لكن معاناة من نوع آخر لايزال يشتكي منها المواطن رغم أنها تعود إلى سنوات ما قبل الأزمة ولا تزال تتفاقم في وقتنا الحالي ألا وهي مسألة إهمال العلب الهاتفية وعدم الاهتمام بإغلاقها من قبل عمال الصيانة ما يجعلها عرضة للعبث وخاصة في مناطلق السكن العشوائي.
ويسهم البطء والتأخر في الاستجابة إلى شكاوى المواطنين حول أعطال الخطوط الهاتفية أحياناً في امتداد الأيدي العابثة إليها من خلال محاولة بعض المشتركين القيام بإصلاحها بأنفسهم وبالتالي التسبب في تداخل الأسلاك ببعضها وقطع الخدمة الهاتفية عن مواطنين آخرين ما يعني بالنتيجة قطع خدمة الانترنت كذلك عن عدد كبير من المشتركين سيضرون لدفع فواتيرها دون الحصول عليها!!
كما يسهم كذلك في كثرة الأعطال الهاتفية والتلف السريع تموضع العلب الهاتفية في أماكن غير ملائمة ومدروسة بالشكل الصحيح كقربها من مصارف الأمطار (المزاريب) أو تمديدات الصرف الصحي للأبنية، بالإضافة إلى استخدام أسلاك هاتفية طويلة نسبياً نظراً لبعد أماكن وجودها عن أماكن سكن المشتركين.
صورة عشوائية وغير حضارية للخدمة الهاتفية يعكسها واقع العلب الهاتفية المذري التي تتدلى أسلاكها في بعض المناطق لتمس رؤوس المارة، وينعكس تأثيرها السلبي على كل من الشركة والمواطن والوضع العام للشبكات الهاتفية الأمر الذي يستوجب ايلاءها اهتماماً خاصاً بما يضمن توفيرها بصورة حضارية والمحافظة على سلامتها بعيداً عن الاستهتار والعبث وحرصاً على احترام مصالح المواطنين وحماية حقهم في الحصول على خدمات جيدة تتناسب مع ما يتم تحصيله منهم من أموال لقاءها.