تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الزوج والزوجة مشهد أسري دافئ

مرايا اجتماعية
الثلاثاء 7-1-2014
فراس الطالب

يجتمع الزوج والزوجة والأولاد على طاولة الطعام في مشهد أسريّ دافئ ، ويشعر كلّ من يراقب المشهد بجوّ الألفة السائد في

البيت،‏

ويتخلل تناول الطعام أحاديث شائقة بين الزوج والزوجة ويحاول الأولاد أحياناً إبداء الرأي فيما يسمعونه، ولا يمانعون تطوّعاً في طرح بعض الأفكار التي قد يرونها مغنية للقاء.‏

إلى هنا يبدو المشهد مألوفاً إلى حدّ بعيد في حياتنا اليوميّة ، ثمّ ينتهي وقت تناول الطعام وتقوم المرأة لتنظيف الأطباق‏

وأدوات الطعام الأخرى.‏

يلاحظ الرجل أنها تشكو ألماً في ظهرها فيعرض عليها الحلول مكانها في جلي الأطباق الطناجر والأدوات الأخرى فتجد بعض الحرج في ذلك، لكنّ الأمر يُحسم بإصرار الرجل على القيام بهذه المهمّة.‏

يفكّر الرجل بعد الانتهاء من مساعدة الزوجة متسائلاً لماذا لا أقوم بهذه المهمّة كلّما سمحت لي الظروف بذلك؟‏

يصل الخبر إلى صديق الزوج الذي ينحدر من مدرسة الذهن المتحجّر ، فيبدأ بإلقاء الدروس المليئة بالمواعظ التي لا تسمن ولا تغني من جوع.‏

أنت سيّد المنزل وزوجتك هي التي يجب أن تقوم على خدمتك، وما عليك بعد الانتهاء من تناول الطعام إلاّ الجلوس على الأريكة‏

بانتظار وصول فنجان القهوة أو كأس الشاي ، فأنت الملك المتوّج في البيت وما على الزوجة إلاّ أن تتفرّغ لخدمتك وليس العكس. تمرّ الكلمات والمواعظ اللامنطقيّة على سمع الزوج مرور الكرام إذا كان زوجاً متحضراً يؤمن بمقولة المساواة في الغنـْم والغرم ، لكنّها قد تترك ردّة فعل عكسية لديه إذا كان من أولئك الرجال المنفعلين الذين يتخذون القرار بسرعة قبل التفكير المليّ في الإقدام على تنفيذه.‏

وقد تصل أخبار مساعدة الزوج لزوجته إلى أمّ الزوج فتقيم الدنيا ولا تقعدها ، وتتهم الزوجة بالإساءة إلى ابنها الذي يصبح فجأة‏

غالياً جداً على قلبها وتصبح مهمّته في المطبخ ولو كانت قصة عابرة نقيصة لا تقبل بها الأمّ وعاراً تأبى أن يلحق بابنها!!.وهكذا تبدأ الحبّة التي كانت قبل ذلك صغيرة بل بالكاد تُرى ؛ تشقّ طريقها لتصبح قبّة كبيرة تنمو متضخّمة مطيحة بمقاييس الزمان‏

والمكان في أيّام معدودة. وما أكثر أولئك الذين لديهم هواية غريبة لكنّها قبيحة ذميمة إلى أبعد الحدود ونعني بها الإقبال على الحبّة الصغيرة والتعامل معها بكلّ وسائل وأدوات التضخيم لتصبح قبّة كبيرة. أيها الصديق الذي يريد زرع الفتنة قاصداً أو غير قاصد بإسدائه نصيحة سخيفة لم تكن في محلّها نقول لك أين المشكلة عندما يعمل الرجل في البيت؟ أيتها الأمّ التي تخاف على رجولة ابنها وتخشى أن يصبح مادة للتهكّم تلوكها ألسنة الآخرين نقول لك أين المشكلة عندما يساعد ابنك زوجته في عمل البيت وفي الأمور الأخرى ؟!‏

إنّ الزوجة تكدّ صباحاً ومساءً لتأمين راحة البيت المؤلّف من زوج ذي مطالب كثيرة وأولاد لا تنتهي مطالبهم، وهي إضافة لذلك وفي حالات كثيرة عاملة تضطرّ على الاستيقاظ منذ ساعات الصباح الأولى لأنها تستعدّ للانطلاق إلى عملها الذي قد يكون شاقاً بل أكثر مشقّة من عمل الزوج نفسه. الحياة الزوجية تكافل وتعاون وتعاضد ، فتحيّة نابعة من القلب لك أيها الزوج الذي لا تضنّ على زوجتك بالمساعدة كلّما وجدت المجال متاحاً لذلك، وتحيّة لك أيتها الزوجة التي تفني جسدها ليبقى عصفور السعادة مرفرفاً‏

بحضوره الجميل في منزل الأسرة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية