تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


غيـــــر فتاكـــــة..؟!!

مجتمع
الثلاثاء 7-1-2014
غصون سليمان

لا تحزنوا يا أبناء بلدي كثيراً فالنبوءة الحديثة هي آن الأسلحة التي تقتلون بها منذ ثلاث سنوات ولغاية اليوم من قبل العصابات الإرهابية والدول الراعية لها هي غير فتاكة.

لا تحزنوا ياأطفال وطني كثيراً‏

فإن المسؤولين عن صناعة الإرهاب وتصنيعه عدة وبشراً أعلنوا مؤخراً أنهم لن يرسلوا لمرتزقتهم وإرهابيهم من جماعات إجرامية، وهم يسمونهم بعرف مصالحهم معارضة .. أسلحة فتاكة لتجهز على براعم الغد طفولة المستقبل.‏

وأنتن يانساء وأمهات سورية وعن الحزن جانباً بعض الشيء وتنعمن بجفاف بعض مساحات الدموع من المقل المرتقبة، فكل ماجرى ويجري من فقد لأحبة وقتل وتقطيع للأرحام والأوصال لم يكن أسلحة فتاكة.. هكذا يقولون ويجملون التصريحات النارية والبيانات الدبلوماسية، والشعارات الإعلامية، ويغيبون الحقائق والحقيقة..‏

هكذا يتبجح ويكذب مسؤولو أميركا وفرنسا وبريطانيا ومن يخنع وينطوي تحت إرادتهما وإدارتهما من الدول الأخرى .‏

الموت المجاني‏

هكذا أصبح بصباغ السياسة المزيفة الموت المجاني والمعذب بالفتك وغير الفتك.. انتبهوا جيداً فهم يرون أنه لاضير في ذلك، فيبدو أن فصل الرأس عن الجسد وقطعه وحزه بآلة حادة أو غير حادة حسب عيار الساطور والسكين وبالتالي هو غير فتاك؟؟!‏

عندما ينتزع دماغ الإنسان من رعايا الجمهورية العربية السورية، وتقتلع عيناه، وتشوه أعضاؤه ويسلخ جلده بأسلحة ووسائل وأحقاد غير فتاكة؟؟!‏

عندما يسحل جسد البني آدم والمواطن السوري على مرأى ومشاهدة شاشات العالم الصديقة والمعادية ويسوى جسده بالتراب هو يموت بطريقة غير فتاكة.‏

عندما يرمى الشباب والرجال من على أسطحة المباني الشاهقات والجسور العاليات الى الهاويات من الأنهار والأنفاق وأديم التراب هي أساليب غير فتاكة؟؟!‏

عندما تشوى الأجساد والرؤوس المقطعة على مواقد وحطب حقدهم هو شعور غير فتاك في عقيدة الكفرة ومن يدعمهم؟؟!‏

حينما بقروا بطون الحوامل من الأمهات السوريات وانتزعوا أجنتهن من حبل سر قلوبهن كان الفعل غير فتاك؟؟‏

عندما سلخوا جلود الأحياء وهم معلقون على أعمدة الكهرباء في بعض المحافظات السورية، وعندما وضعوا الأطفال الصغار في قدور النار بالماء المغلي في بعض المناطق من أرضنا العزيزة كل ذلك بعرف هؤلاء غير فتاك؟؟‏

عندما يدمر ويفجر بناء حكومي يضم المئات من العاملين والموظفين ويفنى ويستشهد من فيه فهذا تم بسلاح غير فتاك أيضاً؟؟‏

عندما تدمر وتخرب عشرات الجسور وآلاف المدارس ومئات المراكز من مشافٍ ومشاريع صحية هو عمل غير فتاك؟؟.‏

عندما ينهبون القلاع والمتاحف والأديرة وسرقة كل ما فيها من تراث ومعالم حضارة هي أدوات غير فتاكة؟؟.‏

عندما تحرق مستودعات القمح والطحين والقطن والأدوية والوقود فلا شيء فتاك في فعل التنفيذ؟؟.‏

عندما يستهدف الجيش العربي السوري والمؤسسة الأمنية والعسكرية بكل مكوناتها ومقدراتها براً وبحراً وجواً وبكل أنواع الأسلحة التقنية والأجهزة الإلكترونية من تنصت واتصال وتشويش وتحديد مواقع للأفراد والأمكنة.. أيضاً هذه الأسلحة المزودة للخونة يعرف الأسياد والداعمين للإجرام غير فتاكة..؟؟!‏

عندما يعثر الجيش العربي السوري وقوى الأمن على مخازن بالأطنان من كل صنوف الأسلحة بما فيها الأسلحة المضادة للطائرات والدروع والدبابات والمصفحات هي غير فتاكة ؟؟!‏

عندما يستهدفون أكثر المراكز البحثية دقة وحساسية على الصعيد الاستراتيجي، ويستخدمون السلاح الكيميائي بحق المئات من النساء والأطفال المختطفين بأيدي الخونة من مختلف مناطق سورية ويجعلونهم حقل تجارب لحقدهم وساديتهم هي أسلحة غير فتاكة؟؟!‏

القائمة والمفردات والعناوين يا سادة تطول وتطول إلى ما لانهاية، وربما يفنى الكون ولا تنتهي قصص العذابات والانتهاكات التي مورست بحق سورية أم الأوطان وشعبها أصل الحضارة والإنسان.‏

كل ما تقدم هو مجرد ونموذج مصغر لادعاءات من يضمر بسورية شراً وويلات ويقولون إن ما زودوا به من أدوات الإجرام في هذا البلد لغاية اليوم هي غير فتاكة، هكذا تبجح مسؤولو وزارات خارجية أميركا وبريطانيا وفرنسا وتركيا وأشباه الوزارات والكيانات في الخليج.‏

فإذا كان الموت القسري لمئات الآلاف من أبناء الوطن لم يغادروا الحياة بأسلحة غير فتاكة منذ بداية العدوان على هذا البلد فما هي الأسلحة الفتاكة التي يريدونها كي يقبضوا على أرواح من يعيش في هذه الأرض من إنسان وحيوان ونبات ؟؟!‏

نترك الجواب وندعه عند من يضع ويهندس لغة الإرهاب ويصنف ماركات الموت ووسائله الفتاكة وغير الفتاكة حسب منسوب المصالح الاستعمارية والعقيدة الوهابية التكفيرية، والنفوس اللئيمة أكثر من اللؤم والحاقدة أكثر من لون الحقد الذميم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية