كوكب الأرض كوكب حار، فهناك الينابيع الساخنة والحمم التي تتفجر على شكل براكين. إن العمق الذي تم الوصول إليه حتى الآن يصل إلى 5 آلاف متر، إلا أن الطاقة الحرارية الأرضية متوفرة ويمكن استغلالها كمصدر للطاقة. إن المزايا التي يمكن تحقيقها عبر استغلال مصادر الطاقة الحرارية الأرضية تبدو واضحة بشكل جلي، إذ إن هذا الشكل من أشكال الطاقة لا ينضب عند الاستفادة منه عمليا، كما يمكن الحصول على الحرارة والطاقة من ذلك المصدر دون تصاعد كميات تذكر من الغازات الدفيئة. إن الاستفادة من تلك الحرارة المتقدمة في أعماق الأرض، يشكل إحدى التحديات التقنية الكبيرة في القرن الحادي والعشرين.
والعلماء استفادوا من هذه الظاهرة واستطاعوا توليد الكهرباء وتدفئة المصانع والمنازل، عن طريق هذه الصخور الساخنة.
الأسلوب الذي استخدمه العلماء يعتمد على الآتي: تقوم أجهزة بدفع الماء إلى إحدى الآبار التي حُفرت لتصل إلى الصخور الساخنة، ثم يصعد هذا الماء من خلال بئر أخرى إلى السطح، حيث يتحول إلى بخار، يدفع توربينات الكهرباء أو يُستخدم كمصدر مباشر للحرارة.
فكيف استطاع العلماء الوصول إلى ذلك؟ الإجابة تتركز في الآتي: إن صخور باطن الأرض اكتسبت سخونتها من الضغط الواقع عليها، وأمكن بالفعل تسخين ملايين اللترات من الماء، عن طريق ضخها إلى عمق أربعة كيلومترات تحت الأرض، حيث ترتفع الحرارة إلى حوالي 177 درجة مئوية، تكفي لتوليد الكهرباء بفاعلية، فضلا عن تدفئة المنازل والمصانع.
في إحدى التجارب الناجحة، أمكن توليد طاقة من الصخور الساخنة، تكفي لتزويد بلدة صغيرة يصل عدد سكانها إلى أكثر من ألفي فرد، بما تحتاجه من الكهرباء.
الفكرة تقوم على أسس علمية سليمة، وخالية من مشاكل التلوّث، كما أن الصخور الساخنة في باطن الأرض متوفرة على نطاق واسع، فجوف الأرض يُعتبر مصدرا متجددا للطاقة، وفي المتوسط ترتفع الحرارة درجة واحدة لكل 200 متر تحت الأرض.