تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عرشٌ من خيالات..

رؤية
الخميس24-10-2019
لميس علي

تُذكر على لسان بيكاسو مقولة: «كل مايمكنك تخيّله، هو حقيقي»..

ويبدو أنها لا تنتمي إلى خيالات عالم الفن الذي قصده أبو التكعيبية وحسب،‏

بل يفيد منها ويجعلها مبدأً تقوم عليه تعليماتهم، أساتذةُ مايُعرف بالتنمية الذاتية وتقوية المهارات الفردية وسبل اكتشاف الطاقة الإيجابية لدى كل منّا.‏

يدفعنا هؤلاء إلى التمسك عميقاً بخيالات ما نبتغي أن نكونه ونصبح عليه مستقبلاً.. كنوع من شريط سينمائي نعيد استذكاره في الجانب الخلفي لوعينا.‏

في فيلم (صرخة رعب) تُروى لنا قصة الكاتب (آر، إل، ستاين) مع وحوش وعفاريت ومخلوقات يقوم بابتكارها في قصصه.. تصبح حقيقةً حين يقوم بفتح أي كتابٍ من كتبه.‏

للحظات، يتسرّب إليك فهمٌ يتماهى مع كون تلك المخلوقات ليست أكثر من وسوسات وشيطنات أفكار موجدها لا غير..‏

فكيف يمكن لأفكارنا أن تتحوّل إلى غيلان ووحوش تسرق منّا راحتنا..؟‏

وكيف لنا أن نحتفظ بالجيد والجميل منها ونطرد القبيح والسلبي..؟‏

على عرشٍ من خيالاتِ أحلامٍ نبني آمالنا..‏

هل يمكن لتلك الخيالات وما تستولده من أحلام أن تنقذ منسوب جماليات بدأت بالنفاد من حولنا..؟‏

من الممكن جداً أن يستطيع الخيال منحنا القدرة على حفظ جماليات بدأت بالتقلّص والانكماش في واقع بخيل وشحيح لجهة إنتاج الجمالي/الإبداعي الحقيقي.. لكن بذات الوقت هل ينقلب ليصبح جحيماً كما جحيم الكاتب «ستاين»..؟‏

يتساءل العالم ريدر دو، المعلّم في جامعة أكسفورد: هل يحررنا الخيال أم يبعدنا عن واقعنا وعن الآخرين.. وحتى عن أنفسنا..؟‏

ما الوسيلة التي تضمن لنا عدم كون الخيال «سجناً للذات في فكرها الخاص».. وعدم تصييره حاجزاً يحول دون الفهم الصحيح والمناسب للواقع والحياة المحيطة..؟‏

الفن، بمختلف تشكّلاته، يمثل لنا أكبر محرّض لنمو خيالاتنا وتوفير دعم لكل ما هو لامرئي ولامتناهي..‏

لعلنا نستعيد نتفاً من ذواتنا عبر خيالات تسحب اللامرئي لمساحات وجودنا المرئي..‏

فالفن «الخيال» وفق إحدى تعريفات جيل دولوز «مرور عبر اللامتناهي لاستعادته».‏

lamisali25@yahoo.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية