تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بني سعود أمام حقائق المحاسبة والمحاكمة

شؤون سياسية
الثلاثاء 7-1-2014
 منير الموسى

لا صحافة غربية رسمية في دول أوروبا، بل صحافة إسرائيلية صهيونية، بمئات المحرّرين الصحفيين الغربيين الذين يتوشحون بإعلام أوروبا، ولكن لا أحد منهم يخدم قضايا الشعب الأوروبي، لأن الأموال الصهيونية تهبط عليهم بالميازيب، ونعتقد أنه نادراً ما كان شعب فرنسا، على سبيل المثال، ضحية لمثل هذه الأكاذيب والتلاعب على جميع المستويات، فباسم دول أوروبا، يسلّح قادة الغرب من اليمين واليسار، الإرهابيين ويدعمونهم، فيقتلون آلاف المدنيين في ليبيا وسورية ومالي ولبنان والعراق واليمن ومصر، فأيها الأوروبيون اسألوا أنفسكم، لماذا كل ذلك ولمصلحة من؟

تستطيع كل صحف الغرب أن تلفق وتكذب ما شاءت في الحرب الإعلامية الشرسة على سورية عندما تتجنى على السوريين، حيث الملاحظ أن أي هجوم للجيش العربي السوري على مواقع تنظيم القاعدة الخالية من أي وجود للمدنيين، تخرج علينا صحف مثل ليبيراسيون الفرنسية لتزعم أن الجيش يستهدف المدنيين والأطفال، وخلال أقل من عشرة أيام استهدفت العناصر الإرهابية ثلاث مرات مولدات الطاقة الكهربائية التي تغذي معظم المدن السورية، فقط لمنع الأطفال والشبان السوريين من متابعة تحصيلهم العلمي ومنع المؤسسات من تقديم الخدمات، واستهدفت قذائف الهاون مئات المنازل السورية والتي راح ضحيتها أطفال كثر، إضافة إلى تجنيد تنظيم القاعدة للأطفال ولاسيما من تشردت عائلاتهم أو لم يستطيعوا اللحاق بذويهم.‏‏

ودول الغرب الاستعماري عندما يقتل إرهابيوها الأطفال السوريين لا يهمهم موتهم، لأن الطفل سيصبح كبيراً، وسيكون بالمحصلة مقاوماً للمشاريع الاستعمارية، واستراتيجية الغرب أصلاً هي القضاء على جيل كامل من الأطفال سواء بالحروب المباشرة أم بالحصار أم بحروب الوكالة، وعندما سئلت مادلين أولبرايت عن الأطفال العراقيين الذين قتلتهم أميركا بسبب العدوان على العراق أو بسبب الحصار لم تبدِ أسفها، وكذلك الذين قتلتهم القنابل النووية في نيغازاكي وهيروشيما، بل سوغت مقتلهم: «أرى أن خيار قتل الأطفال خيار صعب، لكننا نعتقد أن النتيجة المرجوة تستحق هذا الثمن وتجعله مرضياً عنه».‏‏

كل الصحافة الغربية الممولة صهيونياً لم تذكر أي شيء عن قتل أسر بأكملها في مدينة عدرا العمالية على أيدي القاعدة، ليس في عمليات عسكرية بل بالسواطير، فيما يشبه التطهير العرقي بحق الشعب السوري، بل سوغت بعض الصحف الغربية الهجوم على عدرا العمالية لأن سكانها من المؤيدين للدولة السورية، أو لأنهم من العاملين في الدولة، فارتكبت الجرائم ضد الإنسانية، ويتحمل الغرب الذي يمول هذه المجموعات كل المسؤولية، والمفارقة، أن مقتل أميركي أو أوروبي أو إسرائيلي واحد يستنفر كل دول الغرب، وإذا قتلت أميركا نصف مليون طفل في العالم يقال إن أميركا أم الرحمة والإنسانية والتسامح.‏‏

حكام واشنطن هم الذين يقدمون الغطاء للإرهاب الدولي بكل جرائمه الفظيعة، حتى غدا هناك دول إرهابية بعينها، ولا سيما إسرائيل والسعودية وفرنسا وبريطانيا وقطر وتركيا، إضافة إلى مجموعات القاعدة الإرهابية التي يجري جمع عناصرها عن طريق مؤسسات تجنيد المرتزقة حول العالم وتمويلها بالسلاح الغربي والمال الخليجي الذي يُدفع كاتاوات مقابل الحفاظ على الأسر الحاكمة في الخليج، لأن العروش هناك من قش تهتز وتحترق بمجرد رفع الحماية الصهيو أميركية عنها.‏‏

والسعودية التي شاركت في تدمير أبراج التجارة العالمية في 2001 رغماً عن أنفها بالتعاون مع إسرائيل والاستخبارات الأميركية، لإيجاد الذرائع لاحتلال أفغانستان والعراق تغدو هذه الأيام في موقف حرج بعد أن رفعت الحصانة عنها بخصوص أي ملاحقة قضائية لحكامها بشأن تورطهم في تلك الأحداث بقرار محكمة الاستئناف الأميركية الصادر في 19 كانون الأول الماضي بناء على مطالبة أهل الضحايا الذي انتفضوا أخيراً ضد قرار عام 2005 الذي منح آل سعود الحصانة من أي ملاحقات.‏‏

والمفارقة أن حكام أميركا وإسرائيل الذين كانوا على علم تام بما حدث ما زالوا يتمتعون بالحصانة الكاملة، وهنا يمكن تطبيق تقنية كبش المحرقة على آل سعود من قبل القضاء الأميركي. واللافت أيضاً أن الاستخبارات الأميركية زعمت أنها هي من سربت للجيش اللبناني مكان الإرهابي السعودي ماجد الماجد الذي قُبض عليه، ما اضطر آل سعود إلى محاولة إطلاق سراحه أو اغتياله.‏‏

ولعل القرار القضائي الأميركي سيكشف عن القوى التي نفذت أحداث أيلول 2001، وعن القوى التي اتخذتها ذريعة لتدمير العالم، وعن الجهات التي ما زالت تحاول خنق التحقيقات. والواضح أن إدارة بوش وتشيني وإدارة أوباما حاولتا تضليل الشعب الأميركي وإبعاد أنظاره عن الحقيقة وإلهائه من خلال حروب الربيع العربي، وثمة وثيقة بيد القضاء الأميركي بأن بندر بن سلطان قام بصفته ممثلاً لآل سعود عندما كان سفير المملكة في واشنطن، بالمساهمة في ترتيب الاعتداءات من أجل إيجاد الذريعة لغزو أفغانستان بدايةً، وربما سيحاسبهم الشعب الأميركي قريباً وسيحاسب كل الصحف الغربية التي تشكل غطاء للإرهاب.‏‏

ويكذب كل حكام واشنطن عندما قالوا إن القاعدة قد هُزمت في العالم، في نوع من الرياء للتغطية على فشل حربهم المزعومة على الإرهاب، وخروجهم مندحرين من العراق، والآن يتحضرون للفرار من أفغانستان، ليتضح للعالم كله أنهم المشغلون رقم واحد لتنظيم القاعدة الذي راح يفرخ من خلال دعمه بالمال والسلاح والعناصر والتغطية على جرائمه في كل دول الغرب، بل اتهام الدول المستهدفة أميركياً وصهيونياً والتي تحارب تنظيم القاعدة على أراضيها، بأنها هي التي ترتكب الفظائع، فنشهد انتشاراً للإرهاب في كل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا العربي وفي إفريقيا الوسطى.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية