في الدورة الخامسة والعشرين أتم طوال العمر وقصار الأنوف السياسية انحرافهم عن العروبة والعرب وقضية فلسطين حتى بلغوا الدرجة المئة والثمانين، ليصرخ المشهد في غياب سورية.. القومية في معركة وجودها تقاتل على حدود القرار الدمشقي والأعراب انتهكوا كل مقوماتها حتى اللغة العربية، فأطل القطري ناصباً مبتدأه بالافتراء والاختباء بأفعاله وراء مجهول يدعي أنه قدم الدعم لمؤتمر جنيف.
أما المأزق فكان عند السعودي الذي عجز عن تغير موازين القوى بكل ما استطاع من إرهاب في الميدان السوري، فراح يندب على رأس الائتلاف وحسرة عينه بقيت كرسي سورية في الجامعة العربية الذي لم تستطع كل أموال الخليج والتخطيط الغربي أن تشغره أو تجره مضافاً إلى قطار العمالة لأميركا.
وسط قمة الكويت، وبعد ثلاث سنوات من القطيعة الدبلوماسية مع دمشق وما احتوت من قمم للتآمر، انتصب العلم العربي السوري.. فكانت الصورة بكل تداعياتها وتحليلاتها فصيحة بليغة أخرجتهم من المشهد السياسي حتى بات لا مكان لهم من الإعراب، ولا حتى الأعراب.. فتاه المرتزقة السياسيون بين الندب والبقاء على قيد الاجترار في الأدوار حتى التهالك يوم تركتهم واشنطن على آخر حركة لخيوط الدمى، ولم يأتِ من البيت الأبيض ما يضفي جديداً للمشهد سوى بعض التعليمات هي للتنفيذ وليس للاعتراض.
لا بيان للقمة تريدها واشنطن إعلاناً خالياً من أي إشارة للقضية الفلسطينية وحلولها على حساب المساس بكيان الاحتلال، وللأمانة الإعلامية تجرأ الأمين العام للجامعة العربية عن الحديث بأن فلسطين قضية العرب الأولى.. لكن العربي يبدو أنه أخطأ العنوان حينما نسي أن لا عرب في المكان.. هم حسب بيان سابق لقمة سابقة تمسك ببنوده بعض من حضر.. بينما اكتشف البعض الآخر اللعبة التي لم يتقنها العربي جيداً، حين استمر في طعنه للسوريين وصفق مشجعاً دمية الغرب «الجربا» على تقوية ما اسماه «مؤساته» في سورية ليبدو الحديث تحريضاً على استمرار دعم الإرهابيين والمرتزقة، ويبدو كلام العربي عن فلسطين جزءاً من تمويه إعلامي لتضليل الشعوب العربية..
أما العين الدولية فنظرت منها روسيا إلى اجتماع القمة الكويتية وبمنتهى الدبلوماسية، حضرت رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المؤتمرين واضحة لا تتحمل التأويلات: «عمل الجامعة يكون فعالاً يوم يتقن القائمون عليها احترام سيادة الدول»..
التضامن من أجل مستقبل أفضل كان عنوان قمة الكويت، أما في التفاصيل فيبدو أن من بقي متآمراً على سورية في تلك الجامعة مستمر في احراق كل أوراقه احتراقاً كاملاً.. الحالة صحية.. على تلك الشخصيات التي صادرت الجامعة أن تبقى في احتراقها حتى الزوال من أجل مستقبل أفضل للعرب فعلاً.... وكلما تقدم الجندي العربي السوري تقدمت تلك المشيخات والمماليك نحو هاويتها السياسية.. ليكون معيار تلاشيهم في أخبار الميدان السوري.