والعمل الذي جاء تحت عنوان (فرانكو دوماً) نفذه الفنان ايخينيو ميرينو, البالغ من العمر 36 عاماً. وهذا يعني أنه من جيل الفنانين الأسبان الشباب, الذي ولد بعد وفاة الجنرال فرانسيسكو فرانكو عام 1975.
ويبرز هذا العمل المنحوت الديكتاتور الاسباني السابق يلبس الزي العسكري الاسباني, ركبتاه منثنيتان لكي يتمكن من دخول الصندوق, ويضع نظارات شمسية سوداء غريبة الشكل. وتلك المنحوتة مصنوعة من الراتنج والسيليكون وبشعر حقيقي, وهي للبيع بقيمة 30000 دولار. ويؤكد الفنان أوخينيو ميرينو قائلاً: «لا زال فرانكو موجوداً ولم يختف» في إشارة إلى الدعوى المرفوعة ضد القاضي غارثون, والتي سيصدر قريباً الحكم فيها, بسبب تحقيق أجراه عن المفقودين في العهد الفرانكوني. ويتابع قائلاً: « لانتوقف عن الحديث عنه والمجادلة حوله. والثلاجة هي كناية عن المكان الذي تبقى الأشياء فيها حية وطازجة.»
في حين يثري الفنان فرناندو سانشيز كاستيلو الحديث عن الديكتاتور فرانكو ويقول: « كان القمع الذي مارسه كبيراً, وفترة حكمه امتدت طويلاً بحيث أن الناس توقفت عن محبة الشخص الذي صادر حريتها. وجيلي يملك وجهة نظر أكثر أثرية وأكثر أهمية»
والفنان كاستيلو يعتبر من المولعين بالعهد الفرانكوني, وقد اشترى العام المنصرم (ازور) اليخت القديم للديكتاتور فرانكو وقطعه إلى أجزاء ليعمل منه منحوتات. وكان الفنان قد حصل على شعر حاجبي الديكتاتور فرانكو من أحد الأشخاص الذي صنع قالباً لوجه فرانكو, جرى عرضه في صالون أركو ضمن حقيبة بلاستيكية معلقة على حائط خلف عدسة مكبرة. وبالنسبة له تشير هذه المنحوتات وهذه الحواجب كيف أصبحت اسبانية « ديكتاتورية الأسواق حيث كل شيء يشترى ويباع».
ويحضر فرانكو في كل مكان في صالون المعرض، هناك منحوتة لرأسه تدور بأقصى سرعة على قاعدة تمثال, الأمر الذي يجعل من الصعب التعرف عليه. من جانبها تقول الفنانة باولا روبيو: «نحن آخر جيل يمكنه الاستماع إلى شهادات مباشرة لأناس عانوا من نظام فرانكو, وبالتالي من الضروري دوماً إحياء الذاكرة الجمعية». والفنانة باولا, كما الآخرون وجدت الإلهام في معاناة عائلتها خلال عهد الديكتاتور, أي منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1939 لغاية رحيل الجنرال فرانكو عام 1975.
وتعرض الفنانة باولا ذات ال 34 ربيعاً صورة كبيرة لأحد المواقع هو عبارة عن مقبرة جماعية دفنوا فيها أشخاصاً قتلوا على أيدي قوات فرانكو خلال الحرب الأهلية التي استمرت من عام 1936- 1949, وفوقها وضعت ثلاثة أكياس من الكلس. دليل على أن الجروح لم تشف بعد.