وما نتج عن ذلك العدوان من جرائم وارتكابات ترقى إلى مصاف جرائم الحرب ومنها استخدام الأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين العزل.
وكأن ترامب وطاقمه السياسي والعسكري انعدم لديهم البصر والبصيرة، بحيث لم يروا ولم يشاهدوا قواتهم وقوات أتباعهم الفرنسية والبريطانية وهي تنسحب باتجاه العراق وتسحب معها ذيول خيبتها، من تحقيق أي هدف من الأهداف التي كانت وراء قدومها بدون وجه شرعي إلى سورية، وهم يتعامون في الوقت نفسه عن مشاهدة الجيش العربي السوري وهو ينتشر في مدن ومناطق ريف حلب والرقة والحسكة، ملبياً نداء الوطن والمواطنين الذين استقبلوه بالفرح والزغاريد، وهو سيتابع انتشاره نحو إدلب وريف دير الزور حتى لا يبقى ولا إرهابي ولا جندي أجنبي معتدي داخل الجغرافيا السورية.
ومهما حاول ترامب تضليل الشعب الأميركي والرأي العام العالمي، لتبرير بقاء قواته في التنف وبعض الحقول النفطية السورية، فإن خططه مكشوفة على الأقل للسوريين الذين واجهوا وما زالوا حرباً إرهابية ظالمة، شنت عليهم بقيادة الولايات المتحدة الأميركية باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وكل التلميع الذي يحاول البيت الأبيض أن يستخدمه للإبقاء على الجنود الأميركيين في أراضي سورية، سيذهب أدراج الرياح السورية التي هبت بكل الاتجاهات تكنس أمامها كل إرهابي وانفصالي ومعتدٍ.
ولا يمكن لقوات ترامب الغازية البقاء طويلاً على الأراضي السورية، وستغادر طوعاً أو عنوة وقريباً جداً، لأن وجودها عدوان سافر على السيادة السورية، ويعرقل محاربة الإرهاب في المنطقة والعالم، كما أنه يشكل عقبة في وجه الحل السياسي السوري، وهو ما تؤكد عليه موسكو دائماً وفي كل مناسبة، ما يعني أن المماطلة الأميركية لا يمكن أن تستمر كثيراً، لأنها في النهاية ستجد نفسها وجهاً لوجه مع المجتمع الدولي الذي بدأت الكثير من دوله تتراجع عن مواقفها المعادية للدولة السورية، بعدما أن أيقنت بمشروعية موقف سورية وشعبها.