اما كيف استطاعت مديرية الحراج في هيئة تطوير الغاب العمل على تخفيف حجم الكارثة البيئية فنتعرف اليها من خلال المهندس ياسر ربيع مدير الحراج حيث قال: ان اكثر المناطق التي تتعرض لاعمال تحطيب عشوائي هي جوانب الطرقات ونقاط الغابات الملاصقة لتجمعات القرى والبلدات وان المديرية تقوم بالتنسيق مع قيادة شرطة المنطقة في حال وجود مخالفات وضبط كميات كبيرة من الاحطاب غير المشروعة وتحويل المخالفين الى الجهات القضائية.
اما الاجراءات التي يمكن ان نقول عنها انها شبه استباقية وقبل ان يضطر السكان للاحتطاب من اجل التدفئة في ظل ازمات انقطاع المازوت والغاز فقد قامت الهيئة ببيع 640 طنا من الاحطاب للمواطنين بسعر 2500 ليرة للطن الواحد وهي الاحطاب الناتجة عن عمليات التقليم واعمال التربية وتحسين وتطوير الغابات من اشجار السنديان والكينا والبلوط وغيرها من الاحطاب التي تمتاز بطاقتها الحرارية العالية واضاف ربيع انه تم اعتماد طريقة البيع المباشر بهدف منع الناس من اعمال التحطيب العشوائية او القطع الجائر.
ومع ذلك يقول: نحن لا نستطيع دون مساعدة المجتمع الاهلي متابعة المخالفات بالرغم من تعيين عمال موسميين لتعزيز المواقع والمخافر الحراجية البالغ عددها 11 مخفرا ليكونوا سندا لـ 45 خفيرا حراجيا و 140 حارسا للبيئة الطبيعية في مجال هيئة تطوير الغاب.
لذلك فإن المديرية تقوم بترقيع المناطق التي تعرضت لاحتطاب غير مشروع او للحرائق من خلال زراعة 6 هكتارات من مختلف الاشجار الحراجية وهي المساحة الاولى من اصل الخطة المقررة التي تقضي بزراعة مساحة 215 هكتارا اما بالنسبة لاراضي المحميات في البادية والتي تعتبر منطقة المراعي الطبيعية.
فقد كانت مديرية زراعة حماة ودائرة زراعة سلمية تواجهان صعوبة في حماية ما تتم زراعته من نباتات صحراوية عشبية وشجيرات رعوية وحماية ما تبقى من اشجار البلعاس رغم وجود المخافر والمحارس الا ان مربي الماشية كانوا يلجؤون الى هذه المحميات سواء توفرت الاعلاف ام لم تتوفر ويحتطبون ما تبقى من اشجار عمرت عشرات السنين والان وفي ظل هذه الظروف فإن معظم مربي الماشية زادوا من تجاوزاتهم التي كانوا يقومون بها في اراضي البادية ليزحفوا مع اغنامهم وماعزهم الى المناطق الحراجية التي تقع تحت حماية دائرة زراعة سلمية وهي: عين الزرقا، تل التوت، بركان، ام توينه، زغرين، المخشخش، الشحلة، تلدرة، كيتلون وموقع جبل الاطوز وآخر في الشيخ علي كاسون.
وتؤكد مصادر زراعة سلمية ان الظروف الحالية ساهمت الى حد كبير في رعي قسم لا بأس به من مناطق الحراج اضافة الى مساهمة السكان في قطع بعض الاشجار من اجل التدفئة في ظل غياب مادة المازوت.
وقد نظمت دائرة زراعة سلمية 54 ضبطا خلال العام الماضي و 6 ضبوط خلال شهري كانون الثاني وشباط وقد وجه مدير زراعة حماة الى حماية هذه الحراج من قبل المجتمع المحلي في سلمية الذي اثبت فعلا انه قادر على ذلك في موقعي بركان وتلدرة فيما يعتقد ان مهام خفراء الحراج لا تستطيع ان تفي بالغرض دون مساندة السكان المحليين.