وابتدأها بمقولة : الماء أرخص موجود وأغلى مفقود
وأشار د. أحمد إلى حقيقة أن الماء يشكل 75% من تركيب الكرة الأرضية . ولكن هذه النسبة لا تعبر عن المياه العذبة الصالحة للشرب بل هي في معظمها مياه مالحة من مياه البحار والمحيطات. لذا فإن مخزون المياه الصالحة للشرب مخزون تتهدده مشكلة الانحسار والتي ستتبدى كمشكلة حقيقية في العام 2050 حسب قول العلماء.
من هنا ومع الانفجار السكاني في العالم، باتت التربية المائية ضرورة إذ يشكل الأطفال الشريحة الأكبر من سكان العالم وهم الأكثر استهلاكا وهدرا. وإن لم يكن هناك توعية من الأسرة والمدرسة والمجتمع عموما، فستكون مشكلة المياه أكثر إلحاحا. إن العمل على توعية الأطفال ... جيل المستقبل ضرورة ملحة ليدركوا خطورة المسألة عله ينشأ لديهم نوع من الوعي للحفاظ على هذا المورد بتنمية قيم واتجاهات صحيحة .
وتناول د. أحمد مسألة التلوث البيئي وخطرها على المياه السطحية والجوفية والتي ترتفع نسبها من بلد إلى آخر. وأوضح أن من هذه الملوثات الأسمدة الزراعية التي ترفع نسبة الأملاح في المياه وهي مواد لا يمكن التخلص منها مهما كانت المعالجة. في حين يمكن معالجة المياه للتخلص من كثير من الشوائب الأخرى.
ولفت د. أحمد إلى أن معظم مصادر المياه العربية تأتي من منابع غير عربية مما يقود إلى مشاكل سياسية . فالنيل ودجلة والفرات أنهار تعتمد عليها الدول العربية التي تمر بها ولكنها تنبع من دول غير عربية تقيم السدود والمشاريع المختلفة التي تؤدي لحرمان دولنا من حصصها المائية المفترضة. وتوقع أن الحروب القادمة في العالم ستكون حروب مياه وليس حروبا نفط.
ولأن العالم وعى منذ زمن أهمية هذا المورد، فقد خصص يوم عالمي للماء في 22 آذار من كل عام. وعقدت من أجله العديد من المؤتمرات.
وذكر د. أحمد أيضا أن الحضارات عبر التاريخ ارتبطت بتوفر المياه . كما اهتم الدين الإسلامي بهذا المورد فذكر الماء 63 مرة في القرآن الكريم ناهيك عن الأحاديث النبوية التي حضت على ترشيد استخدامه مثل: (لا تسرفوا في الماء ولو كنتم على نهر جار) و ( كلوا واشربوا ولا تسرفوا).
وأوجز في نهاية المحاضرة بالقول: إن الوعي المائي هو إدراك المرء لوجود مشكلة . وعندما نقصد حجم المشكلة نعني كيف نفيد من هذا المورد وكيف سنحافظ عليه للأجيال التي ستأتي من بعدنا. وإن المحافظة على المياه مسؤوليتنا جميعا.
وعما تقوم به وزارة التربية السورية في مجال التربية المائية، قال د. شحادة أحمد للثورة: تعمل وزارة التربية على نشر مفاهيم و معارف لها علاقة بالحفاظ على الثروة المائية من خلال المناهج المدرسية سواء في العلوم أو الديانة أو اللغة العربية والجغرافيا . ذلك أن المناهج المدرسية تصل إلى أطفال سورية جميعا دون استثناء، ولكن الأمر لا يقتصر على معلومات تتضمنها الكتب بل على المعلمين والطرائق التدريسية والوسائل التعليمية أيضا. وهذا الدور يتطلب تكاملا مع مؤسسات الدولة الأخرى ومؤسسات المجتمع الأهلي.
كما تقوم وزارة التربية بنشر الوعي المائي فتصدر التعاميم السنوية لترشيد استخدام المياه ومراقبة خزانات المياه في المدارس والحملات الصحية لرصد أمراض قد تكون المياه هي أحد أسبابها حرصا على الصحة العامة.
وهناك مزيد من الإجراءات المستقبلية، قال د. أحمد، أنه سيتم الحديث عنها لاحقا.