هو على الأرجح محض اختراع أميركي جديد يرمي كيري من خلاله إلى تجاوز التعهد الذي قطعه على نفسه حين قرر أن تستمر المفاوضات لأقل من عام تنتهي باتفاق دائم وحل لهذا النزاع.
على أساس ذلك ظلت «إسرائيل» على مدى شهور تجدد المفاوضات وتضع العصي في العجلات، وتتعمد إرباك المشهد السياسي، ومع كل جولة مكوكية يصل فيها كيري إلى المنطقة تبادر باعتداء يستهدف ما تبقى من أرض أو ممتلكات فلسطينية، وكان آخر هذه الإجراءات تشريع قانون ضم الأغوار.
أما كيري فمنذ فترة يحاول أن يحتاط من الفشل، ويجد وسيلة تمكنه من تجاوز التاريخ الذي ألزم نفسه فيه لنهاية المفاوضات وهو نهاية شهر نيسان القادم، دون أن يعلن عن فشل، وأن يُدخل الطرفين في مخطط تفاوضي آخر يمكن أن يستمر شهوراً أو سنوات.. وهذا بالضبط ما يسعى إليه رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو بما يمكّنه وحكومته من المناورة وكسب الوقت.
رحلات كيري المكوكية للمنطقة تأتي بهدف عقد سلسلة من الاجتماعات المنفصلة مع القيادات الإسرائيلية والفلسطينية من أجل تقريب وجهات النظر, وجولاته التي وصلت إلى الرحلة العاشرة من أجل التوصل إلى «اتفاق» لتصفية القضية الفلسطينية تأتي في ظل وضع مضطرب تعيشه المنطقة، والزيارة التي يقوم بها، لا لون ولا طعم لها.. لا جديد فيها ولا جدوى منها، فما تسرّب من ملامح رئيسية لاتفاقية الإطار التي يعمل على إرسائها بين الفلسطينيين وكيان الاحتلال، تقوّض ما تبقى من فلسطين.
وكيري يريد العودة إلى زواريب أوسلو وتمرير اتفاق على شاكلته، الأمر الذي يعني إن أي حل يكون على حساب الفلسطينيين، الذين قدموا ما استطاعوا وأكثر، ولا يعرف كيري ولا يريد أن يعرف أنه ما عاد هناك مجال أصلاً لتقديم أي جديد.
daryoussi@hotmail.com