تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فعاليـات ثقافية وفنون.. تتجه للطفل السوري

ثقافة
السبت 9-3-2013
آنا عزيز الخضر

(يد بيد أطفالنا يلونون سورية) فعالية ثقافية عنيت بالطفل السوري، هي حصيلة تعاون بين وزارة الثقافة، وبرنامج (خطوات) التلفزيوني بإشراف (الهام سلطان)، وقد أقيمت الفعالية في المركز الثقافي في أبي رمانة، فكانت ورشات العمل المختلفة والفعاليات،

بدءا من الرسم إلى التصوير الضوئي وقراءة القصص، كلها ورشات متعددة، شارك فيها أكثر من مئة طفل سوري،‏

حول هذه التظاهرة وهدفها وأبعادها تحدثت في البداية مديرة المركز الثقافي الأستاذة (الهام سليمان) فقالت: تأتي أهمية هذه التظاهرة من أهمية الطفولة، حيث ينظر إليها مركزنا بعين الاهتمام على الدوام، فهناك محاولات دائمة من خلال خططه وبرامجه للتأسيس لتكوين ثقافي وتنشئة ثقافية، تبدأ منذ سن صغيرة، وهذا يتضمن مناشط وفعاليات بشكل مستمر، وأقول في هذا السياق بأن مكتبة المركز تتضمن أكثر من 25000 عنوان متعدد الاتجاهات، ويلبي متطلبات أعمار مختلفة، حتى أنها تشمل كتباً ثقافية مطبوعة بطريقة برايل للمكفوفين، وتأتي هذه الفعالية (يد بيد أطفالنا يلونون سورية) في هذه الفترة مع برنامج خطوات التلفزيوني، ضمن مشروعنا الثقافي الدائم والهادف إلى تثقيف الطفل في أكثر من مجال، وقد تم الاعتماد على أكاديميين اختصاصيين في تعليم الأطفال مهارات مختلفة وتوجيه ميولهم ومواهبهم، فكانت ورشات عمل تضمنت مجالات عدة كان منها الجديد تعليم الحساب الإبداعي بشكل سريع، وتصوير ضوئي وتعليم تقنياته وأساليبه، وكان هناك عروض لأفلام سينمائية ثم الرسم والسرد القصصي لحكايات زاهر، دون أن ننسى الاهتمام بقضايا البيئة، والحض على ترسيخ ثقافة بيئية سليمة، ويمكنني التأكيد بان هذا النشاط المتنوع والفعال وحضور الأطفال الواسع، والإقبال عليه من شانه أن يلفت النظر إلى ضرورة إقامة ورشات عمل بشكل دائم، وبحضور جهات ومؤسسات عديدة أيضا، تتعاون للتوجيه إلى كل ما من شأنه أن يرفه الطفل، ينمي قدراته ويحرض طاقاته للتركيز على مسالة التأسيس السليم.‏

أما (الهام سلطان) قالت أهمية الفعالية (بيدنا نلون سورية) بالتعاون مع المركز، أنها تضمنت مجموعة معطيات لتنمية ميول الطفل في مجالات عديدة منها الرسم والمطالعة واللغة، بالإضافة إلى مجموعة من الأنشطة هدفها العمل على ذهن الطفل وخياله وأحاسيسه لتنمية الهوايات ما أمكن، لأنه كلما تمكنا من بناء هذا التكوين الأساسي عند الطفل وتثقيفه، عبر أنشطة عدة كلما اقتربنا من الفوز بمستقبل أفضل لسورية، وقد وجدنا أنه رغم كل هذه الظروف الصعبة، وجدنا إقبالا لافتا من الأطفال الذين تجاوبوا وتابعوا، فهي تجربة ثقافية متميزة أثبتت جدواها وفائدتها على ارض الواقع، ونتمنى أن تتعمم هذه الفعاليات على المدارس، خصوصا انه بالإمكان إقامتها في أي مكان، فمن المهم بمكان العمل على ثقافة الطفل، وكل ما يفيد في تنمية شخصيته في كل الاتجاهات، فعلينا أن نهتم في تنمية الحس الإبداعي وطريقة التفكير الايجابية عنده، من خلال ترسيخ جماليات تسكن كل زوايا تفكيره من شانها أن تطوره، لأن هذه المعطيات ستحميه، وتخلق عنده حصانة حقيقية وممانعة تلقائية تجاه أي فكر دخيل، وعلى كل مؤسسات المجتمع أن تتعاون وتتكامل أدوارها، حتى تنشئ ذلك الطفل الذي تصبح به سورية بألف خير، ومن الضروري أن تنتشر أمثال هكذا فعاليات وتجارب، ونهتم دوما بورشات العمل، التي تبرز القيم الجميلة، وتؤكدها عند الطفل، حتى نستثمر ذلك الذكاء الفطري الموجود عند أي طفل، والقادر في فترتنا المعاصرة، على التجاوب مع خبرات حتى اكبر من عمره، ولابد من الذكر هنا بان جيل أطفالنا الحالي يمتلك مقدرة مدهشة للتعلم، ولابد من التوضيح هنا بان وزارة الثقافة والهيئة السورية العامة للكتاب، ساهموا مشكورين بإنجاح التجربة بشكل كبير، لاسيما عبر الدعم لها بمجموعة كبيرة من الكتب، ثم مجموعة من مجلات أسامة، و(شامة)، ومجموعة قصص، فلابد من الشكر للوزارة والهيئة والمركز الثقافي وحتى الأهالي، الذين قدروا قيمة هذه الفعالية، ومجموعة الأكاديميين في مجالات عديدة، والذين شاركوا معنا في هذه التجربة بشكل تطوعي.‏

أما الفنان (فادي عبود) قال: علينا أن نعمل على ترسيخ أمثال هكذا أنشطة، لأنها تقدم الفائدة للطفل من أكثر من زاوية، فالطفل عنده مشاعر، لا يستطيع التعبير عنها والبوح بها، وتأتي الفنون، فتساعده في هذا السياق فهويوحي للمحيط ويرسل له رسائل عديدة بطرق غير مباشرة وبشكل عفوي وتلقائي عن طريقها، فالرسم والألوان وحتى طريقة رسمه للشخصيات وتفاصيل الرسم، تعرفنا على شخصية الطفل، كما أن التعبير بحد ذاته، يلعب دورا كبيرا في إنضاج شخصيته ومساعدته في خلق علاقة تتفاعل مع محيطه وتتأقلم، فتخرج وتكشف عن شخصيته وعن روحه، خصوصا بوجود تقنيات هي ضرورية في هذه الورشات، مثل استخدام الألوان المائية وغيرها، فهي تعطيه المجال لتعلم المرونة والانطلاق كيفما يريد، فهذه التجارب تنمي أحاسيس جمالية عند الطفل وقيماً ايجابية.‏

أما بالنسبة للمشاركة في أمثال هكذا فعاليات بشكل تطوعي، هوواجب ومسؤولية، ومن الضروري أن نقدم شيئا لهؤلاء الأطفال، وقد تعاملت معهم بأسلوب مبسط يستوعبه الطفل، واستخدمت الشرح الخاص لجذبه وتشجيعه على التعامل، حتى يمكنه الاستفادة، ثم تحريضه حتى يعرف ماذا يريد، فعلينا أن نتماشى مع الطفل نسمعه، ونتحاور معه، ونعلمه، ونحاول البحث أن كان عنده ميول أوموهبة لمساعدته في توجيهها وتطويرها. وقد أكد أكثر من طفل تجاوبه مع أساليب الورشات، مثلا الطفل (سرمدي صافية)ـ صف خامس قال: تابعت الورشة فكانت مفيدة لي، وذلك بسبب الشرح المبسط، والطرق السهلة، التي يمكن تطبيقها على أشياء عدة في الرسم، الذي امتلك موهبة به، كما استفدت من ورشة الحكايا وتعلمنا الكثير من العبر الكثيرة، منها أن الخير ينتصر دوما، كما أنه علينا ألا نظلم الآخرين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية