تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مشاريع الغرب وإسرائيل لتقسيم المنطقة تقـــف عــــاجزة أمام أســــوار دمشــــق

سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الثلاثاء 21-2-2012
بعد قرابة القرن على اتفاق سايكس بيكو تقف دوائر الاستعمار الغربي الاسرائيلي عاجزة امام اسوار دمشق التي تمنعها من اعادة النظر في خطوطه التقسيمية وانتاجه وفق اسس جديدة تعتمد

تمزيق المنطقة الى دويلات طائفية متناحرة بحسب ما كشفه رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي السابق الجنرال عوزي ديان قبل اسبوعين بدعوته الصريحة الى تقسيم سورية لعدة دويلات دينية تمنح اسرائيل الكثير من الفرص لتحقيق مصالحها في المنطقة.‏

تصريحات ديان التي تأتي في سياق حملة غربية لتقسيم المنطقة تكشف الاسباب الكامنة وراء الحرب الكونية التي تخاض ضد سورية اذ ان تمرير مشروع استعماري جديد بهذه الخطورة والخبث يحتاج لكارثة مفتعلة في المنطقة وحالة من الفوضى السياسية تجعله قابلا للتنفيذ في الحدود الدنيا حيث ان وجود سورية كقوة ثقافية وبشرية وعسكرية وتماسك النسيج الوطني السوري يجعل كل احلام اسرائيل في هذا المجال سرابا لا يمكن الوصول اليه.‏

ويرى مراقبون ان نجاح بعض القوى الوطنية الاقليمية بتجاوز عقبات سايكس بيكو عبر صياغة تحالفات جديدة تبطل مفاعيله وبناء دول تعتمد على قدراتها الذاتية لمواجهة المخططات الاستعمارية في المنطقة جعل الغرب يفكر جديا بتعديله للالتفاف على المتغيرات الجيوسياسية الجديدة التي تفوق فيها الغنى الثقافي والوحدة الحضارية للمنطقة على التقسيمات الجغرافية.‏

وفي هذا الاطار من الطبيعي ان تجد سورية نفسها مستهدفة دائما بعد أن نجحت في ابطال مشاريع التقسيم بالاستناد الى وحدتها الوطنية والعلاقات المتكافئة التي اقامتها مع العديد من القوى الاقليمية والدولية وتمسكها بهويتها القومية اذ ان الغرب طالما اصطدم بالصخرة السورية في محاولاته لتقسيم المنطقة والاستيلاء على ثرواتها ولم يكن ما تعرضت سورية له منذ عام 2005سوى ثمن لمواجهتها تلك المشاريع والتي كان اخرها مشروع الشرق الاوسط الجديد .‏

ويؤكد مختصون بالشأن السياسي ان الشرق الاوسط الجديد الذي يعود اساسه النظري لتقرير بعنوان اعادة هيكلة الشرق الاوسط نشرته مجلة القوات المسلحة الامريكية ويقدم خرائط تفصيلية لتقسيم العراق وسورية والسعودية الى دويلات طائفية متنازعة بشكل يمنح اسرائيل السيطرة والتفوق في المنطقة و تحدثت عنه وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كونداليزا رايس لم يكن الا النسخة العصرية لمشروع المنظر الصهيوني برنارد لويس الذي اودع كوثيقة رسمية لدى الكونغرس الامريكي بالاجماع عام 1983 ويقوم على تقسيم المنطقة العربية الى دويلات عرقية وطائفية واثنية حتى لو اقتضى ذلك اعادة احتلالها خدمة لاسرائيل.‏

وبالعودة الى موقع سورية في المنطقة وكيف يحسب حسابها عند رسم السياسات الاستعمارية فان الشواهد أكثر من أن تعد في هذا السياق الا ان ابرزها ما قاله وزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر في مقابلة مع صحيفة نيويوركر الاميركية قبل ايام مصرحا بان على بلاده العمل لاحراق سورية من الداخل اذا ارادت تمرير خططها.‏

ومما يدعو للاسف حسب مراقبين تهكم كيسنجر على منظري ما بات يسمى ربيع الثورات العربية بقوله لهم حرفيا.. هل تعتقدون أننا أقمنا الثورات في تونس وليبيا ومصر لعيون العرب.. انتم مخطئون لان كل ذلك تم من أجل الوصول لسورية وايران موضحا ان الدوائر السياسية والاستراتيجية الاميركية طلبت من العسكريين احتلال سبع دول شرق أوسطية من أجل استغلال مواردها الطبيعية خصوصا النفط والغاز في الصراع على العالم.‏

وبعيدا عن التحليلات والتوقعات فان كيسنجر قدم شرحا تفصيليا لاسباب استهداف سورية اعتبر فيه ان المطلوب ضرب مركز الاسلام المعتدل في العالم الذي كان على وشك الانتصار عام 1973 لولا أنور السادات وهنا تبدو جلية مصلحة اسرائيل في استهداف سورية عبر القضاء على الاعتدال والتآلف بين ابناء المنطقة وخلق مناخ تعصبي يؤدي لحالة من الفرز الطائفي تسهل تفتيت المنطقة.‏

وكانت القضية الفلسطينية حاضرة دائما في مخططات تقسيم المنطقة واستهداف سورية اذ انه لا بد من ارضاء اسرائيل في أي مشروع استعماري جديد وتندرج في هذا الاطار تصريحات رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي السابق ودعواته المجتمع الدولي لدعم اسرائيل وانهاء الصراع العربي الاسرائيلي عبر انشاء الدولة الاردنية الهاشمية الفلسطينية الموحدة حسب تسميته والحاق الضفة الغربية وقطاع غزة بها تطبيقا لفرضية الوطن الفلسطيني البديل في الاردن.‏

ومن صلب ذلك العقل التخريبي التآمري يتضح تماما ان ما تواجهه سورية هو محاولة مستميتة من قبل الغرب واسرائيل بتواطؤ من بعض دول النفط العربي ومن لف لفيفهم لتكسير الهوية العربية أكثر الهويات التاريخية تجذرا وممانعة في تاريخ هذه المنطقة ومن ثم تقويض أركان عدة دول واعادة رسم الحدود السياسية بشكل ينسجم مع متطلبات السيطرة الامريكية على العالم التي يبدو انها اقتربت من نهايتها على اعتاب دمشق ليدق السوريون معولهم في جسم السيطرة الامريكية ويعيدون للحضارة اعتبارها كما فعلوا بالغزاة والمحتلين السابقين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية