فرشوة المليارات السعودية المخصصة لتسليح الجيش اللبناني، والغزل المبالغ فيه من قبل الرئيس اللبناني ميشال سليمان بالمملكة «الشقيقة» بمناسبة ومن غير مناسبة، وغمزه المستمر من قناة حزب الله وخياراته الوطنية، والهجوم المتكرر لأدوات السعودية في الداخل اللبناني على المقاومة وتحميلها مسؤولية كل ما يحدث في لبنان بما في ذلك التفجيرات التي تستهدفها وتستهدف قادتها ورموزها وجمهورها، كلها أمور تستدعي التوقف عندها بكثير من الريبة والشك، ولعل أكثر ما يثير الريبة التغطية الإعلامية المقززة التي نظمتها قناة «العبرية» للحديث حول «وفاة» هذا الإرهابي والتي بلغت أحط وأقذر درجات الكذب والافتراء والتضليل والضحك على اللحى والعقول.
فبحسب زعم «العبرية» فإن «الماجد» يعمل لمصلحة إيران وينفذ أجنداتها وسبق له أن تدرب في معسكراتها.. ولم يكن ينقص مفبركي سيرة هذا الإرهابي سوى الادعاء أنه كان أحد أهم قادة الحرس الثوري الايراني، وأن العمليتين الانتحاريتين اللتين استهدفتا السفارة الإيرانية تمتا بمعرفة وتشجيع الخامنئي نفسه، وأن السعودية بريئة كل البراءة من الماجد..؟!!
ولكن كما يقال: كاد المريب أن يقول خذوني، فدأب السعودية على إبعاد التهمة عنها يضعها في موضع التهمة، فلو كان «الماجد» مطلوباً من قبلها فلماذا لم تسع حكومتا السنيورة والحريري السعوديتان حتى النخاع لاعتقاله وتسليمه إليها، وهو الذي يختبئ ويرتع في معاقل آل الحريري وينفذ أجندة آل سعود وأدواتهم الآذارية، فهل ثمة عاقل يمكن أن يصدق أكاذيب «العربية» ويدفع ببراءة السعودية وهي مهد القاعدة وأساس الإرهاب والتكفير في المنطقة والعالم..؟!