تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تايرا بانكس تستنسخ أوبرا

فضائيات
الأحد 3/6/2007
أديب مخزوم

كلما شاهدت حلقة جديدة من برنامج العارضة السابقة والمقدمة الحالية السمراء تايرا بانكس, الذي يقدم مساء كل يوم على شاشة ONE

أشعر وكأنني اشاهد وتيرة واحدة من البرامج الأمريكية والأوروبية والعربية التي تدور في فلك البرنامج العالمي الشهير اوبرا, الشيء الذي يشير على الأقل إلى غياب روح التجديد عن تلك البرامج, وإلى رواج ما يمكن تسميته بالاكتفاء بمعطيات البرامج التلفزيونية الناجحة دون القدرة على تجاوزها إلى آفاق متجددة.‏

فالمواضيع المطروحة تعالج القضايا نفسها, وأجواء الاستوديو وطريقة التعاطي مع الضيوف والجمهور, تعيدنا إلى المناخات ذاتها . وتايرا تظهر ببشرتها السمراء وتسريحتها على هيئة اوبرا تماماً, رغم أن الأخيرة تبدو في لباسها وحركاتها وتصرفاتها أكثر رزانة من الأولى فتايرا على خلاف اوبرا غالباً ما تظهر على الشاشة الملونة بلباس قصير جداً, وهي تبالغ أحياناً في رقصاتها وحركاتها الاستعراضية, ولا سيما إذا كان ضيفها أو ضيفتها من نجوم البوب أو الروك, ومن تابع حلقتها التي استضافت فيها المغنية الشابة هيلاري داف شاهد رقصها وانفعالها وحماسها, ورغم أنها تبدو أكبر سناً من أن تلعب دور المراهقة التي تخرج عن وعيها حين تطل كريستينا اغيليرا أوجيري هاليوال اوغوين ستيفاني وسواهن.‏

قد تنجح تايرا بانكس ومن معها من مخرجين ومصورين في استقطاب فئة شبابية تميل إلى العصرنة في اللباس والحركة والتصرف لكن المشاهد يشعر منذ اللحظة الأولى, أنه أمام أجواء شاهدها من قبل, وأسئلة سمعها سابقاً, وفي هذا المستوى يبدو البرنامج أقرب إلى الاستنساخ أو القرصنة.‏

ولا شك بأن نجاح برنامج أوبرا الأشهر في العالم أجمع هو الذي اغرى الثانية ومن معها بالتقليد في اطار السعي إلى الكمال فالجمال الذي قد يفتقده المشاهد في وجه وجسد اوبرا, يمكن أن يجده في إطلالة الثانية مما يجعل المشاهد يشعر أنه مع تايرا أمام حالات روتوش على صعيد الشكل الخارجي لا على صعيد المضمون والجوهر.‏

هكذا يتحول الاغراء الانثوي مع تايرا إلى منافسة غير متوازنة على خلاف اوبرا التي تعمل في كل حلقة على ايجاد المزيد من الموازنة والمواءمة بين الشكل والمضمون في خطواتها الرامية إلى تجاوز الادعاء والصور المفتعلة.‏

قد تكون تايرا صادقة مع نفسها في ظهورها بالطريقة التي ترضي مشاعرها واحاسيسها وقناعاتها الذاتية, بحيث تبدو أقرب إلى بيئتها الأمريكية, لكن برنامجها يبدو ضائعاً بين تصرف المراهقين ومزاجهم, وبين جدية المواضيع التي تطرحها ومن ضمنها استضافتها لأشخاص يبحثون عن أخوة أو أقرباء لهم, انقطعت أخبارهم منذ سنوات وكم كانت المفاجأة حين شاهدنا المفقودين في إحدى الحلقات يتصلون بالبرنامج ويلتقون مع أقاربهم, وهم يذرفون دموع الفرح, تماماً كما يحدث في برنامج اوبرا وفي البرنامج التلفزيوني المحلي (خبرني يا طير).‏

مشاهد كثيرة تذكرنا بأجواء برنامج اوبرا, ويزداد هذا الشعور حين نجد تايرا تتبنى قضية الانتصار لجنسها المضطهد من السود, غيرأن الطريقة الاستعراضية والاغرائية التي تظهر أو تطل من خلالها على المشاهدين تجعل القضايا الانسانية التي تعالجها معرضة للارتجاج والاهتزاز والتشويش.‏

فالأهداف التجارية واضحة في برنامجها علماً بأنه كان في إمكانها الرهان على قدراتها في تقديم برنامج خاص بها ينطلق إلى آفاق جديدة بدلاً من جمود المراوحة في إطار الترداد والتقليد الرتيب.‏

أليس من الأفضل على المذيعة تحويل الانتباه عن مقارنتها بالأخرى وإعطاء تجربتها دفعة تصاعدية بدلاً من اعتمادها على الأسلوب الاستنساخي الساكن الرائج بكثرة في القنوات والمحطات الاستهلاكية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية