تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وفي البحر المتوسط.. قرصنــة إسرائيلية

موقع : Counter Punch
ترجمة
الأثنين 13-7-2009م
ترجمة: رنده القاسم

في الثلاثين من حزيران ارتكبت حكومة إسرائيل قرصنة حين صعد الأسطول البحري الإسرائيلي في المياه الدولية بشكل غير شرعي إلى سفينة «روح الإنسانية»

و اختطف واحدا و عشرين شخصا من طاقمها القادمين من إحدى عشرة دولة بمن فيهم عضو الكونغرس السابقة «سينثيا كاكيني» و الحائزة على جائزة نوبل «ميريد ماغير»، و صادروا حمولة معونات طبية، و أشجار زيتون ومواد بناء و ألعاب أطفال كانت في طريقها إلى شاطئ البحر المتوسط عند غزة.و الآن تسحب «روح الإنسانية» إلى إسرائيل مع أفرادها الواحد و العشرين باتجاه إسرائيل مع كتابتي لهذه الكلمات.‏

و طالما وصفت غزة بأكبر معسكر اعتقال في العالم ، إنها وطن مليون و نصف مليون فلسطيني اقتيدوا بقوة الأسلحة الإسرائيلية ،المزودة من قبل أميركا، خارج منازلهم و خارج مزارعهم و خارج قراهم و هكذا تستطيع إسرائيل سرقة أراضيهم و تجعلها متاحة للمستوطنين الإسرائيليين.‏

وعلى مدى ستين سنة و نحن نرى، رغم الأمم المتحدة و القوانين التي تمنع سرقة إسرائيل لفلسطين، مسرحية حديثة مكررة عن تلك التي وقعت في القرون السابع عشر و الثامن عشر و التاسع عشر حين سرقت أراضي الهنود الأميركيين من قبل المستوطنين الأميركيين.‏

و حديثا وبخ المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية رئيس الولايات المتحدة لاعتراضه على سرقة إسرائيل لفلسطين مع العلم أن إسرائيل تقول: إن الولايات المتحدة سرقت كل أراضيها من الهنود.‏

لقد علمت أن «روح الإنسانية» ستكون ضحية للقرصنة الإسرائيلية منذ الدقيقة التي استلمت بها «استشارة عامة» من منظمة سلام إسرائيلية مفادها أن حكومة قبرص لن تسمح لـ « روح الإنسانية» بالمغادرة لغزة. و قالت الإدارة الأميركية: إن وزير الخارجية الإسرائيلية أعلم المسؤولين الأميركيين في السفارة الأميركية في تل أبيب أن إسرائيل لا تزال تعتبر غزة منطقة نزاع و أن أي محاولة من قبل الزورق للإبحار لغزة لن يسمح لها ببلوغ مقصده. و قد أذن لـ «روح الإنسانية» بمغادرة قبرص بعدما وقع كل من على متنها على ورقة يخلون فيها قبرص من أي مسؤولية عن سلامة الطاقم في يد الإسرائيليين.‏

مع دعوة الرئيس اوباما لإرسال المعونات الإنسانية إلى غزة ، و مع لعن الصليب الأحمر للحصار الإسرائيلي غير الإنساني على غزة ، فان السؤال الذي يخطر فورا على البال هو لماذا لم ترسل الولايات المتحدة أسطولا بحريا أميركيا كافيا لمرافقة « روح الإنسانية» و رؤيتها تصل بسلام عبر المياه الدولية إلى غزة؟ لقد أرسلنا سفنا ضد القراصنة الصوماليين فلماذا لم نفعل ضد أولئك الإسرائيليين؟‏

كلنا نعلم الإجابة . فالولايات المتحدة تجيد الحديث عن لعبة «حقوق الإنسان» و لكنها لا تقوم بشيء، خاصة إذا كان المنتهك لحقوق الإنسان هو إسرائيل. ففي المحصلة تملك إسرائيل الكونغرس الأميركي و الرئيس اوباما، بل إن لإسرائيل مواطنين في أميركا و قد أضحى عضو سابق في قوات الدفاع الإسرائيلية رئيسا للأركان في بيت اوباما الأبيض.و تملك إسرائيل ملايين الأميركيين المسيحيين الصهيونيين، و عندما يتعلق الأمر بإسرائيل تغدو الحكومة الأميركية دمية متحركة تفعل ما يقال لها. والكثير من الرجال الأميركيين الحاسمين يتخذون مواقف قوية و لكن ليس عندما تضع إسرائيل أصابعها في الموضوع. ‏

و بالطبع سوف تفلت إسرائيل من تصرفها الذي يعتبر قرصنة صرفة ، فإسرائيل بالأصل لا تزال تفلت من المحاسبة على ارتكابها جرائم حرب و انتهاكات للقوانين الدولية على مدار ستين عاما ، و إذا حاولت الأمم المتحدة القيام بشيء ما فان الولايات المتحدة ستستخدم الفيتو كما كانت تفعل منذ عقود.‏

في الوقت ذاته تمنع واشنطن الأموال الاسعافية عن كاليفورنيا التي تعاني من الإفلاس . و إسرائيل الدولة المفلسة منذ ستين سنة تستطيع، بعكس ولاية كاليفورنيا الأميركية ، الاعتماد على واشنطن لإرسال النقود و الأسلحة لاستمرار إسرائيل.وفي نفس الأسبوع الذي قالت فيه حكومتنا في واشنطن لحاكم كاليفورنيا إنها لن تعطيه سنتا احمر ، أرسل الرئيس اوباما 2،775 مليار دولار لإسرائيل.‏

وفي التاسع عشر من حزيران كتب موقع «Online Journal» أن تسليم الأموال لإسرائيل من دولارات ضرائب الأميركيين العاطلين عن العمل يتم في غرفة صغيرة في مبنى البرلمان الأميركي حيث يمنع دخول أحد من الإعلاميين . حقا، فمن ذا الذي يريد أن تكتب وسائل الإعلام عن دولارات دافعي الضرائب الأميركيين التي تعطى للأسلحة النووية الإسرائيلية بينما يطرد الأميركيون من بيوتهم ، و طبعا ليس من ضمنهم المسيحيين المؤيدين لإسرائيل.‏

و بخلاف الآخرين المتلقين للسخاء العسكري الأميركي، يسمح لإسرائيل بتجاوز البنتاغون و التفاوض مباشرة مع المزودين الأميركيين. و النتيجة تضاعف تأثير اللوبي الإسرائيلي ، لأن المزودين العسكريين سيقاتلون لأجل إسرائيل في اللجان التابعة للكونغرس لأجل الحصول على عمل مع إسرائيل. و هذا سيجعل إسرائيل توجه الأنظار نحو إيران. و كما ورد في«Online Journal» فان النائب الجمهوري «مارك ستيفن» حصل خلال حملته على مبلغ 221,000 دولار من منظمات النشاط السياسي الإسرائيلي، و بالتالي فمن المؤكد أنه سيعمل على إدخال تشريعات تمنع بنك الاستيراد و التصدير من منح ضمانات قروض لدول ذات نشاطات تجارية مع إيران. و يعتقد الأميركيون أنهم قوة عظمى و لكنهم في الواقع قوة مخدرة و دمية.‏

هناك الكثير من الأدلة عن تعذيب إسرائيل للأطفال ، فشعب الله المختار يعذب بشكل نظامي الأطفال الفلسطينيين في الأسر ، و يعذبهم أيضا في الطرقات بإطلاق النيران عليهم .‏

المنظمة الدولية للدفاع عن الأطفال و مقرها «جنيف» تقول وفقا لمجلة Time إن المعاملة السيئة و تعذيب الأطفال الفلسطينيين المسجونين أصبحت منتشرة و نظامية ما يفترض تورطاً في الجريمة على كل المستويات السياسية و العسكرية في سلسلة السلطة .‏

و كما ذكرت مجلة Time يعاني الأطفال من صدمة دائمة بسبب السجن . و يقول «صالح نزال» من الوزارة الفلسطينية لشؤون الأسرى :« عندما يقتحم الجنود منزلا و يسحبون طفلا ، فانه يفقد الشعور بالحماية من أسرته ، ويعود من السجن وقد أضحى بعيدا عن أسرته و أصدقائه . إنه لا يحب الذهاب للمدرسة و لا حتى مغادرة منزله و يبدأ بالتبول في سريره أثناء نومه و تقول «منى زغروت» المستشارة النفسية العاملة على مساعدة الأطفال العائدين من السجن:«يعودون من السجن و هم يفكرون و يتصرفون و كأنهم رجال. تضيع طفولتهم و يتجهون نحو نموذج أبوي آخر ، إنهم جماعات الميليشيات المسلحة التي تناضل ضد الاحتلال الإسرائيلي».‏

و هكذا تمضي الأمور، فلا يوجد نقود لكاليفورنيا و لا للعناية الطبية الأميركية أو للملايين من الأميركيين الذين فقدوا منازلهم و أضحوا مشردين ، لأن إسرائيل تحتاجها. إسرائيل بحاجة لأموال دافعي الضرائب الأميركيين لكي تستطيع خلق المزيد من الأعداء ، و بالتالي تحتاج المزيد من الأموال الأميركية لدفعها لصناعات الأسلحة الأميركية لقمع الفلسطينيين و صنع أعداء إضافيين، تحتاج المزيد من الأموال الأميركية لحماية إسرائيل من حماقتها و شرها.‏

و الشعب الأميركي مغسول الأدمغة يمضي على هذه الحال سنة إثر سنة .‏

بقلم «بول كريغ روبيرتس» السكرتير المساعد في وزارة المال في حكومة ريغان و مؤلف كتاب «طغيان نوايا الرب».‏

7 /7/2009‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية