تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سيناريوهات محتملة لإنعاش شركة البناء ... التعهدات الثانوية.. بؤر فساد.. ونزيف مستمر للشركة!

اقتصاديات
الأحد 3/6/2007
علي محمود جديد

ما تزال الشركة العامة للبناء..تمكث في جناح العناية المشددة وعلى ما يبدو فإن الاوكسجين قد خف قليلا خلال الربع الاول من العام 2007 الجاري ليساهم في تسجيل خسارات وتراجعا في حالة الشركة.

فإلى جانب ما تنوء البناء تحت وطأته من الديون التي وصلت الى 4 مليارات و187 مليون ليرة سورية فإنها بقيت منهكة من العمالة الفائضة التي يمكن ان تشكل وحدها شركة ضخمة حيث يصل عدد الفائضين الى 1417 عاملا ولا تقل رواتبهم شهريا عن 64 مليون ليرة...!‏

أي ان البناء مضطرة لأن تبدد سنويا 768 مليون ليرة سورية هكذا دون اي مردود وهي خسارة بخسارة تتلقاها على طبق من شوك لتقدمها على مفرش من ورد للعمالة الفائضة الامر الذي يؤكد ضرورة ايجاد طريقة لحلحلة هذا الوضع اللامعقول.‏

ولعل الحل يبدأ من الشركة ذاتها قبل اي جهة اخرى من خلال سعيها الى وضع سيناريوهات مختلفة للتخلص من مفهوم العمالة الزائدة أو الفائضة كليا.‏

ومع حثنا لوضع سيناريوهات قابلة للتنفيذ والتفكير بها جديا فإننا سنحاول الغوص مع الشركة في سيناريوهين لعلهما يكونان قابلين للتنفيذ,ويخدمان الموضوع الذي نحن بصدده.‏

السيناريو الأول:‏

إعادة النظر بالفائض‏

على قاعدة أن الدولة وكما يبدو لن تتحرك لانهاء المشكلة مع هؤلاء الفائضين فإننا نقترح على الشركة إعادة النظر بتوصيف الفائض المحدد لديها من العاملين لا سيما وان هناك شكوكا في مدى صدقية هذا التوصيف لتلك المجموعات من العمال.‏

فمن غير المعقول لأي شركة في العالم ان تدعي في وجود فائض من العمال عندها في الوقت الذي تقوم فيه بطرح مناقصات او اجراء عقود بالتراضي مع متعهدين ثانويين للقيام بأعمال هي من صلب اختصاص الشركة.‏

والانكى من ذلك ان عمال الشركة وكوادرها المتخصصين في تلك الاعمال بالذات لا يكونون منشغلين بأعمال أخرى وإنما متعطلون وجالسون دون اي عمل..‏

هذه حالة شاذة ودعونا نكون صريحين اكثر ونقول:‏

ان مثل هذه التعهدات الثانوية مشكوك فيها حتى العظم وهي واحدة من الأسباب التي تحرض لتوسيع بؤر الفساد وتشكل نزيفا مستمرا للشركة حتى وإن بدت غير ذلك ورقيا فما يجري تحت الطاولة جراء مثل هذه التعهدات لم يعد خافيا على أحد مهما بدت المبررات قوية في ضرورة التعاقد مع متعهدين ثانويين. ولذلك فإن سيناريو إعادة النظر بتوصيف الفائضين لابد وأن يترافق كما نعتقد مع فكرة الاقلاع نهائيا عن هذه العقود الجانبية الثانوية ويتم زج اكبر عدد ممكن من العاملين الذين يسمون فائضين في جبهات العمل والإنتاج وعدم التوقف عن ايجاد مواقع اخرى يمكن ان تستقطب هؤلاء.‏

السيناريو الثاني:‏

تصدير الخبرات‏

الذي في ذهننا حول هذا السيناريو المفترض يحتاج الى جرأة وربما الى تشريع جديد ونحن في زمن مشجع لان لا نتردد في طرح اي مشروع قانون مقنع عندما تدرس اهدافه وغاياته وتوضع اسبابه الموجبة بشكل منطقي.‏

بكل الاحوال هذا الفائض إن كان فائضا فعلا يمكن حصر اختصاصاته وتحديدها بدقة ايا كان هذا الاختصاص ومن ثم تشكل الشركة مجموعات عمل محددة ثم تقوم بالإعلان عن وجود كوادر مختصة عندها بالاختصاصات الموجودة فعليا وانها يمكن ان ترفد جميع الجهات العامة والخاصة والمشتركة بكوادر خبيرة في تلك المجالات لقاء بدلات معينة لصالح الشركة وقد ترى البناء وقتها ان الفائض الذي كان عبئا قد صار يشكل كنزا عبر هذه الفرق والمجموعات والتي يمكن تخصيصها للمهمات الصعبة إن على المدى القصير أم الطويل وعلى الشركة ان لا تنتظر هذه الجهة ام تلك كي تطلب منها تنفيذ مهمة أو عمل ما ..‏

فمجموعات الفائضين يجب ان تنضوي تحت ادارة خبيرة بمسألة الحديث والمسايرة والعلاقات العامة كي تتمكن من إقناع الجهات الاخرى بالاستعانة بتلك الخبرات.‏

الشيء الاهم في جميع الأحوال هو تغيير كلمة فائض لا بل ونسيانها تماما لأنها مثيرة للإحباط النفسي ويمكن ان نطلق على العاملين المصنفين تحت هذه التسمية البائسة بمجموعات العمل بلا حدود او فرق المهمات الطارئة او مجموعات العمل الخارجي وإلى ما هنالك من التسميات الاخرى المحفزة.‏

هذان السيناريوهان قد يبدوان لدى البعض شكلا من اشكال الفانتازيا ولكنهما بالنهاية ليسا عصيين عن النقاش و لاحتى عن التطبيق على ما نعتقد.‏

إن العمل في هذا الاتجاه نراه افضل بكثير من الشكوى المستمرة التي لن تقدم ولن تؤخر وبدلا من ان تدفع الشركة سنويا نحو 768 مليون ليرة كرواتب دون جدوى تصير هذه المجموعات قادرة على أن تغذي نفسها برواتبها لا بل وتدعم الشركة بسيولة اضافية.‏

معضلة التمويل‏

اما بشأن العناصر الاخرى التي ساهمت في إفقار الشركة وتكرار خسائرها ولا سيما مسألة توفر السيولة المالية فهنا لابد من البحث عن مصادر تمويلية للشركة سواء كانت من الدولة ام من المشاركة برأس المال ام بتحويلها الى شركة عامة مساهمة تطرح اسهمها على الاكتتاب العام لا سيما وان سوق الاوراق المالية قد صار على وشك الظهور.‏

المهم ايجاد حل من هذه الحلول أو أن تقتنع الحكومة بعدم التشدد الى هذا الحد في تخصيص اموال للشركة وبالتضحية قليلا ولو لمرة واحدة لتمكين البناء من اعادة توازنها المنطقي سواء من تأمين المواد الاولية أومستلزمات الانتاج.‏

الحكومة وأن تحملت بعض الارهاق المالي بذلك فإنها لن تكون خاسرة وقتما تخرج هذه الشركة وهي لها وملكها من غرفة الانعاش وتمارس نشاطها جيدا ونعتقد ان الشركة العامة للبناء يمكنها في هذه الحالة ولو بعد حين ان تعيد هذه الأضاحي الى الحكومة كلها.‏

تعليقات الزوار

محمد سهيل الدروبي |  ms@droubinet.com | 03/06/2007 12:46

كلما طالعت في الصحف الخبار المحبطة عن خسائر الشركات العامة وبعض نظريات المعالجة الفذة انتابني خليط من الشعور بالإحباط والعبثية، هل فعلا نريد حلا لمشكلة شركات القطاع العامة الخاسرة؟؟ المشكلة ليست عويصة والحل ليس مستحيلا، هنالك عدد لابأس فيه من الإقتصاديين السوريين القادرين على وضع حلول مجدية وعملية لهذه المشكلة ، فأي مشروع وأي شركة إقتصادية يمكن أن تحقق خسائر كبيرة أو صغيرة ورجال الإقتصاد لديهم العديد من الحلول ولكن لحل المشكلة لابد من أولا وقبل كل شئ من توفر الإرادة والقرار. فهل لدىينا الإرادة والرغبة الحقيقية ، هل لدينا الإستعداد للتضحية بمصالح فئة آمل أن لاتكون بالكبيرة المتسلطة على أمور هذه الشركات وتستفيد من وضعها القائم ومن نزيف المال العام المستمر عن عن طريق هذه الخسائر المستمرة. الحل ليس ياأعزائي بحل معضلة السيولة وبضخ المزيد من اموال الشعب في هذه الشركات لأن هذه الأموال ستختفي كسابقتها وأسرع مما تتصور وسيزيد النزيف الذي لن يتوقف إلا بعملية جراحية واستئصال لو تتطلب الأمر أو لإعلان وفاة ودفن سريع للجثة دون داع لعزاء قد يكلف البلد مزيدا الخسائر

أكرم العفيف |  alafeef@scs-net.org | 03/06/2007 22:19

قطاع عام أم تقطيع عام أيها الأخوة المحترمون : إننا في منطقة الغاب نحب التحاور ودائما كانت الحوارات شفافة صادقة حتى أنها كانت تخرجنا من تمترسنا الحزبي والعقائدي في كثير من الأحيان وهذا دليل عافية ولكن هناك موضوع شائك لا زلنا نتمترس خلف حزبياتنا به وهو القطاع العام ولكن الهدف لنا مجتمعين هو البحث عن الأفضل للفقراء وهذا ما دفعني لكتابة هذه السطور طامعا بسعة صدركم في حال أخطأت 0 أيها الأخوة حضرنا محاضرات عدة حول القطاع العام وكان منها محاضرة الدكتور عصام الزعيم ومحاضرة للصديق رفيق ضاهر وما ميز المحاضرتين تمترس المحاضرين حول فكرة القطاع العام ( ولا ألومهم ) ولكني اليوم أقول أنه يجب أن نفكر بكيفية اتخاذ قرار ما حول موضوع ما وما هي الآليات الفكرية والمادية لاتخاذ القرار ولكني أقارب الموضوع من خلال بعض الجوانب وبعض الأسئلة وأجوبة عليها : س1 : هل القطاع العام خاسر أم مخسر ؟ س2: هل يستطيع القطاع العام المنافسة في ظل وجود فرص متكافئة بينه وبين القطاع الخاص ؟ س3: أعطي بالمحاضرات رقم أن القطاع العام يعطي للميزانية نسبة 90 0/0 من إجمالي الناتج القومي فهل هذا الرقم بحاجة لتفاصيل ؟ س4: هل إعطاء المشاريع للقطاع العام وإعطاءه الأفضلية بالتنفيذ رغم زيادة أو ربما مضاعفة قيمة المشاريع لكي تصبح رابحة هل هذا الموضوع لصالح الدولة ( مواطنين ومؤسسات ) ؟ س5 : هل سيؤدي إلغاء القطاع العام لانهيارات بالسياسة السعرية للسوق وتغيير المواصفات الحالية وهل المواصفات الحالية جيدة ؟ س6: هل هناك طريقة لتفعيل دور مؤسسات القطاع العام ؟ س7 : هل يوجد بدائل للقطاع العام تزج الطاقات المجتمعية في العملية الإنتاجية وتساهم بها الطبقات الفقيرة بالمشاريع التنموية ؟ س8: هل يوجد طريقة للحفاظ على الطبقة الفقيرة والشريحة الكبرى شريحة العمال والفلاحين في ظل سوق تنافسية لا تعرف الرحمة في حال أطلق لها عنان الجنون التنافسي بين قوى رأس المال واليد العاملة الرخيصة ؟ وأسئلة وأسئلة كثيرة أردت أن اطرح بعضها حيث لا مجال لطرح عدد اكبر منها في هذه العجالة 0 ج س1: القطاع العام منه الخاسر ومنه المخسر ولكن واقعه الحالي لا يستطيع المنافسة وحتى نحصر الأسباب يجب أن نجري تشكيل رقمي لهذا القطاع العام يبدأ بالقوى العملة وعددها وفئاتها ووس

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية