ولم تستطع تلك الحرب المجنونة في الآن نفسه أن توقف عجلة الحياة عن الدوران، فنحن من وعى معنى الحياة ونحن أبناء الحياة ووقودها الذي لا ينطفئ.
الفنانون كغيرهم من أبناء سورية بدؤوا العام الجديد بجعبة ملأى بالتفاؤل والأمل بأن القادم أجمل، وبأن التضحيات الجليلة والدماء الطاهرة لا بد ستزهر حباً وعطاء وأمنا وسلاماً لوطن يليق به الكبرياء والنصر. وفي استطلاعنا نقدم بوحاً نابعاً من القلب، ورغم غصة الحزن لما حل بالبلاد لكن حب الحياة والرغبة في العطاء تنتصر للوطن ولكل قطرة دم روت ترابه الغالي.
الدراما مسؤولية
الأمنية الأولى بلا منازع كما تبين الفنانة تولاي هارون هي انتصار سورية، ويكفي دماراً وخراباً، فقد أثخن السوريون بجراح حفرت مجراها في قلوبهم، وعندما تتعافى البلاد ويحل السلام والأمان في ربوعها نكون جميعاً بخير، لأن الحياة صعبة مع القلق وعدم الاستقرار.
وعلى صعيد الدراما تتمنى أن تكون بخير وخاصة في ظل الحصار الذي مورس عليها من قبل بعض المحطات العربية، وما نحتاجه هو الأعمال الجيدة والهامة التي تستطيع المنافسة لتتصدر الفضائيات العربية، علماً أن العديد من شركات الإنتاج تقدم أعمالاً ضخمة لكن تبقى الأجور ضئيلة لأنها لا تستطيع أن تصدر أعمالها إلى المحطات الأخرى. ومما لا شك فيه أنه رغم الظروف القاسية ستحافظ الدراما السورية على سويتها، وتلك الفقاعات الوهمية إلى زوال، والملاحظ أن الأعمال المشتركة تلقى رواجا كبيراً.
رسالة الفنان
تستقبل الفنانة فاتن شاهين العام الجديد بالتفاؤل حيث بشائر النصر تنبىء بأن القادم من الأيام هو الأجمل، وخصوصاً أن العديد من المحافظات باتت تشهد حراكاً مشهوداً في القطاعات كافة، وبدأت تستعيد عافيتها بهمة الجيش العربي السوري، وهذا يدعو للأمل من جديد والتطلع بعين الرضا لكل ما آلت إليه البلاد من تحرر وطرد الإرهابيين. والأمنية الكبيرة أن يعم السلام ربوع الوطن، لأنه عندما يكون الوطن بخير فجميعنا بألف خير،
ودور الفنان له شأن كبير كما دور الجندي في ميدان القتال، وكل من موقعه يدافع عن وطنه، ولكننا في كل لحظة نقف إجلالاً ونرفع القبعات احتراماً لكل جنود الجيش العربي السوري ولكل من ضحى لنحيا بالعزة والكرامة. وما أتمناه للجميع الخير والحب والسلام، وخصوصاً للشعب العربي السوري الصامد، الذي ما بخل يوماً في تقديم الغالي والرخيص من أجل أن تبقى راية الوطن خفاقة عالية.
حماية الدراما
يقول الفنان رامز عطالله إن العام الماضي لملم حقائبه وذهب بكل ما يحمل من مآس إلى غير رجعة، وطموحاتنا تحيا من جديد بل هي أشد إصراراً في عودة الأمن والأمان إلى سورية وهي الأمنية الأولى.
وكما أننا نطالب بالرقابة وحماية المستهلك، ونطالب بحماية الدراما من التراجع، لأن المتسللين إلى الوسط يزدادون ويعرضون خدماتهم على الشركاء بأجور بخسة، بينما يقبع الكثير من الفنانين في بيوتهم بانتظار فرصة عمل مهمة تعيد لهم معنوياتهم السابقة ولقمة عيش كريمة، والأمر الآخر هو ضرورة الرقابة على التجار الذين ينهشون بلحومنا دون وازع من ضمير، ومحاسبتهم. ورغم أن الشجون كثيرة لكن الأمنيات الأهم أن تعود سورية آمنة مطمئنة وقد توفرت فيها سبل العيش الكريم للجميع، فالشعب السوري تحمل ما تحمل من قسوة الظروف التي أفرزتها الحرب وآن له أن ينعم بالهدوء والسلام.
القادم أجمل
يترقب الفنان مازن عباس كما باقي السوريين جميعاً أن تكون سورية كما يليق بها وبشعبها، ويليق بنا أن نكون جميعاً بخير، ويبدو أن هذا العام يحمل الأمل، يقول: الشعور الذي أحمله في داخلي يؤكد أن القادم أجمل، وهذه الحرب بما حملته من دمار وخراب ستؤول إلى زوال، فيكفي الشعب ألماً وحزناً ليبدأ صفحة جديدة مع وطن سليم معافى، وما نتمناه هو ذاك السلام والأمان الذي اعتدنا أن ننعم به، وعندما يتحقق ذلك عندها فقط نكون بخير.
وفيما يخص الدراما السورية يقول: أشعر أننا نسير نحو الأفضل، وظهور بعض الأعمال التي لا ترقى للمستوى المطلوب لا يعني تراجعاً للدراما، لأنه وعلى المقلب الآخر هناك أعمال تفوقت واستطاعت أن تترك بصمتها على الساحة الفنية، وهذا يشكل هاجساً لدينا للارتقاء بالدراما، وإيماننا كبير بأن طائر الفينيق قادر أن ينهض من جديد. كما أن الموهوبين الحقيقيين لا بد أن يعودوا إلى واجهة الأعمال الدرامية، وإن كانت الحروب دائماً تفسح الطريق لمرور بعض الأعمال الرديئة، لكن هذا لا يعني أن الأمر سيستمر على هذا الحال، فأنا متفائل جداً بالقادم من الأيام.
كرمى التضحيات
أحلامه كبيرة، الوطن بوصلته والجيش وتضحياته مادته الأساس التي يبني مشروعه لأجلهم، يؤمن أن سورية في طريقها للاستقرار والنصر حليفها، ولكن يبقى للجيش العربي السوري دين في أعناقنا. يقول الفنان يحيى بيازي: إن مشروعي القادم عن هذا الجيش وعن الشهداء والنصر الذي نطمح إليه في كل بقعة من الوطن، والمشروع قيد العمل وأتمنى أن يحقق العمل النجاح بما يليق بانتصارات سورية وبطولات شعبنا وجيشنا، لأن تضحياتهم لا تقدر بثمن، ولا يوازيها أي عمل.