تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دعوات السلام خطوة تضليلية أم صحوة فعلية ?

لوموند - * بقلم :مارغريتا مايتوبولس
ترجمة
الأربعاء 15/11/2006
ترجمة دلال ابراهيم

أسرّ لي أحد ضباط الجيش الاسرائيلي بصراحة قائلاً :

( ينبغي علينا أن نجلس على الطاولة ونتحدث إلى حماس وحزب الله وإلى السوريين والايرانيين, وحتى الشيطان بشخصه, إن كنا نفكر جدياً في حل وتسوية مشكلاتنا مع العرب). ونستغرب بالتأكيد مثل هذا الطرح غير المتوقع والذي يستحق التوقف عنده مطولاً, إنه يكشف النقاب على أن أفراد قوات الجيش والأمن الاسرائيلي بدأت تعي الحقائق وتتخذ مواقف حالياً تتسم بالجرأة والجسارة أكثر من المواقف السياسية .‏

وينضم إلى أولئك الضباط ( بعض من الضباط المتقاعدين أو ضباط الأمن السابقين) المؤيدين لوجهة النظر تلك ,العمالي عامي عيالون, زعيم جهاز الشين بيت سابقاً, وكذلك عفيشاي بروترمان, رئيس جامعة بن غوريون, وماتافيلتاي, ضابط متقاعد ونائب عمالي, وعافي ديشتر من صقور حزب كاديما ووزير سابق في حكومة ايهود أولمرت, وينظر أولئك إلى أن الحرب التي شنتها اسرائىل على لبنان في شهر تموز هذا العام, وكذلك العمليات العسكرية الواسعة التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي في غزة غير ذات جدوى وأن ليس ثمة حل عسكري سهل مجاني لا تدفع ثمنه اسرائيل على حساب أمنها.‏

وأكد أولئك المسؤولون العسكريون الذين تحادثت معهم أن الإجراء الأول الذي ينبغي على ايهود أولمرت اتخاذه هو الاسراع في تفكيك المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية, ومن ثم المباشرة في اجراء مفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول تحديد الحدود النهائية بين اسرائيل والدولة الفلسطينية.‏

وأقروا أنه في تلك الحالة يمكن لحماس أن تعترف بوجود اسرائيل , ولكن ومن وجهة نظرهم يعتقدون أن شرعية وقابلية اسرائيل كدولة لا تعتمد لا على اعتراف ينتزع قسراً من جيرانها, وإنما يتحقق ذلك من خلال قدرتها الاقتصادية والعسكرية .وفي كل الأحوال, يقولون, حينما يتم الاعتراف بالحدود, يتحتم على الحكومة الفلسطينية احترام تلك الحدود. وقد أصابتني الصدمة في التماس تلك الحقيقة, وإلى أي مدى أبدى العديد من أولئك الذين التقيتهم تفهماً لما يشعر ويعاني منه الفلسطينيون, ويتفهمون أنه آن الأوان بعد ستين عاماً من الصراع إلى تحقيق حلم الفلسطينيين التواقين إلى بناء دولة تؤمن لهم حقوقهم وواجباتهم.‏

ينحيميا داغان, ضابط طيار متقاعد يعتقد بالاضافة إلى ذلك أنه على اسرائيل إعادة هضبة الجولان إلى سورية ويفضل أولئك العسكريون أن تعاد الجولان إلى سورية باتفاق إما أن تبقى تحت اشراف اسرائيل لفترة طويلة, وإن لم يتم التوافق بين تلك التسوية والمطالب السورية والقومية السورية, فهناك إمكانية اجراء مفاوضات على قاعدة جعل تلك المنطقة منزوعة السلاح.‏

ويمكن أن تشكل عملية دفع السلام الاسرائيلي - العربي بالنسبة لبوش فرصته الأخيرة لوضع بصماته الواضحة والايجابية على ديناميكية تلك المنطقة الحيوية.‏

ولكن ومن أجل ذلك, أعتقد أن الادارة الأميركية بحاجة على أقل تقدير, التأكيد على مصداقيتها لدى الحكومات والشعوب العربية .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية