فقد اقتحم أربعة آلاف عنصر من تلك القوات سهول نهر «هلمند» تنفيذاً لعملية «طعنة الخنجر» آملين تحقيق خلال ساعات معدودة ما عجزت القوات البريطانية المرابطة هناك في الوصول إليه خلال السنوات الثلاث الماضية ، ويأتي هذا الهجوم الواسع النطاق تنفيذاً لأوامر أصدرها أوباما وتقضي بمضاعفة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان واغراق وديان «هلمند» بعشرة آلاف عنصر من المارينز، متجاوزاً بذلك قوام الفرقة البريطانية المنتشرة في تلك البقاع منذ عام 2006 ووصل عدد مقاتليها اليوم إلى /8000/ محارب.
وتهدف عملية «طعنة الخنجر» في أفغانستان إلى السيطرة على ولاية هلمند، حيث تتمركز حركة طالبان وبالتالي تمهيد الطريق أمام الانتخابات التي ستجري يوم 20 آب في أفغانستان وتوفير قدر من الاستقرار يكفي لإطلاق عملية تنمية اقتصادية وسياسية شاملة وبالتالي استعادة ثقة الشعب الأفغاني ونقل المسؤولية الأمنية في البلاد للقوات الأفغانية، وتعتبر تلك الانتخابات امتحاناً للرئيس كرازي، الذي يوجه إليه الغرب اتهامات بالفساد وسوء الإدارة.
كانت مساعي القوات البريطانية قد تمحورت في ولاية «هلمند» حول إثبات وجودها على أرض الواقع والمحافظة على الأمن وتحقيق الاستقرار هناك إلا أنها فشلت، ما جعلها تتخلى عن الأراضي التي بسطت سيطرتها عليه نتيجة النقص في عدد عناصرها المقاتلة وهذا مادفع القيادة الأمريكية في أفغانستان للتصريح أنها حفظت الدرس واستخلصت العبر وإن عمليتها الجديدة مختلفة كلياً عن نظيرتها البريطانية، ويرجع هذا الاختلاف إلى حجم القوات الأمريكية الضخم التي شاركت في عملية «طعنة الخنجر» وإلى السرعة التي تغلغلت خلالها عناصر المارينز إلى الإقليم المذكور.
ويقول «لاري نيكلسون» قائد قوات المارينز في أفغانستان حول هذه العملية «جئنا إلى هنا لنبقى ونرابط ، وبالتالي سنبسط سيطرتنا على هذه الولاية ونمسك بزمام أمورها الأمنية وسواها» وتقع المنطقة التي اقتحمها عناصر المارينز في هلمند جنوب مركز القيادة البريطانية في «لاشكار غاش» وهي أوسع رقعة من الأراضي في العالم لإنتاج مادة الهيرويين المخدرة، وتشكل تلك البقاع نقطة عبور لمقاتلي حركة طالبان ومركز انضمام المتمردين الوافدين عبر الحدود من باكستان المجاورة، إذ لم تطأ تلك الرقعة من الأراضي التي تسعى عناصر المارينز لتطويقها أي قوات أجنبية اطلاقاً.
وقد فشلت القوات البريطانية، في اختراق جنوب غار مسير بعد أن وصل إليها مقاتلون جدد من أفغانستان وانخرطوا في المعارك الدائرة على تلك الجبهة وقد اصيبت القيادة الأمريكية في المنطقة بالإحباط جراء الاستراتيجية التي انتهجتها القوات البريطانية خلال توغلها في تلك البقاع عام 2008 وكانت حركة طالبان قد تعهدت بالتصدي لأي هجوم تتعرض له بمشاركة مقاتليها المنتشرين فوق أراضي جنوب أفغانستان.
وفي تصريح جديد لأبرز قيادي في حركة طالبان جاء مايلي: تفيد تقارير الحركة الأولية بقيام مقاتلي طالبان بمواجهة القوات البريطانية المتواجدة في ولاية هلمند بشكل عنيف أدى إلى دفع الجنود البريطانيين للانسحاب بدلاً من الانخراط في المعارك الدائرة على جبهات القتال هناك.
أما المتحدث باسم قوات المارينز فيقول: تقوم حركة طالبان بحفر خنادق تحيط بوادي هلمند ثم تعمل على تغطيتها بأوراق وأغصان الأشجار لتجعلها مصيدة للجنود الأمريكيين.
ويفيد أحدث تصريح للرئيس أوباما أن الهدف من استراتيجيته العسكرية في أفغانستان منع القاعدة من تدريب مقاتليها هناك خشية شن هجوم جديد على أراضي الولايات المتحدة باعتبار أفغانستان الجبهة الرئيسية في الحرب الأمريكية ضد الإرهاب.
7/7/2009