فبعد السعي من مكان إلى آخر بحثاً عن صرّاف آلي يحقق الغاية يفاجأ العامل بأن جميع الصرافات التي قصدها قد خرجت عن الخدمة في آن واحد و لتخرج الصرافات عن وصفها خدمة وتتحول إلى مشكلة مستعصية على الحل تتكرر باستمرار ومنذ عدة سنوات و ليس فقط أواخر الشهر في الموعد المفترض لقبض الرواتب إنما على مدار أيام الشهر .
لا شك أن خدمة توطين الرواتب من حيث المبدأ جيدة وتحقق فوائد كبيرة للمواطن من ناحية الاستغناء عن الورقيات و عن الوقوف في طوابير أمام المعتمد المالي فضلاً عن إمكانية الحصول على الرواتب في أي وقت أو الاحتفاظ بجزء منه عند الرغبة كنوع من الادخار، إلا أن السلبيات الكثيرة التي ظهرت في تقديم الخدمة جعلت الكثيرين يتمنون العودة إلى الأسلوب القديم في صرف المعاشات الذي لا يضطرهم إلى الجري الماراثوني من مكان إلى آخر بحثاً عن صراف يعمل و يقدم الخدمة و يمكنهم من الحصول على رواتبهم التي ينتظرونها بفارغ الصبر وخاصة مع الارتفاع الشديد في أسعار المواد الذي يؤدي إلى تبخر الرواتب بعد أيام قليلة من الحصول عليها .
و يعزو المعنيون بالأمر السبب في تكرار المشكلة إلى قلة عدد الصرافات وخاصة مع تحديد حد أعظمي من التغذية النقدية يومياً لكل صراف لايمكن للمصرف العقاري تجاوزه فيتم استنفاد هذا الرصيد في زمن قياسي مع بداية كل شهر نتيجة سحوبات رواتب العمال والموظفين والمتقاعدين على حد سواء .فيخرج الصراف من الخدمة إلى حين تغذيته في اليوم التالي هذا من ناحية أو لسوء استخدام الصرافات من قبل بعض العاملين لجهلهم بالتعامل معها من ناحية أخرى .
أما والحال كهذه فإن توفير صرافات داخل كل مؤسسة تم توطين رواتب موظفيها و تزويد تلك الصرافات على الأقل برصيد يكفي ليغطي رواتب جميع الموظفين في تلك الجهة بحيث لا يضطرون إلى الخروج إلى الشارع بحثاً عن صرافات أخرى تلبي الحاجة يصبح حلاً مناسباً إضافة إلى تخصيص عامل صيانة يعمل على إصلاح وتدارك الأعطال في حال حدوثها بالسرعة المطلوبة و بما يضمن استمرارية عمل الصرافات، أو العودة إلى الأسلوب القديم لصرف الرواتب من خلال المعتمد المالي ريثما يتم توفير حلول جذرية تضمن وصول الرواتب لمستحقيها في الوقت المناسب .