إنها المحبة.. لها كل يوم عناوين في قواميس الحياة تتناثر عيونا زرقاء فوق قمم الجبال، في السهول والوديان، عيون ترصد وجباه تتحدى وزند يتأهب صيد الغربان الغازية قبل ان تطأ اقدامهم تبر الوطن الاغلى فتشوه نقاءه.
فإن تسمرت يد على الزناد تك يده الاخرى تمتد لتهدي وردة حمراء مجبولة بعبق النصر والشهادة لوطن امن ان ابناءه هم الخير فيهم وهم على عهدهم باقون فارتقى واكاليل الغار تعطر هاماته التي لم تنحن الا لبارئها ومن ثم تراب الوطن تلثمه وتقرأ فيه الف شهيد وشهيد.
الوطن يتألم.. نعم بل هو يتجرع الآلام مرة كالعلقم، ونتجرعها معه، لكنه قوي متعال كالطود الشامخ، ابناؤه ينتصرون له، ينتصرون للحياة بالمحبة، بالادب، بالفن، بالمسرح، بالسينما، يبدعون، يوثقون، يصورون، ويكتبون رسائل المحبة والسلام الى العالم جميعه من بلد السلام، بلد الشموخ والعزة وارض البطولات.
كم نحتاج من المحبة في هذا الوطن لنكون جسدا واحدا اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وقلبا واحدا ينبض بحب الوطن وواجب الذود عنه، ويدا واحدة تبني مجدا ناصعا للاجيال، مجد نباهي به الامم ونتحدى به الطغيان.
نحتفي بعيد المحبة.. فلتزهر القلوب من جديد، ولتشرق ايامنا بالأمل، ولنبتسم فنحن في بلد العيد.
ولسان حالنا يقول مع فيروز:
قالولي: شو صاير في بلد العيد
مزروعة ع الداير نار وبواريد
قلتم: بلدنا عم يخلق جديد
سورية الكرامة.. والشعب العنيد.
ما أحوجنا اليوم الى قلوب تتآلف وتجتمع في حب الوطن، وتتعالى على جراحاتها، وتنبذ جاهليتها، وترتقي في حبها للوطن الى مصاف قدسيته، فإذا المحبة خاطبتكم.. فصدقوها !!