الجديد في مرض قديم ...
طب الأثنين 13-7-2009م كان السل الرئوي من الأمراض التي حرص المجتمع على إخفائها وطالما ألمحوا إليه بالقول: «فلان معه ذلك المرض» تسمية تستعمل اليوم في الإشارة إلى السرطان.
السل مرض الصحة العامة والمناعة المتدهورة، نستنشق جرثومة السل في الهواء التي تدخل إلى الرئة فلا عجب إذا كان أكثر البشر حاملين الجرثومة من غير أن يظهر عليهم المرض، لايستفحل أمر السل إلا إذا تدنت مستويات العيش وانخفضت المناعة بالطعام غير السليم أو ببيت لايعرف الهواء الطلق والشمس والنظافة، حين تدخل الجرثومة رئة الإنسان يسرع جهاز المناعة بتطويقها فيحيطها بكتلة لاتستطيع الجرثومة اختراقها وهذا مايسميه الخبراء (درنات السل) وهكذا تعيش الجرثومة مدفونة من غير أن تسبب المضاعفات المعروفة، ومن الطريف أن الجرثومة تختبىء في خلايا جهاز المناعة التي يفترض أن تدمرها.
اكتشف العلماء صيف سنة 2000 أن الجرثومة خلال بقائها في الدرنات تغير في غذائها فلا تلتهم النشويات بل تعتمد على الدهن لتعيش. هذا التقلب مفتاح حياتها لذلك يحاول العلماء أن يطوروا أدوية تمنع الجرثومة من استغلال التقلب ،إذ إن حرمانها من التحول إلى طعام دهني سيمنع عنها الطعام تماماً، ذلك أن الدرنات المختبئة فيها خالية من المواد النشوية أو السكرية، وهكذا فقدان الدهن أيضاً سيقتلها بعد حين فلا تبقى كامنة في الرئة متحينة فرصة ضعف المناعة للخروج والتكاثر والتغلب على الرئة بالتهامها أو تعطيل ليونتها فلا يتنفس المريض بعد ذلك!.
|