بلد ورئيس رابطة الدبلوماسيين الروس حاليا عن وقائع غير معروفة حول موقف الاتحاد السوفييتي عشية عدوان حزيران .1967
وينقل الدبلوماسي الروسي في حديث لوكالة نوفوستي أن المفاوضات التي جرت بين الجانبين السوفييتي برئاسة ألكسي كوسفين رئيس مجلس الوزراء السوفييتي 1967 وشمس بدران مبعوث الرئيس المصري جمال عبد الناصر تمحورت خلال أيام 25-28 أيار 1967 حول الموقف من الحشود العسكرية (الإسرائيلية) على الحدود مع سورية وأن (إسرائيل) تتهيأ لتجيه ضربة إليها ولا يمكن لمصر عبد الناصر أن تترك الأخ العربي السوري بمفرده وجها لتوجيه مع إسرائيل ويطلب من القيادة السوفييتية الموافقة على توجيه ضربة استباقية وقائية ضد (إسرائيل).
وحسب أقوال الدبلوماسي السوفييتي الذي حضر الاجتماعات بصفته خبيرا فإن رئيس الوزراء السوفييتي أكد للوفد المصري بشكل دقيق أن مبادرة مصر لتوجيه الضربة ستكون بمثابة العدوان, وموسكو لا تستطيع دعم المعتدي لأن هذا يتناقض مع مبادىء سياستها الخارجية, وحل القضية الفلسطينية والصراع مع (إسرائيل) لا يمكن أن يتم عن طريق الحرب والولايات المتحدة الأميركية لن تسمح بهزيمة (إسرائيل )وإن الاتحاد السوفييتي لا يريد الدخول في حرب مع أميركا وطلب المسؤول السوفييتي إبلاغ عبد الناصر بأن الاتحاد السوفييتي يقف ضد الحرب إضافة إلى أن تحليل الوضع العسكري سيقود إلى أن نتائج العملية العسكرية لن تؤدي إلى ما تريد مصر والدول العربية ويتعين البحث عن طرق أخرى للتسوية.
وفي 28 أيار غادر الوفد المصري برئاسة بدران وفي 5 حزيران شنت (إسرائيل) الحرب ضد الدول العربية المجاورة ويرى أكوبوف أن تحليل وتقييم ما حصل يؤكد أنه تسنى لعملاء (إسرائيل )معرفة أن الاتحاد السوفييتي لن يقف إلى جانب مصر, إذا بادرت بالحرب فنفذت (إسرائيل )عدوانها وخطتها الهجومية المدروسة التي كانت أعدت لها طويلا.
وهذه الحقيقة يتكتم عليها العديد من المحللين في الغرب ومازالوا حتى الآن بل على العكس هناك مزاعم أن الاتحاد السوفييتي هو الذي دفع عبد الناصر إلى الحرب.
وبعد الحرب كان الاتحاد السوفييتي أصدر بيانات عديدة اعتبرت عمل (إسرائيل )عدوانيا ودعت إلى وقف العمليات الحربية والعدوان ونتيجة الاستهتار الإسرائيلي وعدم الاستجابة للمطالبة السوفييتية, قررت موسكو قطع العلاقات الدبلوماسية مع (إسرائيل), الأمر الذي مازال الجدل دائرا حول صوابيته حيث يرى البعض أن هذا القرار لم يكن صائباً حيث أبعدت موسكو (إسرائيل) عنها وفقدت إمكانية التأثير عليها وعلى الوضع في (الشرق الأوسط).
وهناك آراء ترى بأنه لم يكن من مجال لموسكو أن تفعل عكس ذلك, وكان من الضروري إظهار عدم تخليها عن الأصدقاء العرب في أوقات الشدة وهي التي منعتهم من المبادرة.
وبين الدبلوماسي الروسي أن موسكو عملت ما بوسعها لتعويض خسائر الحرب العسكرية وتقديم الدعم المعنوي والتقني والتسليح من أجل تحقيق التوازن مع (إسرائيل), الأمر الذي جعل التعاون السوفييتي المصري يأخذ زخماً قوياً وأدى إلى إبرام معاهدة الصداقة والتعاون وإرساء أسس عصرية للتنمية الاقتصادية في مصر.
وبعد 40 عاما من العدوان الصهيوني واحتلال الأراضي العربية يرى الدبلوماسي السوفييتي أن هذا الاحتلال غير شرعي ولا يجوز التمسك باحتلال أراض بالقوة وهذا الأمر سيدفع بالشعوب العربية للمقاومة وستستغل من قبل قوى عديدة منها المتطرفة كحجة وأن أفضل السبل لتجاوز هذا المأزق والواقع المعقد هو التوصل إلى تسوية سلمية عادلة شاملة تستند إلى قرارات مجلس الأمن الدولي.