وفي الوقت نفسه يريد بنو سعود قلب الدولة السورية والإتيان بأتباعهم ولكن الخرائط التركية والسعودية قد جف حبرها فكشف بنو سعود عن خطط بديلة بإرسال قوات إلى سورية، بحجة محاربة داعش، وهي في الواقع لمنع هزيمة الإرهابيين والحفاظ على جزء من الأراضي السورية تحت سيطرة الإرهابيين التكفيريين والوهابيين. وهذا يمكن أن ينطوي على حرب إقليمية واسعة و ستفتح كل جبهات الدول في المنطقة وستؤدي إلى حرب مدمرة على السعودية، ولكن هل لدى بني سعود قوات لإرسالها إلى سورية؟ والترويج الإعلامي بأن إرسالها سيتم في نيسان يعني أن آل سعود يشترون المزيد من المرتزقة والإرهابيين لزجهم في الجيش السعودي الذي ارتسمت معالم هزيمته في اليمن والذي يكافح من أجل البقاء والنجاة على الحدود هناك. فإذا أرسلوا بقية قواتهم البرية إلى سورية فلن يحاربوا داعش بحسب شعاراتهم، بل لدعم الجماعات الإرهابية كلها بما فيها داعش الذي تدعمه السعودية وتستعمله دول الأطلسي كذريعة للتدخل، والآن تريد استخدام الجيش السعودي المهلهل الذي لم يخبر الحروب الحقيقية، والمرشح لتلقي هزيمة نكراء بحكم أنه ليس صاحب قضية وإنما مجرد جيش وكيل للغرب في حروبه التي لا يراد فيها أن يسفك دم جندي غربي واحد. ولكن عندما يتوزع الجيش السعودي بهذا الشكل على جبهة يمنية وجبهة سورية فماذا سيتبقى لآل سعود في الداخل؟
عند بدء عمليات الجيش العربي السوري لقطع خط الإمداد الرئيسي للإرهابيين في شمال حلب، وهو ممر إعزاز الذي يربط تركيا بالجماعات الإرهابية، بدا الصراخ الأميركي، وتوسل وزير الخارجية الأميركية جون كيري بحسب التسريبات نظيره الروسي بعدم تدخل روسيا في معركة قطع الممر، ولكأنه يتوسله لمنع انتصار للجيش العربي السوري. وفي السياق هدد أردوغان بالتدخل إذا تمّ قطع الممر. ويواجه الإرهابيون صعوبة في التمسك بالممر الواقع بين مدينة أعزاز الحدودية الشمالية ومدينة حلب. ويُعد هذا الممر الحبل السري لكل الجماعات الإرهابية لأنه جسرها البري إلى تركيا، وإلى الشرق منه توجد داعش.
والآن يتم حصار الإرهابيين في المناطق الحدودية والذين يحاولون الفرار إلى الحدود التركية بعد فقدانهم المعنويات القتالية ولكن تركيا تمنعهم من الهرب نحوها كي تتركهم يموتون أو يقاتلون حتى الموت .
تحرير أعزاز وغيرها من المناطق لابد منه ، ما سيشكل هزيمة سياسية كبيرة لأردوغان الذي يلوح بالتدخل لمصلحة إرهابييه، فإن فعل فسيكون هذا انتحاراً سياسياً له، حيث الداخل التركي يغلي، عدا أعمال اردوغان العدوانية ضد الأكراد الأتراك في الداخل التركي، وسيكون أيضاً بمثابة عدوان سيطلق شرارة حرب إقليمية. وجهاز الاستخبارات التركية، وهو الوكالة المسؤولة عن العمليات التركية في سورية وتجنيد الإرهابيين وإرسالهم إليها، جهاز مخترق من أجهزة الاستخبارات الغربية التي يريد توريط تركيا في حرب مباشرة، لتبدأ خطوات الغرب بالاصطياد في الفوضى وتقسيم تركيا.
عند إغلاق ممر أعزاز الذي يشكل للإرهابيين رابطاً حدودياً مع تركيا، سيتمكن الجيش العربي السوري من إغلاق معابر تركية أخرى بين باب الهوى وجسر الشغور وتطهير ممر مارع - جرابلس ، ثم محاصرة إرهابيي إدلب لتستمر هزيمة أردوغان السياسية في سورية.