تعرضت للتخريب الممنهج على أيدي العصابات التكفيرية، وذلك رغم محاولات رعاة الإرهاب العزف على أكثر من وتر، لاستمرار الحرب وفتح آفاقها على كثير من الاحتمالات.
و دخول الجيش العربي السوري معظم القرى والمدن في منطقة الجزيرة، على وقع المسيرات الشعبية التي تحتفي به وترحب بقدومه، يدحض جميع الادعاءات التي حاول أقطاب المؤامرة تمريرها، منذ بداية الأزمة التي افتعلوها لتصفية حساباتهم، بعد جعل سورية مسرحاً لتنفيذ السيناريوهات المعدّة مسبقاً، وهذا يؤكد أن النار التي أشعلوها بدأت تلفح وجوههم، وقريباً سوف يحترقون بها، ولاسيما إذا لم يوقفوا آلات النفخ في جمرها، ووضع حد للغازي العثماني الذي يهيم خلف أطماعه دون أي تفكير بالعواقب، في وقت ينتظر فيه مشغلوه ما سيؤول إليه عدوانه.
لم يبق أمام أعداء سورية بشكل عام الكثير من الخيارات، وخاصة أن ما يجري اليوم باتوا مرغمين عليه، ومجبرين على القبول بما يفرض الواقع، حتى أنهم باتوا يشيحون بأنظارهم عن تلك التطورات وأنبائها، لأنها ترفع منسوب التوتر لديهم، ولا تتكافأ مع حجم التوقعات التي بنوا عليها آمالهم وتمنياتهم، كما أنها لم تتساو مع ما أنفقوه من طاقات وإمكانات لإيقاع سورية في فخ أحقادهم وتآمرهم.
أما بالنسبة للمعتدي العثماني بشكل خاص، فلن يحصد خلال عدوانه على الشمال سوى الإخفاق والخيبة، وجل ما يستطيع إنجازه، قليلاً من عمليات سلب ونهب، وتأليب وكلائه على استكمال التخريب وترهيب الأهالي وزرع الرعب في قلوبهم، وذلك لن يدوم طويلاً، لأن ضربات أقدام الجيش العربي السوري، سوف يكون صداها أكبر بكثير من صخب عدوانه.
إعادة تدوير الحثالات التي يتوهمها أردوغان وتعويله على بقايا الإرهابيين الذين يترقبون في إدلب وما حولها ما سيجري أيضاً لن يفيده بشيء، لأن رغبته بتحويل منطقة الجزيرة إلى بؤرة توتر لن تكتمل.