أن يختبر المرء قدرته على التفاعل الإيجابي من دائرته الصغيرة إلى محيط مجتمعه الكبير فهذا أمر طبيعي وضروري.
أن يعرف المرء أهمية خصوصيات وميزات ومزايا بلده على جميع الأصعدة وأن يمتلك من الوفاء والمحبة والشعور مايعزز الانتماء الخالص لجذور هذا الوطن ومعدن هذا الشعب لاستطاع هذا المواطن بمفرده وجمعه أن يحدد بدقة ودون صعوبة خياراته السليمة والصحيحة و هذا امر بديهي .
فأرضنا السورية خصبة تعطينا الكثير وتبعد عنا موجات الفقر والعوز والجوع ووطن يظللنا براية حرة خفاقة بفعل إرادة مستقلة وبفضل جهاد ونضال ومقاومة من سبقونا من آباء وأجداد ليبقى بلدنا عظيماً بأهله وكبريائه لغاية اليوم حيث تستمر معركة الشرف بأوجه مختلفة.
خيرات الوطن
فهذا البلد شرفه مصان علي الدوام وكرامته محفوظة وخيراته تدفىء القلوب وتشبع البطون وبالتالي كلما ازداد إدراكنا ووعينا والدوافع التي جعلت العالم يقف على رجل واحدة مستنفراً نصفه يؤيد العدوان على سورية ونصفه الآخر يصد ويعارض هذا الغزو وهذا العدوان المتشعب الأذرع والاستطالات الضامرة والمتورمة، لتمكنا أن نحلل بالبصر والبصيرة ونرى بكل موضوعية ولاسيما خلال السنوات الثلاث الماضية حجم الزمن والجهد الذي استهلك من قبل دوائر الغرب والشرق والشمال والجنوب للاستيلاء على سورية زمانيا ومكانيا بانتهاج مبدأ الفوضى أولاً واستعباد شعبها بالفكر الضال لسهولة السيطرة على مناجم الامكانيات والمقدرات والخبرات وتشتيت شمل الكفاءات والمؤسسات الضابطة لإيقاع الوطن من مدنية وعسكرية.
هذه الأزمة الطارئة والمفتعلة والمصنعة وفق خطط استعمارية خبيثة أصبحت اليوم مكشوفة تحت عدسة كل أنواع المجاهر وشاشات العرض العالية والعريضة.
وبعد كل هذا الركام الضخم من الخراب والإرهاب والخسارات المفجعة والموجعة في كل الفصول على المستوى البشري والمادي والنفسي والأخلاقي.
وبعد هذا العرض البسيط لماحل بنا وببلدنا هل بقي مقبولاً أن يسأل أي مواطن سوري لماذا كان بلده في عين العاصفة ولماذا لايكون هو وكل أفراد المجتمع سداً منيعاً في وجه سموم رياحها لتقليص مساحات الوجع والآلام ونفض غبار آثام الإرهاب عن كاهل المجتمع؟
فالشعب السوري شعب حي وخلاق ومتيقظ يخرج من رحم الأزمات والألم بشائر النصر والأمل..
ما إنجاز قانون الانتخابات العامة من قبل المؤسسة التشريعية في هذه الظروف الحساسة إلا شكل من أشكال القوة والصمود وإنجاز كبير يضاف لسلسلة من الانجازات والمكاسب التي تحققت في ظروف ليست سهلة بل صعبة واستثنائية بكل المقاييس فكانت المواد التي صاغها المشرع تحت قبة مجلس الشعب تعكس إرادة شعب يرنو إلى غد أفضل ومستقبل يضمن الكرامة والأمان والسلامة لأبناء الوطن.