الذي كانت تجتاحه جملة من المفاهيم والثقافات الاستبدادية والقهرية والرجعية التي كانت تستمد قوتها وبقاءها من تلك المفاهيم الرأسمالية والاقطاعية التي كانت فيها طبقات محدودة من المجتمع تستعبد باقي افراد الشعب نتيجة احتكارها للمال والعلم ولكل خيرات وثروات المجتمع الذي كان يطبعه في تلك الفترة ايضا الذكورية الصارخة حيث ترزح المرأة تحت عبودية الرجل ووطأة الجهل الذي كان يسود حياتنا وثقافتنا .
ومن رحم ذلك الواقع المأساوي ولدت ثورة الثامن آأذار التي كانت في محاكاتها وتلبيتها لتطلعات وآمال الجماهير كالاعصار تقتلع كل مايقف في طريقها من تلك المفاهيم الاستعمارية والاستبدادية لترسي مكانها قاعدة صلبة ومتينة من القيم والمبادئ الجديدة التي تقوم على العدالة والحرية واعطاء كل ذي حق حقه .
وكان للمرأة السورية الحلقة الاضعف في تلك الفترة النصيب الاكبر من تلك الغلال الوفيرة التي زرعتها ثورة الثامن من اذار والتي طال حصادها الوفير جميع السوريين على اختلاف اطيافهم وألوانهم، كبيرهم وصغيرهم، غنيهم وفقيرهم، متعلمهم واميهم ، حيث انتقلت المرأة السورية الى ميدان العمل والبناء والعطاء جنبا الى جنب مع الرجل لتمارس دورها الحقيقي والطبيعي في بناء حاضر ومستقبل سورية .
كما لم يقتصر دور المرأةعلى مشاركة الرجل في مختلف ميادين الحياة بل دخلت معه ميادين المنافسة لتحقق في كثير من المجالات مالم يستطع الرجل تحقيقه ، لكنها بنفس الوقت لم تتخل عن دورها المقدس في المنزل كأم و كزوجة وكربة منزل ، وهو الامر الذي زاد من بريقها وعطائها من جهة والذي ميزها من جهةاخرى عن جميع نساء العالم وتحديدا نساء العالم المتحضر.
لقد كفل الدستور السوري جميع حقوق المرأة حيث نجد أن جميع المواطنين متساوين في الحقوق والواجبات ، وهو الامر الذي خولها اقتحام جميع مناحي الحياة الاجتماعية منها والسياسية فدخلت المنظمات والنقابات الشعبية ووصلت الى السلطات الادارية والتشريعية والتنفيذية والقضائية فأصبحت المديرة والسفيرة و النائبة والصحفية والقاضية والوزيرة.