشد سراج جراد في كتابه عن الأديب الراحل, الاهتمام في مخطوط تركه وراءه دون نشر اسمه (أدب الخيال العلمي), والسعي لأن يرى هذا المخطوط النور والنشر.
ومما لاشك فيه أن الأديب الراحل كان كبيرا, رغم أنه لم ينل في حياته ما يستحق.