تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حوار... الروائي علي ديبة: دروبي الأدبيـة متنوعة..

ثقافة
الخميس24-10-2019
علاء الدين محمد

الأديب علي ديبة اسم أدبي عرفته دورياتنا الأدبية والثقافية، عضو اتحاد الكتاب، لم يتوقف بكتاباته عند جنس أدبي، بل كتب الرواية والقصة القصيرة والشعر والنقد الأدبي..

وله مؤلفات مسرحية ومجموعة قصص للأطفال.. وحول هذا التنوع قال:‏

• الفن هو الفن، والخيال هو الخيال، لا أعتقد أن مخيلة الأديب تتوقف عند جنس إبداعي وتلزم حدوده..ماعدا الشعر، فهو متفرد بذاته إلى حد بعيد، إذ يمكن لكل كاتب أن يكتب همسات شعرية، لكن الشاعر قد لا يفكر بالخروج من صومعة الشعر..والأمثلة هنا أكثر من أن تحصى، أبدؤها مع شاعرنا الكبير نزار قباني ولا أنتهي عند سواه..‏

• حول هواياته الإبداعية ومعاني انتمائه، وعدم التزامه بواحد من قوالب الأدب. كتب:‏

أكسبتني المطالعة محبة الأدب عامة، خاصة الروائية والقصصية، كما أكسبتني روح الحياة شغفاً بالمسرح وعالمه، ويبقى للشعر شفافيته المؤثرة في عواطف البناء الروحي للإنسان..ولعل استخدام مصطلح المثقف الأدبي هنا يناسب هذه المسميات..‏

• عالم الرواية نسيج اجتماعي معرفي يترجم حياة متكاملة البناء، ولعل التاريخ هو الميدان الأكبر لتقديم مدونات تستحق الاهتمام.. فهل اعتمد الروائي علي ديبة هذا التعريف:‏

الموضوع هنا يعود لانتماء الروائي وثقافته واهتماماته، فالرواية التاريخية تختلف عن الرواية الاجتماعية أو السياسية، والتصرف الروائي الآخر لايخضع لمقاييس معلومة، حيث يعتمد الروائي على متخيلات تمثلتها ذاكرته عبر رحلته الطويلة مع العمر.. هكذا يزرع الأديب مفرداته وسطوره أمنيات فردية وطموحات اجتماعية لقرية او مدينة او حتى شعب وأمة..وهو بتصوراته يعيد ترتيب النسيج الاجتماعي وفق رغبات فشلت في تحقيق ذاتها..‏

• الوضع الاجتماعي لا ينفصل عن سواه، لكنه العمود الفقري في كل رواية، وهو الأساس لكل بناء يرتبط بالسرد.. وهذا لا يعني استقلاله التام..فالأوضاع الاجتماعية السياسية للشعوب هي المحرق والمركز، تدور في فلكهما محاولات الحراك الاجتماعي في البناء والتغيير.. الأديب علي ديبة أعطانا مثالاً على صحة هذا الرأي وتطابقه مع روايته الحطب:‏

في روايتي الحطب لم أتوقف عند السيطرة العالمية على مقدرات الشعوب، إنما تجاوزت ذلك نحو السيطرة على التاريخ وتزويره بما يتفق ويتلاءم مع كذبة أرض الميعاد وما يجري في فلسطين..هكذا صارت المخابئ السرية هدفي لفضح اللعبة وشرح ألغازها وتفاصيلها في سياق السرد الروائي..وهذا يعني فيما يعنيه سيطرة اللوبي الضاغط في أوروبا على مفاصل الرئاسات والأحزاب والجمعيات حتى فقدت هذه الدول حريتها ودخلت في سباقات حققت حروب عالمية ملأت جيوبهم بالأموال..أموال كانت المؤسس الأول للعبة الاستيطان.‏

• وللقصة القصيرة دورها الثقافي المميز عند الأديب علي ديبة، فقد نشر عدداً مهماً من القصص في دورياتنا اليومية والأسبوعية الثقافية، وفي دوريات اتحاد الكتاب من الأسبوع الأدبي إلى الموقف.. كما كانت له مجموعات قصصية مميزة، أذكر منها.. سفارة جحا، الهزيمة الأولى للعتابا، ثمن قبلة عزيزة.. قوباز صدرت عن دار ذي قار في بيروت.. استقيت مما كتبه حول القصة القصيرة الرأي التالي:‏

القصة القصيرة فن جذاب يؤدي دوراً ثقافياً فاعلاً، لقربه من الواقع المعاش، وتمثله الظرف اليومي بما له وما عليه.. هكذا يدخل المؤلف عالم الناس ليأخذ منها الغريب والعجيب.. المبكي والساخر، التراجيدي والكوميدي.. وتبقى القصص الساخرة أقرب إلى ذاكرة المتلقي، فالقصة الرمزية التي تعنى بالعبارات الأدبية تخاطب جمهوراً متخصصاً، وكذلك القصص السياسية تقترب من انتماءات أقل جماهيرية.. على خلاف عمومية الرؤى والقبول في الأدب الساخر..‏

• اهتمامه المسرحي ترافق مع البدايات، حيث صدر له أول كتاب وكان بعنوان ثلاث مسرحيات، وبعدها توالت مسرحيات عدة..أهمها الفينشار، قبضة سوداء، حامد الشماميس..ومن المناسب ذكره التحضير لمسرحية ينفذها المخرج محمود عوض في درعا لصالح وزارة الثقافة..في سياق آراء في أعماله المسرحية رأى علي ديبة.‏

خياري الأدبي الأول كان في المسرح، أصدرت كتابي ثلاث مسرحيات، تضمن: لعبة السلطان، حدث في العالم الآخر، المفتاج المقدس.. ربما لأنني رأيت مساحة التعبير وإبداء الرأي تتوفر أكثر ما تتوفر في المسرح..وربما لأنني تأثرت بأدباء عالميين وروائيين سكن المسرح ثقافتهم..أما درجة النجاح في خياري فأتركها للأيام ولأجيالنا الثقافية القادمة..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية