ولم تحمل كلمات أدوات متزعمي جبهة العدوان على سورية الذين حضروا ما تسمى قمة العرب في الكويت أمس أي جديد سوى ترديد صرخات الاستغاثة التي يطلقها مرتزقتهم الإرهابيون في سورية لمدهم بمزيد من الأسلحة أو التدخل بأي شكل من الأشكال لإنقاذهم بعد أن تلقوا العديد من الهزائم تحت ضربات الجيش العربي السوري.
وبعيداً عن الخلافات العميقة في عدة قضايا رحلت إلى وقت لاحق حاولت أدوات جبهة العدوان وضع ملف الأزمة في سورية على رأس جدول الأعمال مطالبين بما أنهم عاجزون دوماً مجلس الأمن بالتدخل في شؤون سورية الداخلية بكل الطرق والأشكال.
أمين عام ما يسمى الجامعة العربية نبيل العربي الذي رهن قرار الجامعة إلى فساد البترودولار دخل من باب أن «على مجلس الأمن الذي ما زال عاجزاً مباشرة مسؤوليته وفرض تنفيذ قراراته» في محاولة لتحريضه بالعدوان على سورية .
وربط العربي كما يفعل المسؤولون الغربيون بين ما سماه «تشكيل الهيئة الحاكمة الانتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة التي تمثل الحل المطلوب للأزمة السورية» مسقطاً الجانب الآخر من النص الذي يؤكد موافقة الطرفين على إنشاء هذه الهيئة ومتجاهلا نص البند الأول في البيان المتعلق بمكافحة الإرهاب.
وبدا العربي يتحدث بلسان غربي وهو يتهم الحكومة السورية بأن «موقفها المتصلب ورفضها الانخراط في مفاوضات جدية في جنيف قد يكون أوصل تلك المفاوضات إلى طريق مسدود» متجاهلاً أن الموقف السوري واضح وصريح ويتعلق بوقف العنف ومكافحة الإرهاب .
وفي إقرار غير مباشر على ضعفه واعتراف برفض الشعب السوري لهذا الكيان المرتزق اعتبر العربي أن «على ائتلاف الدوحة تكثيف جهوده لتوحيد صفوف المعارضة تحت مظلته واستكمال تشكيل مؤسساته حتى يكون معبرا عن تطلعات وآمال الشعب السوري».
وبدا أمين الجامعة غير الأمين على ميثاقها كالمهرج المضحك وهو يتحدث عن ظاهرة الإرهاب كتحد يواجه الأمن الإقليمي العربي وهو الذي أغفل في كل فقرات كلمته أي إشارة أو حديث عن المجموعات الإرهابية المسلحة والتكفيرية الموجودة في سورية .
من جانبه كرر أمير مشيخة قطر تميم بن حمد آل ثاني ترديد أسطوانة والده المشروخة بما يتعلق بالأزمة في سورية وكأن والده لم يعطه أي درس من تجربته مع هذا الملف خلال السنوات الماضية التي فشل فيها بتنفيذ الأجندة الأمريكية الغربية ودفعته إلى التنحي.
وادعى خليفة الحمدين أن مشيخته «أسهمت في عقد مؤتمر جنيف من أجل التوصل إلى حل يكفل لسورية استقلالها وسيادتها الوطنية . ووقع أمير المشيخة في شر أعماله عندما تحدث عن مفهوم الإرهاب المحدد وهو «استهداف المدنيين بالقتل والترويع وضرب المنشآت المدنية لأغراض سياسية» وهي جميعها أعمال وتصرفات إجرامية تنطبق على ما تمارسه مجموعات إرهابية مرتزقة مدعومة من قبل مشيخته في سورية .
من جهته تابع أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح مسلسل الاستنجاد الخليجي ب «مجلس الأمن الدولي كي يعيد للعالم مصداقيته ويضع حدا للكارثة الإنسانية في سورية»مدعياً أن بلاده «دعمت الوضع الإنساني في سورية» متجاهلا أسباب ذلك ومحاولا إظهار بلاده وكأنها تقف في وجه الإرهاب .
وعبر ولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز الذي مثل مملكة الإرهاب في الاجتماع عن موقف بلاده الداعم للإرهابيين حيث أعلن بشكل صريح وواضح أن الخروج مما وصفه «المأزق السوري» يتطلب تحقيق «تغيير ميزان القوة على الأرض ومنح المعارضة ما تستحق من دعم ومساندة» .
ولي العهد السعودي الذي تدعم بلاده الإرهابيين ردد كلمات أسياده في الولايات المتحدة الأمريكية والغرب واستغرب «عدم رؤية وفد الائتلاف وهو يحتل كرسي سورية خلال القمة الذي من شأنه أن يبعث رسالة إلى مجلس الأمن الدولي ليغير أسلوب تعامله مع الأزمة السورية» متجاهلا أن وجود الائتلاف على مقعد سورية مخالف لميثاق الجامعة العربية والجميع يعلم ارتباطات غالبية أعضاء الائتلاف وارتهانهم لأعداء السوريين.
أما متزعم عصابة ائتلاف الدوحة المدعو أحمد الجربا الذي يغرق في أمنياته بأن تشن الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب عدوانا على سورية وشعبها فدعا القمة «للضغط على المجتمع الدولي من أجل الالتزام بتعهداته حول التسليح النوعي» .
وحاول الجربا كسب دعم الحضور عبر التوسل والادعاء بأن ما يقوم به مع مجموعاته الإرهابية في سورية هو «معركة العرب الكبرى» إلا أنها تخاض حسب زعمه «بأصغر الأدوات» محرضاً الدول العربية على تقديم الأسلحة ومتسائلاً «إذا كان الغرب تقاعس عن نصرة السوريين بالسلاح فما الذي يمنع الأشقاء العرب عن حسم أمرهم حول مقعد سورية».
وبذات اللهجة السعودية التي لا تغيب عن كلماته رأى الجربا المعروف بين السوريين بأنه شخص فاسد يمتهن التزوير والاستغلال أن «إبقاء مقعد سورية في الجامعة العربية فارغاً يبعث برسالة بالغة الوضوح» للحكومة السورية بأن المقعد ينتظرها بعد أن تحسم حربها .
وجدد الجربا استجداءه صانعيه ممن سماهم الدول الكبرى ولم يستح حينما ادعى بأن الائتلاف يحرص كل الحرص على وحدة السوريين وسلامتهم، متجاهلاً قذائف الهاون التي يطلقها إرهابيو الائتلاف على الأحياء السكنية .
من جهته شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالة إلى القمة ألقاها المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي على أهمية تضافر جهود دول المنطقة من أجل حث الأطراف السورية على العودة إلى طاولة المفاوضات مجدداً التأكيد أنه ما من حل عسكري للأزمة في سورية داعياً إلى «وقف تدفق الأسلحة على جميع الأطراف في سورية» موضحا أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة في سورية هو الحل سياسي .
الجزائر: حل الأزمة في سورية سياسي
الى ذلك أكد رئيس مجلس الامة الجزائري عبدالقادر بن صالح ضرورة حل الازمة في سورية سياسيا من خلال المسار الذي انطلق في جنيف معتبرا أن استمرارها يبقي الباب مفتوحا على سيناريوهات وخيمة العواقب ما لم تستنهض الارادات قبل فوات الاوان.
وأوضح بن صالح في كلمة له أمام القمة العربية المنعقدة في الكويت أمس أن الحل في سورية لن يكون بالمقاربات التي تراهن على الحسم العسكري وهو ما يأتي بدعم طرف ضد آخر بل بدعوة السوريين إلى تغليب صوت العقل الكفيل بضمان مصلحة الشعب السوري واستئناف الحوار بين الفرقاء للتوصل إلى التوافق الذي يحفظ لسورية وحدتها وسيادتها.
وجدد بن صالح تأكيد الجزائر أن فلسطين ستبقى قضية العرب المركزية الاولى داعيا إلى دعم الشعب الفلسطيني وحمل كيان الاحتلال الاسرائيلي على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية وصولا إلى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمته القدس الشريف على حدود عام 1967.
العراق: الإرهاب خطر وشر مستطير
من جهته أكد نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي أن الإرهاب آفة خطرة وشر مستطير وهو ليس أزمة مصدرة أو معضلة مستوردة بل صناعة عربية واسلامية بامتياز توظف لاذكاء نيرانه أسلحة وأموال ورجال واعلام وفتاوي ومخططات تديرها أجهزة مخابرات.
وقال الخزاعي: ان من يعتقد أنه بمنأى عن شروره فهو واهم ولذلك فالجميع مدعوون للوقوف بحزم ضد هذا الخطر القاتل والتعاون في هذا المجال من أجل القضاء على هذه الظاهرة الخبيثة.
مصر: الحفاظ على وحدة الدولة السورية
بدوره أكد الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للازمة في سورية مشيرا إلى أن مصر دعمت بقوة الجهود الدولية التي أسفرت عن انعقاد محادثات جنيف وهي تبذل جهودا في محاولة تقريب مختلف قوى المعارضة الوطنية حول رؤية موحدة تدفع بالحل السياسي.
ورأى منصور أن الامل لايزال قائما نحو حلحلة الازمة عبر خطوات انتقالية كي تستعيد معها الدولة السورية عافيتها ولحمتها لافتا إلى أن الحكومة السورية أبدت استعدادا لتحقيق التقدم المطلوب.
ودعا الرئيس المصري المؤقت للحفاظ على وحدة الدولة السورية واستقلالها وسلامة أراضيها ولمواصلة الجهد بعزم وارادة محذرا من خطر الإرهاب الذي بات يتهدد الجميع دون استثناء وداعيا في الوقت ذاته إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة الإرهاب بما يستوجب ذلك من سرعة في تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب ورفض توفير المأوى والدعم باي شكل من الاشكال.
فلسطين: نتطلع إلى انتهاء محنة سورية سريعاً
في حين أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الحل الامثل للازمة في سورية هو الحل السياسي لافتا إلى أن فلسطين دعمت بشكل دائم هذا الحل ونادت به.
وأشار عباس إلى أن السلطة الفلسطينية بذلت أقصى جهد لتخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين في سورية الذين أقحموا أو فرض عليهم أن يكونوا داخل دوامة العنف بانتظار عودتهم وبقية اللاجئين إلى وطنهم معربا عن أمله بأن تنتهي سريعا محنة الشعب السوري بما يحقق تطلعاته ويحفظ وحدة وسلامة أراضيه.
وكانت بعض وسائل الاعلام سربت معلومات عن تهديدات أمريكية لمنع صدور بيان عن قمة الكويت أو ذكر يهودية دولة اسرائيل في بيان رسمي عربي فاكتفى المجتمعون في الكويت باعلان قمة وليس باصدار بيان.
اليمن: وضع حد لإراقة الدماء في سورية
بدوره دعا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى العمل على وضع حد لاراقة الدماء والدمار في سورية من خلال جهد مشترك وحل سياسي يلبي مطالب الشعب السوري ويوفر للاطراف الضمانات التي تكفل فرص الشراكة الواسعة في الحكم والعيش المشترك بين كل أبناء سورية لتستعيد دورها القومي والحضاري.
واكد هادي ضرورة توحيد الجهود لضمان التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية تستند إلى قرارات الشرعية الدولية وتفضي إلى انهاء معاناة الشعب الفلسطيني جراء سياسة الصلف الاسرائيلي واستمرار الاستيطان غير المشروع للاراضي الفلسطينية واجراءات تغيير هوية القدس مشددا على أهمية المصالحة الفلسطينية وتوحيد الصف.
موريتانيا والسودان: الحل السلمي السبيل
الوحيد لعودة الاستقرار لسورية
من جهته اعتبر الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز ان ما يشهده الوطن العربي من صراعات دامية وتوترات أمنية تفرض على الجميع البحث عن كل السبل السلمية الكفيلة باعادة الامن والاستقرار واحلال التفاهم والتعاون بدل الصراعات والنزاعات المسلحة.
واشار عبدالعزيز إلى جهود المجتمع الدولي التي يقودها مبعوث الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي لايجاد حل سلمي للازمة في سورية بما يضمن استقرارها ووحدة أراضيها وتخفيف معاناة شعبها.
بينما أكد الرئيس السوادني عمر حسن البشير أن الحل السلمي هو السبيل الوحيد لبسط السلام وعودة الاستقرار لربوع سورية موضحا أن الحل يجب أن يشمل ويستوعب كل مكونات الساحة السورية.
في حين قال الملك الاردني عبدالله الثاني ان استمرار الازمة في سورية وانتشار المجموعات المتطرفة فيها ينذر بنتائج كارثية على المنطقة والعالم مع العلم أن هناك المئات من التقارير الاعلامية والاستخباراتية الغربية التي تؤكد وجود معسكرات لتدريب الإرهابيين المرتزقة على الاراضي الاردنية قبل ادخالهم إلى سورية.
وقال: ان حل الازمة في سورية يستدعي ايجاد حل سياسي انتقالي شامل وسريع بما يحفظ وحدة أراضيها واستقلالها السياسي.. في الوقت الذي يجب على الملك الاردني الا تتناقض أقواله مع أفعاله ويوقف تدفق الاردنيين للقتال في صفوف المجموعات الإرهابية في سورية.
بينما زعم الرئيس اللبناني ميشال سليمان حرص لبنان على تغليب منطق التفاوض والحوار وتشجيع كل جهد ممكن للتوصل إلى حل سياسي يعيد لسورية استقرارها ووحدتها مشيرا إلى أن لبنان حاول تحييد نفسه قدر الامكان عن التداعيات السلبية للازمة.
وقال سليمان: ان لبنان يشجع كل جهد ممكن للتوصل إلى حل سياسي يوقف المأساة بعيدا عن أي تدخل عسكري خارجي ويحمي سورية من مخاطر التشرذم والفوضى والتطرف والإرهاب.
واللافت أن كل من تحدث فيما يسمى الجامعة العربية أشار إلى موضوع الإرهاب وخطر انتشاره دون أن يطالب أحد منهم مجلس الامن الدولي باتخاذ اجراءات صارمة تحت الفصل السابع تجاه الكيان الاسرائيلي الذي يمارس الإرهاب المنظم ضد الفلسطينيين والعرب أو المطالبة بتنفيذ القرارات المتعلقة بموضوع مكافحة الإرهاب والتطرف وتجفيف منابعه ومعاقبة داعميه ومموليه تحت الفصل السابع أو غيره.