صون تراثها والتفاعل مع الثقافات المتجددة وقد فهم أدباؤنا أن الأدب معرفة ووسيلة لدفع الإنسان إلى أبعد من حدوده وإن الذي يقف أمام أدب المرحلة لاستنهاض التراث ورفع البنيان يجب أن يدرك أنه لا استنهاض من دون نقد يوجه نحوالهوية والجذور هذا ما أكده المؤتمرون في فعاليات مؤتمر( إشكالية النهضة العربية في مرآة الأدب والنقدالذي أقامه قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة تشرين.
الثقافة والنهضة الأدبية في مواجهة العولمة:
عنوان المحاضرة التي تقدم بها د.محمد مقدادي من جامعةالباسيفيك من الأردن وبين أن خطورة العولمة تكمن في أنها نتاج للحضارة الغربية التي تعتقد بحتمية انقراض الشعوب المتخلفة عن ركب الحضارة الغربية,وبأن الوسيلة الوحيدة لإبقاء هذه الشعوب على قيد (العيش) لا تكمن في انخراطها تماماً في النموذج الغربي فحسب,بل في تسخير إمكانياتها خدمة لهذا النموذج السامي وإن عولمة الاقتصاد وإخضاع العالم لقوى السوق المتحكمة بصيرورته ماهي إلا الطريق الأقصر لدك الحصون الثقافية التي تدافع عن خصائص الأمم.
هل يصلح السؤال النهضوي لمقاربة الراهن العربي?
جملة تساؤلات طرحها د.كريم أبو حلاوة من جامعة تشرين هل يصلح السؤال النهضوي المركزي لماذا تقدم الغرب وتأخر العرب والمسلمون لأن يكون منطلقاً جديداً لتحليل الراهن العربي? ولماذا بقيت هواجس النهضويين الأوائل في الإصلاح والعقلانية وبناء الدولة الحديثة دون جواب?هل نحتاج اليوم إلى طرح نفس الأسئلة التي لم نتمكن من حلها علمياً والإجابة عنها نظرياً? أم تلك الهواجس والمهمات دخلت في سياقات جديدة تفرض علينا إعادة صوغها من منظور آخر وضمن إشكاليات مغايرة في مكوناتها رغم التشابه الظاهري بين مشكلاتنا المعاصرة ومشكلات عصر النهضة?واقترح د.أبو حلاوة إلى نقل بؤرة الاهتمام إلى القاع السيولوجي للمجتمع العربي بغية تفحص مكونات بنيته الإجتماعية بصورة نقدية مع معادلاتها الثقافية نظراً لما يمثله هذا التغير في المنظور من اختلاف في الرؤيا وربما في النتائج .
عصر النهضة في كتاب مدرسي:
إن عصر النهضة غير محدد المعالم وليس منفصلاً زمانياًولا سياسياًواجتماعياًعن تطور الأحداث في المنطقة العربية هذا ما بينه د.علي حيدر من جامعة تشرين وأضاف أنه ليس هناك نقاط فاصلة أو معالم واضحة تحدد هذا العصرأو تضع له إطاراً يجعله واضحاً معروفاً.
وهو ككل ظاهرة ثقافية أواجتماعية أو سياسية لا نعرف كيف تبدأ ولكننا ندرك وجودها بعد أن تكون قد اكتملت أو بدأ تأثيرها في حياة أمة من الأمم وعندما نحاول أن نحدد عصر النهضة في الأقطار العربية على وجه التقريب فإن الأمور تضطرب ولا تبدو واضحة .
أسئلة خطاب النهضة لدى الأدباء السعوديين:
عرض د. عالي سرحان القرشي من السعودية في محاضرته(حراك الأدب) في خطابه الذي أخذ يبحث عن أفق جديد,ويسائل الواقع ويقدم مراهناته على ضرورة التحديث ومواجهة الركود,في أسئلة اختلفت بين محوري الأصالة والحداثة فهناك من سيطرت على مرئياته وحواراته مسألة الحفاظ على الأصالة والحذر من التجديد واستقباله بروح من يقدر أن يزرع فيه ما يقاوم الانحراف ويحافظ على الأصول وهناك من اتخذ الحداثة مطلباًيحتاج إلى تغير في الذائقة وضرورة للتحديث الشامل وبين هذين التيارين سارت حركة أدب النهضة في هذه البلاد وفق معالم من الممكن استيضاحها بضرورة الحضورالأدبي ومعاقرة التجديد شمولية التحديث سؤال اللغة اختراق الاجناس التقليدية.
الحركة النسائية في النصف الأول من القرن العشرين:
حيث تناولت د.أسماء أحمد في دراستها دور الحركة النسائية التي نشطت في النصف الأول من القرن العشرين محاولة تسليط الأضواء على أبرز قضايا المرأة وهمومها ومشكلاتها التي ظهرت في تلك الآونة وذلك من خلال مجلة متخصصة ظهرت في تلك الفترة تحت عنوان (مجلة المرأة)وقد أسستها السيدة نديمة المنقاري ولاتسعى الدراسة إلى العودة إلى الماضي أو تقديم دراسة توثيقية وإنما تهدف إلى ربط الماضي بالحاضر عبر استقرائها لواقع المرأة في الماضي وما وصلت إليه المرأة في الحاضر محاولة إثارة تساؤلات إشكالية حول واقع المرأة المعاصر والهموم والمشكلات التي تعاني منها اليوم وما بين العودة إلى الماضي وتساؤلات الحاضر ربما تنهض آفاق مستقبلية ورؤى جديدة من أجل إعادة النظر في واقع المرأة اليوم انتهى...